تعدّ الزلازل من الكوارث الطبيعية التي لا يمكن السيطرة عليها، مما يجعل البعض يعاني قلقاً وخوفاً شديدين منها بعد أن عاشوا الزلازل أو تابعوا أخباره عبر التلفاز أو من واقع التواصل الاجتماعي. يترافق خوف الزلزال مع عدّة أعراض مثل الخوف الشديد بعد الكارثة الطبيعية، القلق الدائم وعدم القدرة على إنجاز الأعمال اليومية بشكل تام ورؤية كوابيس مخيفة وصعوبة في النوم.
حول كيفية تجنّب الخوف الشديد من الهزات الأرضية تقول المعالجة النفسية ديالا عيتاني: إنها حالة طبيعية أن تحدث تغييرات على الصعيد النفسي لدى الأشخاص بعد الهزة الأرضية، فالأخيرة تمتدّ لثوانٍ معدودة أو أكثر، وقد ينتج منها دمار، وربما يكون شاملاً مع انهيارات للمباني، فتبقى قصص الناجين محفورة في ذاكرة الأشخاص". وتتابع الاختصاصية عيتاني متحدثة عن طرق تجنّب الخوف من الهزات الأرضية والعلاجات، في الآتي:
ما هي الآثار النفسية التي تتركها الهزة الأرضية وطرق العلاج؟
يمتدُّ التأثير النفسي لدى الناجين والشاهدين على الهزة الأرضية وقتاً طويلاً، ولعل أبرز الأعراض التي يعانيها الأشخاص هي سيطرة الأفكار التشاؤمية، مما يعيق عليهم إتمام عملهم على أكمل وجه وصعوبة في التواصل مع الآخرين؛ وهذا يؤدي إلى عزلة اجتماعية، مع خوف شديد وحالة من الهلع. علماً أننا قد نشهد حالة قلق وضياع تام لدى بعض الأشخاص، مما يؤدي إلى عدم القدرة على التركيز لإتمام أي واجب، مع تسارع في دقات القلب ورجفة في اليدين.
اضطراب ما بعد الصدمة يؤثر على الجميع، لكن كل شخص يعبّر عنه بطريقة مختلفة بعد النجاة من الزلزال؛ فمنهم من يصرخ ويناجي ويعبّر عمّا في داخله، ومنهم من يتوقّف عن الكلام، ويميل إلى العزلة وتسيطر عليه حالة القلق والبكاء الشديدين؛ هذه التعبيرات طبيعية، وهي ناتجة عن غضب عميق.
يجب أن نخبر الناجين أن الهزة الأرضية حدث نادر، ولا يتكرّر كل يوم وأنه من الطبيعي التعبير عن المشاعر بالصراخ والغضب الشديد. ولمساعدة الأطفال من الناحية النفسية، فيجب على الفرد أن يعبّر أمامه عن المشاعر ومساعدته في التعبير عن مشاعره بالرسم، اللعب أو التمثيل. وفي حال وجد الأطفال صعوبة في التعبير عن الحدث يجب استشارة اختصاصي نفسي لمساعدتهم.
هذا ويعتبر العلاج من آثار الزلازل للأشخاص تحدّياً كبيراً؛ كونه يحتاج إلى الوقت والصبر لكي يتأقلم الأشخاص مع الواقع؛ وقد يكون من المهم دفع الأشخاص إلى عدم كبت الخوف أو تجاهله، لأنَّ تجاهل المشاعر أو كتمانها يزيدها احتقاناً وتوتراً، وعواقبها تصبح وخيمة على الصحة النفسية.
ويُنصح بالتنويع بالأنشطة التي يمارسها الأشخاص والتركيز فيها على التواصل الاجتماعي ومشاركة المشاكل مع الآخرين، والتعبير عن المشاعر الحزينة، مما يساعد على تغيير وجهة النظر من ناحية الرعب والخوف من الزلزال، للشعور بالراحة والامتنان. اكتشفي أبرز النصائح للحفاظ على سلامتك أثناء الزلزال؟
ما هو أثر النظام الغذائي الجيّد على الصحة النفسية؟
إن الالتزام بنظام غذائي صحي والحصول على ساعات كافية من النوم لهما تأثير إيجابي على الصحة النفسية، مع ضرورة تجنّب المنبهات مثل القهوة والشاي والتدخين التي تزيد من حدّة القلق والتوتر مع ضرورة بذل أقصى جهد بعد وقوع الزلزال لمواصلة الحياة اليومية بنشاط والمحافظة على الروتين المعتاد، مما يُجنّب العزلة. ولعل أفضل علاج بعد وقوع الزلزال هو المحافظة على الهدوء وممارسة تمارين التأمل والتنفس التي تقلل من حدّة التوتر والخوف.
وبالعودة إلى أهمية الغذاء الصحي، فهو عامل أساسي للبقاء في صحة جسدية ونفسية جيدة، وقد أثبتت بعض الدراسات أن الدماغ يؤدي وظيفته بكفاءة عالية إذا استقبل الجسم الغذاء السليم؛ ونعني بالغذاء السليم الغذاء عالي الجودة الذي يحتوي على العناصر الغذائية المختلفة من الفيتامينات، المعادن ومضادات الأكسدة التي تغذّي الجسم والعقل على أكمل وجه.
ولقد ازداد الاهتمام في مجال التغذية في العالم مؤخراً بما يعرف بالتغذية النفسية، وهي تعني استخدام الطعام والمكملات الغذائية لعلاج حالات الصحة العقلية، نظراً للدور الذي يلعبه الغذاء في التأثير على مشاعر الإنسان وصحته النفسية. وقد ثبُت أن النظام الغذائي غير الصحي هو أحد عوامل الخطر للإصابة بعدد كبير من الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق.
ما رأيك بالاطّلاع على كيف يحدث الزلزال وطرق الوقاية منه؟
ملاحظة من "سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.