الشعر النبطي فن عريق يرجع في أصوله إلى الشعر العربي، وهو شعر الروح والبوح المعبّر عن اللوعة والحنين والصفاء، ويحتل مكانة رفيعة في منطقة الخليج العربي كونه اللون الأدبي الشعبي الشائع الذي يعبر الناس بواسطته عن مشاعرهم وقضاياهم، سيدتي التقت بالشاعر محمود الدسوقي عضو جماعة الشعراء والأدباء المصرية ليحدثك عن الشعر النبطي.
يقول الدسوقي لسيدتي: الشعر النبطي هو نوعٌ من الفنون الأدبيّة الشّائعة بين أبناء البادية العربيّة، وهو نوع من الشّعر يخاطب به الشّاعر عامّة الناس؛ وهو مستنبط ومستنتج من الشعر العربي، ذلك لاستخدامه اللغة العربية العامية بدل الفصحى، استنبطه العرب من لهجتهم المحلية المعبرة عن أدب القبيلة، حيث يعبر الشاعر النبطي عن مشاعره وأحاسيسه وأحلامه، ويمتاز بالأسلوب البسيط في سرد القصص، مع الاستعانة بالحكم والمواعظ وتوثيق سيرة الأحداث القديمة.
يؤكد الدسوقي أن الشعر النبطي هو من أشهر أنواع الشعر التي عرفت على مر العصور السابقة، لافتاً أنه عُرف أيضاً باسم القصيد، وهو منظوم بالعديد من لهجات شبه الجزيرة العربية، من ضمنها المملكة العربية السعودية، والعديد من دول الخليج العربي، ومنها أيضاً اليمن، والأردن، فقد ظهر هذا النوع من الشعر بين القبائل البدوية في شبه الجزيرة العربية. ويرجع تاريخه إلى القرن الرابع عشر الميلادي، حيث أشار إليه المؤرخ الإسلامي ابن خلدون في كتابه المعروف "المقدّمة".
اختلفت الآراء حول سبب التسمية، وإن كان أقربها للواقع أنه سُمّي نبطياً، من الاستنباط، وهو الاستحداث واستخلاص الشيء من الشيء، لأنه اُستنبط واُستحدث واُستخلص من الشعر العربي الفصيح الذي كان سائداً حينذاك في الجزيرة العربية، ومع ضعف اللغة العربية بسبب التنقل بحثاً عن المرعى، احتاج العرب لاستنباط لهجات قريبة من لغاتهم الأصلي، ولكنه يختلف عن الفصيح بعدم تمسكه بالقواعد النحوية وعاميته، والشعر النبطي رافد من روافد الأدب والثقافة العربية الأصيلة بما له من مكانة كبيرة عند الناس وخاصة في شبه الجزيرة العربية ومنطقة الخليج العربي وبادية الشام في سورية والأردن وفي إقليم عربستان وفي بادية السودان وفي المغرب العربي.
الشعر النبطي يختلف كثيراً عن الشعر العمودي، وإذا كان الشعر النبطي مستخلصاً من الشعر العربي الفصيح، فالشعر العمودي هو لب الشعر العربي الفصيح الذي يحافظ على بنيان القصيدة.
يقول الدسوقي: الشعر النبطي له أسس بنائية وفنية متوارثة وكثيراً ما تتوافق هذه مع أسس الشعر العربي الفصيح، وتتأثر بما يستجد فيه من ظواهر، فالبيت المقسوم إلى شطرين هو وحدة القصيدة، وقد تتضمن القصيدة الواحدة أكثر من موضوع واحد، وكثيراً ما تنقسم القصيدة النبطية التقليدية إلى ثلاثة أقسام هي البداية ثم العرض أو الموضوع الرئيسي، ثم الخاتمة. أما النواحي الوزنية والموسيقية فقد بنيت أسس الشعر النبطي فيها على أسس الشعر العربي، فيمكن باتباع طريقة التقطيع المعروفة استخراج التفعيلات ثم الأوزان النبطية، وقد امتاز الشعر النبطي بهذه الخاصية عن معظم الأشعار العامية العربية الأخرى، التي لا تقبل التقطيع الفصيح وتفعيلاته وأوزانه، وقد بنيت غالبية أوزان الشعر النبطي على ست تفعيلات فقط، أما الأوزان التي بنى عليها الشعراء النبطيون، فقد بلغت قرابة السبعين وزناً، تتفرع من معظمها صور أخرى حسب تفعيلة العروض والضرب. ومن بين هذه الأوزان اثنا عشر وزناً مطابقاً لأوزان الشعر الفصحى، أما بقية الأوزان النبطية فهي مستحدثة، منها ما أتوا به على نمط البحور المهملة في دوائر الخليل العروضية، ومنها ما هو مستحدث مبتدع بتكرار بعض التفعيلات وتزويجها مع غيرها.
وهناك العديد من الشعراء النبطي الذين عرفوا بشكل كبير، وذلك بناء على ما ورد في التاريخ، والذين هم من حواضر نجد الذين عاشوا في القرن السابع عشر والثامن عشر، ومنهم:
عذبات الأيام ما تمدي لياليها
حلو الليالي توارى مثل الأحلامي
مخطور عني عجاج الوقت يخفيها
فـي سد باب ٍ من بحور الهوى هيّ
ركبن به يشدنّ دود ٍ علـى عود
والنفـس ميـدان الـهوى هـيّ
محالها بالليل يسهر رقودها
حكرنا لها وادي سدير غصيبة
بسيوفنا إللي مرهفات حدودها
جرى لنا في مفرق السيل وقعة
إللي حضرنا مالك الله يعودها
والآن بعد أن تعرفت على الشعر النبطي، واستمتعت ببعض من قصائده المميزة، ما رأيك بمزيد من الاستمتاع بقصائد الشعر البدوي
يقول الدسوقي لسيدتي: الشعر النبطي هو نوعٌ من الفنون الأدبيّة الشّائعة بين أبناء البادية العربيّة، وهو نوع من الشّعر يخاطب به الشّاعر عامّة الناس؛ وهو مستنبط ومستنتج من الشعر العربي، ذلك لاستخدامه اللغة العربية العامية بدل الفصحى، استنبطه العرب من لهجتهم المحلية المعبرة عن أدب القبيلة، حيث يعبر الشاعر النبطي عن مشاعره وأحاسيسه وأحلامه، ويمتاز بالأسلوب البسيط في سرد القصص، مع الاستعانة بالحكم والمواعظ وتوثيق سيرة الأحداث القديمة.
- ظهوره وسبب تسميته بالشعر النبطي
يؤكد الدسوقي أن الشعر النبطي هو من أشهر أنواع الشعر التي عرفت على مر العصور السابقة، لافتاً أنه عُرف أيضاً باسم القصيد، وهو منظوم بالعديد من لهجات شبه الجزيرة العربية، من ضمنها المملكة العربية السعودية، والعديد من دول الخليج العربي، ومنها أيضاً اليمن، والأردن، فقد ظهر هذا النوع من الشعر بين القبائل البدوية في شبه الجزيرة العربية. ويرجع تاريخه إلى القرن الرابع عشر الميلادي، حيث أشار إليه المؤرخ الإسلامي ابن خلدون في كتابه المعروف "المقدّمة".
اختلفت الآراء حول سبب التسمية، وإن كان أقربها للواقع أنه سُمّي نبطياً، من الاستنباط، وهو الاستحداث واستخلاص الشيء من الشيء، لأنه اُستنبط واُستحدث واُستخلص من الشعر العربي الفصيح الذي كان سائداً حينذاك في الجزيرة العربية، ومع ضعف اللغة العربية بسبب التنقل بحثاً عن المرعى، احتاج العرب لاستنباط لهجات قريبة من لغاتهم الأصلي، ولكنه يختلف عن الفصيح بعدم تمسكه بالقواعد النحوية وعاميته، والشعر النبطي رافد من روافد الأدب والثقافة العربية الأصيلة بما له من مكانة كبيرة عند الناس وخاصة في شبه الجزيرة العربية ومنطقة الخليج العربي وبادية الشام في سورية والأردن وفي إقليم عربستان وفي بادية السودان وفي المغرب العربي.
الشعر النبطي يختلف كثيراً عن الشعر العمودي، وإذا كان الشعر النبطي مستخلصاً من الشعر العربي الفصيح، فالشعر العمودي هو لب الشعر العربي الفصيح الذي يحافظ على بنيان القصيدة.
- أسس الشعر النبطي متوارثة
يقول الدسوقي: الشعر النبطي له أسس بنائية وفنية متوارثة وكثيراً ما تتوافق هذه مع أسس الشعر العربي الفصيح، وتتأثر بما يستجد فيه من ظواهر، فالبيت المقسوم إلى شطرين هو وحدة القصيدة، وقد تتضمن القصيدة الواحدة أكثر من موضوع واحد، وكثيراً ما تنقسم القصيدة النبطية التقليدية إلى ثلاثة أقسام هي البداية ثم العرض أو الموضوع الرئيسي، ثم الخاتمة. أما النواحي الوزنية والموسيقية فقد بنيت أسس الشعر النبطي فيها على أسس الشعر العربي، فيمكن باتباع طريقة التقطيع المعروفة استخراج التفعيلات ثم الأوزان النبطية، وقد امتاز الشعر النبطي بهذه الخاصية عن معظم الأشعار العامية العربية الأخرى، التي لا تقبل التقطيع الفصيح وتفعيلاته وأوزانه، وقد بنيت غالبية أوزان الشعر النبطي على ست تفعيلات فقط، أما الأوزان التي بنى عليها الشعراء النبطيون، فقد بلغت قرابة السبعين وزناً، تتفرع من معظمها صور أخرى حسب تفعيلة العروض والضرب. ومن بين هذه الأوزان اثنا عشر وزناً مطابقاً لأوزان الشعر الفصحى، أما بقية الأوزان النبطية فهي مستحدثة، منها ما أتوا به على نمط البحور المهملة في دوائر الخليل العروضية، ومنها ما هو مستحدث مبتدع بتكرار بعض التفعيلات وتزويجها مع غيرها.
- أقدم شعراء الشعر النبطي
وهناك العديد من الشعراء النبطي الذين عرفوا بشكل كبير، وذلك بناء على ما ورد في التاريخ، والذين هم من حواضر نجد الذين عاشوا في القرن السابع عشر والثامن عشر، ومنهم:
• محمد بن لعبون:
يعد من أشهر أعلام الشعر النبطي في الجزيرة العربية، وقد عاش في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي (الثالث عشر الهجري)، وبه العديد من أجمل القصائد الشعرية الغنائية الجميلة، واشتهر بابن لعبون، وقد أضاف أوزاناً غنائية تسمى بالفنون اللعبونية.• خالد الفيصل بن عبدالعزيز:
أمير منطقة مكة المكرمة، ومستشار الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ورئيس اللجنة المركزية للحج، وهو الابن الثالث من أبناء الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، أسس مجلة الفيصل وأهداها لمؤسسة الملك فيصل الخيرية. صدر له أول ديوان شعري شعبي بعنوان قصائد نبطية في عام 1406هـ وضم نحو مائة قصيدة، وعشر لوحات بريشته.• حميدان الشويعر:
أحد أشهر أعلام الشعر العربي خاصة الشعر النبطي في منطقة نجد في الجزيرة العربية، وكان يعيش في القصب، واشتهر بقصائد النصح والحكمة وقصائد السياسة والهجاء، ولد في بلدة القصب في إقليم الوشم، شمال غرب الرياض، وعاش في القرن الثاني عشر الهجري (الثامن عشر الميلادي) و يقال إنه تُوفي عام 1188.• رميزان بن غشام التميمي
أمير روضة سدير في نجد، ومن رواد الشعر النبطي القدماء، ولد في روضة سدير سنة 1007 هـ، وكان من أشهر فرسان زمانه كما كان من الشعراء البارزين واشتهر بالدهاء، حتى لقّب في زمانه بالبطل الضرغام، والأمير الخطير.- بعض القصائد لأقدم شعراء الشعر النبطي
• من قصائد الأمير خالد الفيصل
من بادي الوقت هذا طبع الأياميعذبات الأيام ما تمدي لياليها
حلو الليالي توارى مثل الأحلامي
مخطور عني عجاج الوقت يخفيها
• من قصائد أمير شعراء النبط محمد بن لعبون
باتـن حذاي العاذلات الهواهيفـي سد باب ٍ من بحور الهوى هيّ
ركبن به يشدنّ دود ٍ علـى عود
والنفـس ميـدان الـهوى هـيّ
• من قصائد رميزان بن غشام التميمي
لي ديرة يا جبر من فوق منشعمحالها بالليل يسهر رقودها
حكرنا لها وادي سدير غصيبة
بسيوفنا إللي مرهفات حدودها
جرى لنا في مفرق السيل وقعة
إللي حضرنا مالك الله يعودها
والآن بعد أن تعرفت على الشعر النبطي، واستمتعت ببعض من قصائده المميزة، ما رأيك بمزيد من الاستمتاع بقصائد الشعر البدوي