قرار الطلاق من أكثر القرارات الصعبة التي يمكن اتخاذها سواء للمرأة أم للرجل، وفي الغالب ما يلجأ إليه الطرفان عند استنفاد كل محاولاتهما لإنجاح زواجهما أو انتهاء رصيد الحب الذي يمتلكه كل طرف للآخر، في الواقع قرار الطلاق هو القرار الوحيد الذي لا يمكن اتخاذه بسرعة وبتهور، إذ يجب على كل من الطرفين التفكير بروية في أسباب حدوثه والنتائج المترتبة على وقوعه لكليهما، تقول الدكتورة آمال إبراهيم خبيرة الأسرة لسيدتي : في بعض الأحيان قد يكون الطلاق هو الحل المثالي وطوق النجاة الوحيد للطرفين؛ لإنقاذ أرواحهما، إذ إن الاستمرار في علاقة مضرة أكثر ضرراً مقارنة بحدوث الطلاق.
أسباب تستحق الطلاق
-عدم حل المشاكل بين الزوجين
يكون الطلاق هو حبل النجاة عند سعي أحد الطرفين، لتطبيق كافة الحلول للاستمرار في الزواج ولكن دون جدوى، وعند الاستعانة بالوسطاء العقلاء لحل الخلافات بين الزوجين ولكن تكون كافة الحلول غير نافعة، وعند عدم التمكن من التكيف مع الوضع الحالي والإحساس بالتذبذب وترادع الصحة.
-إجبار الزوجة عن الانعزال عن العالم
في بعض الحالات قد يكون الزوج مسيطراً ومتحكماً بصورة زائدة عن الحد، بحيث يعزل زوجته عن أهلها وأقاربها، وأصدقائها وحتى عن ذاتها، ما يجعل الزواج يمثل سجناً للزوجة وليس علاقة آمنة، وحينئذ يكون قرار الطلاق هو الحل الأمثل للزوجة، فالزواج الصحيح والصحي لا يكون سبباً في انعزال الزوجة عن العالم بأكمله لإرضاء الزوج.
-العنف
بدون أي تفكير يتطلب العنف المستمر تجاه المرأة في حتمية وضرورة، اتخاذ قرار الطلاق على الفور والعكس صحيح، فالزواج ما هو إلا أمان وسكن للزوجين، وعند تكرار العنف يصبح مخيفاً ومرعباً.
-كثرة الخلافات
إن الإحساس بالقلق والخوف من كثرة الخلافات الزوجية أمر مدمر للصحة لكل من الطرفين، ويشير إلى استحالة العيش فيما بينهما، لذا من الضروري وقتها الإقدام على قرار الطلاق، للتخلص من العلاقة المؤذية للنفس والصحة.
-الخيانة
تعتبر الخيانة من أقسى المشاعر السلبية لكل من الطرفين، وهناك بعض الحالات التي قد تتمكن من المسامحة وتخطي الخيانة والبدء من جديد، والبعض الآخر لا يتمكن من الاستمرار وحينئذ يلجأ إلى قرار الطلاق.
-التعدي على كرامة الزوجة:
حيث يبدأ في إهانتها، وحرمانها من أبسط أمورها والمشاركة في تربية الأولاد، وانعدام دورها تماماً في حياتهم الزوجية.وأنه يجب في هذه الحالة وقبل اتخاذ قرار الانفصال في أن تلجأ الزوجة إلى الاستشاري النفسي بصحبة زوجها لمحاولة حل الأزمة بينهم بكل السبل عن طريق جلسات، وأنه يجب أيضاً على الزوجة في هذه الحالة وفي حالة الانفصال مراجعة عواقب الانفصال، لأن هذا النوع من الأزواج بسبب عناده الشديد يبقى مصدر متاعب للزوجة وأولادها بعد الانفصال كـالتهرب من مصاريف أطفاله ودفع نفقتهم .
وهناك أيضاً بعض الحالات تكون فيها الزوجة مسيطرة ويلجأ فيها الزوج إلى السكوت لكي لا تتأثر حياته الزوجية، ويتعرض لمشاكل الطلاق كعدم رؤيته لأطفاله، والقايمة والمؤخر وغيرها من تكاليف الطلاق .
كيف أتخذ القرار الصحيح في الطلاق؟
يمكن اتباع الخطوات الآتية للمساعدة في اتخاذ هذا القرار: • مراعاة تدوين كافة الأسباب المؤدية للتفكير في اتخاذ قرار الطلاق، على سبيل المثال: كتابة الخلافات والمواقف بصورة تفصيلية وليس على سبيل العموم.
• كتابة الحلول الأخرى التي يمكن الاستعانة بها، للتعامل مع الخلافات المذكورة في قائمة الأسباب غير حل الطلاق.
• التحدث برفقة الزوج عن الخلافات الموجودة بينكما، ووجهات النظر الممكن الاستعانة بها لحلها، وتقييم رغبته في حل الخلافات والتغير.
• تقييم محاولات كل من الطرفين حيال تعزيز عملية التواصل فيما بينهما، وهل كافة مناقشاتهما تتحول لخلاف وجدال أم يمكنهما مواصلة الحديث والوصول لحل ما.
• مراعاة سؤال النفس بعض الأسئلة المهمة، مثل: هل يفيد تعلم ومعرفة طرق جديدة للتواصل في حل الخلافات؟ هل يمكننا مسامحة بعضنا البعض وغفران كافة أخطاء الماضي؟ في بعض الأوقات قد يستغرق الأمر وقتاً ومساعدة متخصصة، لاسيما عند تراكم الإساءات وكبر الخلافات بين الزوجين.
• تقييم النتائج المترتبة على وقوع الطلاق وآثاره على الأبناء والزوج، وهل من مصلحة الجميع حدوثه أم الاستمرار، حيث يعتبر الأبناء أهم طرف في المعادلة والذي من ضرورة وضعه ضمن الحسبان.