هناك بعض المفاهيم الإدارية التي ينبغي على روّاد الأعمال معرفتها والإلمام بها حتى يتمكنوا من إدارة مشاريعهم الخاصة أثناء مرور الأخيرة بتحديات؛ "الهندرة" من تلك المفاهيم الحديثة التي تعمل على تحسين الأداء الوظيفي؛ فما هي؟ وآليات تطبيقها؟
ما هو مفهوم الهندرة؟
تقول المتخصّصة في الموارد البشرية لمياء بادغيش لـ"سيدتي. نت" إن "الهندرة هي عملية إعادة تشكيل العمليات الإدارية أو التنفيذية أو البشرية، فإجراء تغيير جذري في هذا الإطار، بعد التقييم"، مضيفة أن "العمليات تصمم من جديد، لخلق بيئة تنظيمية سريعة الاستجابة ومواكبة للتغيرات ومتفقه مع أهداف المنظمة وطموحاتها".
اصطلاحًا، مفهوم "الهندرة" Business Process Reengineering، يختصر بالأحرف الثلاثة "BPR"، علمًا أن الكلمة مكونة من جزئين: الأول هو الهندسة و الثاني هو الإدارة.
ترجع بادغيش الأسباب التي تستدعي القيام بعملية الهندرة، إلى:
- عدم توافق خطط الشركة المستقبلية مع ما تواجهه من تحديات على أرض الواقع.
- فشل الشركة في مواكبة التغيرات.
- مقاومة داخلية لأي رغبة في التغيير و الإصلاح.
- فشل الإدارة في معرفة أسباب مشكلاتها.
- فشل الطاقة الاستيعابية لقطاع الإنتاج أو التوزيع على تلبية احتياجات السوق.
- عدم القدرة على جذب العملاء، على الرغم من جودة المنتج ومطابقته للمواصفات المطلوبة.
عن أبعاد الهندرة، هي تشتمل على:
- البُعد البشري: هو الاهتمام بالعنصر البشري أي مراجعة جودة ما يقوم به العاملون، وإنتاجيتهم، كما دراسة العوامل المؤثرة في أدائهم. إلى ذلك، هذه نصائح يمكن لرائد الأعمال الاستعانة بها لتحسين التعاون بين أعضاء الفريق.
- البُعد الوظيفي: يُدرس الهيكل الوظيفي للمؤسسة بالتفصيل؛ مهام كل وظيفة ومسؤوليات وحقوق وواجبات كل فرد وآلية تقييم ومراجعة الأداء.
- البُعد التكنولوجي: تطوّر الأدوات التكنولوجية المستخدمة، بحيث تضيف نوعًا من الذكاء الإداري والتقني إلى العمليات.
خطوات الهندرة
تشير بادغيش إلى خطوات الهندرة المتعارف عليها، والمتمثلة في:
- تعميق الوعي بالحاجة إلى التغيير للتخفيف من "مقاومة" الأمر.
- وضع خريطة الطريق التي توضّح الأدوار الخاصة بالمسميات الوظيفية والأعمال الإدارية والأهداف والتوقعات المستقبلية.
- تحديد الثغرات من خلال دراسة خريطة العمل، بالتفصيل، واكتشاف جوانب القصور فيها.
- تحليل فرص التحسين عبر دراسة الحلول التي يتم التوصل إليها وإذا كانت تتعارض مع الهدف.
- تعيين فريق من الأعضاء الأكفاء، على أن يكونوا متنوعي المهارات، وميادين التعليم.
- إعادة تصميم للعمليات الإدارية، بصورة تتوافق الخطط مع تنفيذ تغيير جذري فيها.
- تقييم الثغرات ثم تنفيذها، بعد إعادة تصميم العمليات وجعلها متسقة مع الرؤية الجديدة للمؤسسة، التي يتم وضعها قيد التجربة مع الاختبار للتأكد من فعاليتها وتطويرها.
فروق بين الهندرة وإعادة الهيكلة
الجدير بالذكر أن ثمة بعض الفروق التي أشارت إليها بادغيش بين عمليتي "إعادة الهيكلة" و"الهندرة"، فإعادة الهيكلة مجالها البحثي هو العلاقات بين الوحدات التنظيمية، ومجال التغيير فيها هو التنظيم، في حين أن التوجه الرئيس هو المجالات الوظيفية، ونوعية التحسين تتم تدريجيًا. أما في إطار الهندرة، فإن مجال البحث جوهري، ومجال التغيير جذري، كما أنّ توجه المفهوم الرئيس إلى العمليات، ونوعية التحسين مفاجئة.