سعت سيدة الأعمال الشابة، ندى بلقاضي، إلى تحقيق حلمها، فثابرت وصبرت، ودرست مجال التسيير والتجارة بين المغرب وفرنسا، عملت في شركات كبرى وراكمت التجارب، لكنّ حلمها الدفين لتصميم أحذية بنكهة الصنعة المغربية ظلّ يراودها. مؤخراً أسّست شركتها في الدار البيضاء، وأطلقت علامتها «ندى قاضي» للأحذية النسائية، لتدخل عالم الموضة والأناقة برؤية خاصة بها، تهدف من خلالها إلى إعادة الاعتبار للموروث الثقافي، بإطلاق منتوج مغربي محلّي بصبغة عالمية.
على المرأة أن تؤمن بأحلامها وتحقق أهدافها
كيف راودتك فكرة إطلاق علامتك التجارية؟
بدأ كل شيء عندما تأملت ذات يوم في الطربوش المغربي الأحمر ذي «الشوشة» السوداء المتدلّية منه كإكسسوار جميل من يد الصانع المغربي، فأعجبت كثيراً بجماله ورقيّه. كنت شغوفة منذ صغري بالفنّ والموضة وبالأحذية، بدأت أتخيّل زوجاً من الأحذية النسائية ذات الكعب العالي، مزينة بـ«شوشة» طويلة خلفها، تتمايل من اليمين إلى اليسار مع كل خطوة. هكذا انطلق الإلهام والتخيّل، ثم وضعت التصوّر، كنت مبهورة تماماً بهذا الموديل، واثقة من أنّه سينير إطلالات النساء.
هل لديك مصادر أخرى للإلهام؟
أنا محاطة بمصادر إلهام لا حصر لها. فللمغرب تاريخ غني وتنوّع ثقافي مثير للإعجاب، يشكلان تراثاً ثميناً يجب الحفاظ عليه. استنتجت إذن أن هذا الاندماج بين اللمسة المغربية التقليدية وموضة الأحذية، سيشكل بالتأكيد طابعاً مميزاً، وسيشهد ولادة منظور جديد للحذاء المغربي، ليساهم في تكثيف الإقبال عليه من طرف عشاق الموضة والأصالة والأزياء الراقية على الصعيد العالمي.
بدأت بتصميم موديلات أنيقة من الأحذية، وبلمسة مغربية تقليدية. أمضيت ساعات ولياليَ أفكر في كلّ تفصيل من شأنه أن يكشف عن طابع وخصوصية كلّ موديل، من ناحية التصميم، ومن خلال مواد وألوان مختلفة، وخصوصاً كيف ستبدو المرأة التي سترتديها. ترجمت أفكاري إلى إبداعات جعلتني أحلم بإنتاجها ولمسها وارتدائها، وقبل كل شيء أحلم برؤية نساء يرتدين علامة «ندى قاضي» المغربية في جميع أنحاء العالم، نساء يشعرن أيضا بقوتهن وأناقتهن.
لماذا أطلقت علامة أحذية بالتحديد؟
كنت مولعة بالموضة، بالأحذية والأزياء، منذ صغري. كان أساتذتي يتعجّبون وهم يرون تصميمات الأحذية على الصفحات الأخيرة من دفاتري. الابتكار والإبداع يفسحان أمامي المجال للتعبير عن رؤيتي للأشياء. عندما أبدأ في تصميم الأحذية أسلم نفسي لأفكاري، لمخيلتي بلا حدود أو قيود، فذلك بالنسبة لي شبيه برسم عمل فني. أحياناً أبدأ تصميماً دون أن يكون لدي فكرة محددة عن التصميم النهائي الذي سأصل إليه، وأحياناً أخرى أستمدّ إلهامي مما يحيط بي، لكنني دائماً ما أعثر على ضالتي في تاريخنا وثقافتنا المغربية.
ما هي دراستك واهتماماتك؟
اخترت بعد الثانوية العامة مواصلة دراستي في واحدة من أرقى كليات إدارة الأعمال في المغرب، المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بمدينة سطات. تخصّصت في التسويق والأعمال التجارية. خضعت أيضاً لتكوين في مجال «التسويق الاستراتيجي وخبرة الزبون»، في إحدى كليات التسيير بباريس، بالإضافة إلى تكوينات أخرى في التسويق الرقمي. انتقلت بعد ذلك إلى الرباط، حيث شغلت مناصب مسؤولة التسويق والتواصل، ثم مديرة التسويق والمسؤولية الاجتماعية في مجموعات كبرى. بعد أن أمضيت ما يقرب من 6 سنوات كموظفة، راكمت خبرات في مجال الاتصال والتسويق وتطوير العلامات التجارية، كنت أحب عملي لكن حلمي كان دائماً أمام عينيّ. علمت أنه عاجلاً أم آجلاً يجب عليّ أن أقوم بتلك الخطوة الحاسمة التي تمكنني من تحقيق حلمي. في نهاية عام 2021، قررت التركيز على علامة «ندى قاضي» والاستفادة من تجربتي من أجل تطويرها.
هل للأحذية النسائية خصوصية في نظرك؟
العلاقة التي تربط كل امرأة بحذائها هي علاقة وثيقة للغاية، فحذاء المرأة يمكن أن يكشف عن بعض سمات شخصيتها. تجمع تصميمات «ندى قاضي» بين القوة، الأنوثة، والذوق الرفيع، وهذا الطابع ينعكس على النساء اللواتي يرتدين أحذية العلامة. أعتقد كذلك أن الحذاء الجميل لديه القدرة على الارتقاء بالزيّ ولو كان بسيطاً.
قد تودين الإطلاع على آخر صيحات الحقائب الغربية موديلات شنط للمرأة الجريئة
تحديات
ما هي الصعوبات التي واجهتها كسيدة أعمال شابة؟
مثل أي سيدة أعمال شابة، واجهت بعض الصعوبات. فنحن نسعى دائماً إلى تشجيع المنتج المحلي، سواء في ما يتعلق بشراء المواد الأولية أو الإنتاج، إلا أنه هناك بعض هذه المواد غير متوفرة في السوق المغربي بالجودة المطلوبة، مثل الكعب العالي، وبعض الإكسسوارات. فنحن ملزمون باستيرادها، وقد زادت التكلفة الحالية لعمليات الاستيراد بشكل كبير، من حيث الضرائب والنقل، ما يجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لشركة حديثة العهد تشتغل بشكل قانوني.
واجهت كذلك صعوبة، أو بالأحرى تحدّياً، لتشكيل الفريق الجيد القادر على صنع تصاميمي بالدقة والإتقان الذي أطلبه. فذلك يشكّل عنصراً حاسماً في نجاح المشروع. لقد استغرق الأمر مني وقتاً طويلاً، لأنني أصر على جودة المنتوج الذي نقدمه لزبائننا، وحريصة على صورة علامتنا التجارية. اليوم، أنا راضٍية جداً عن فريق «ندى قاضي»، المكوّن من حرفيين مؤهلين ولديهم كفاءة عالية.
كيف تسوّقين منتجاتك؟
كما هو الحال في أي سوق، من المهم اختيار موقعك بعناية وفقاً لنوعية الزبائن المستهدفين. يجب كذلك دراسة مميزاتهم وحاجياتهم وتطلعاتهم من أجل تقديم منتج ذي قيمة مضافة عالية. من المهم أيضاً أن تعرف كيف تتميز عن المنافسين، وتقدم مفهوماً فريداً ذا بصمة خاصة. اليوم، نقوم بتسويق منتجاتنا من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، والتي تقدم فرصاً متنوعة لتطوير العلامات التجارية على المستوى الدولي. نحن أيضاً في طور إنهاء موقعنا الإلكتروني، من أجل السماح لزبائننا في جميع أنحاء العالم بشراء منتجاتنا مباشرة. اخترنا في البداية الانفتاح على السوق بالاعتماد على التسويق الرقمي، ثم سنبدأ في التفكير في إيجاد نقاط البيع.
تابعي المزيد: 4 مفاهيم خاطئة عن أحذية البلكسي.. تعرفي إليها
لمسة «المعلم»
ما الذي يمكن أن يميزكم عن العلامات التجارية في السوق؟
«ندى قاضي» هي علامة تجارية للأحذية النسائية الأنيقة، مستوحاة من التاريخ والثقافة والأزياء المغربية، تتميز بالجمع بين جودة وقوة الأحذية ذات الكعب العالي، ونبل ودقة الصناعة التقليدية. تصميماتنا مستوحاة من الثقافة المغربية وقوانين الموضة، ومصنوعة من الجلد 100%، بأيدي حرفيين مغاربة يتقنون فن صناعة الأحذية. لمسة «المعلم» التقليدية تضفي كذلك لمسة خاصة على جميع تصاميمنا. والجديد في خدماتنا هو أنه يمكن للزبون أن يقوم بإضافة لمسته الخاصة على حذائه، وذلك عن طريق اختيار الألوان التي يود المزج بينها، من أجل الحصول على حذاء يليق بشخصيته.
ما هي الرسالة التي يمكن أن تنقليها إلى الشابات المبدعات؟
رسالتي للشابات المبدعات هي الإيمان بأحلامهن، وتحديد أهدافهن من أجل تحقيقها، فممكن للمرأة أن تحقق أي شيء تطمح إليه إذا كانت تمتلك العزيمة والإرادة والإصرار. وأقول لهن: اطمحن إلى تقديم أشياء تشرّف بلدكن من حيث التصميم، والجودة والخدمة، دون أن تنسين الابتكار لجلب أشياء جديدة دائماً. نحن بحاجة إلى التعريف بخبراتنا وكفاءاتنا على نطاق واسع، ورؤية مشاريع ناجحة تقودها نساء، فهذا يعطي رسالة أمل وتشجيع لجميع النساء في العالم.
ما هو أفضل حذاء لك، وما هي الألوان التي تفضّلينها؟
يجب ارتداء كل حذاء وفقاً للمناسبة. أفضل حذاء هو الذي ينجح في تحسين إطلالة الشخص الذي يرتديه، في السياق المناسب طبعاً. من الواضح أيضاً أنه حذاء عالي الجودة أنيق، وقبل كل شيء حذاء لا يترك أي شخص غير مبال. أميل إلى استخدام الألوان الداكنة في مجموعاتي، فأنا أحب الأسود، والأحمر الغامق، والأزرق الملكي، والأخضر، وأجد أن هذه الألوان لها طابع استثنائي، كما أستعمل ألوان الباستيل، فهي تتماشى مع ألوان أخرى مختلفة.
ما هو الحلم أو الهدف الذي تسعين إلى تحقيقه؟
أريد توسيع نطاق منتجاتنا وتطوير العلامة التجارية حتى تصبح مرجعية معترف بها لخصوصية تصميماتها، وجودة منتجاتها محلياً ودولياً.
وبعيداً عن الأحذية ،هل تودين التعرف إلى أجمل موديلات فساتين متعددة الطبقات
