بعد عقد من الزمن، من فقدان الذاكرة فقد توماس ليدز أي أمل في تذكر طفولته أو استعادة ذكريات نشأته، ولم تسعفه موصلات خلايا مخه العصبية أن يعيد الاتصال بوهجه الإبداعي ككاتب وألقه الفني كفنان شاب، وذلك عقب حادث أليم تعرض له في الثمانينيات أفقده ذاكرته وذكريات طفولته وحكايات نشأته، ومراحل نضوجه، وقصص بلوغه وتحولت حياته كلها لصفحة بيضاء تمامًا، حتى جاءت أغنية أعادت ذاكرته للحياة من جديد.
وفقًا لموقع ذا جارديان theguardian.com، فقد استيقظ الشاب البريطاني توماس ليدز، وهو يبلغ من العمر 19 عامًا، بعد أن نجا من حادث سير خطير تعرض على إثره لجراحة خطيرة لإزالة جلطة دموية من منطقة الدماغ، وعلى الرغم من أن ظهره كان قد كُسر، إلا أنه رغم الألم كان بإمكانه المشي والتحدث. ومع ذلك كان هناك الكثير من أمور حياته المفقودة والتي لا يذكرها أبدًا.. إليكِ حكايته.
- اختفت ذكريات طفولتي للأبد
يقول توماس ليدز لذا جارديان: "كنت على قيد الحياة، لكنني لم أكن المراهق الذي عبر الطريق وصدمته سيارة أجرة سوداء في ليلة أكثر سوادًا، وقد اختفت السيارة واختفى السائق واختفت ذكريات طفولتي للأبد"
يستكمل: "غمرت رأسي الأسئلة بدون إجابات، فقد كان كل شيء جديدًا تمامًا بعد فقدان الذاكرة في البداية، كانت الأسئلة صغيرة وبسيطة ثم تحولت لأسئلة كبيرة جدًا وكلها بدون إجابات، فبداية مما هو الآيس كريم؟ حتى كيف أجعل تلك الموسيقى تعزف؟ ومن هؤلاء الأشخاص؟ لم أجد في ذاكرتي أي إجابات لأي سؤال"
يؤكد توماس أن المؤلم في الاستيقاظ بدون ذكريات هو محاولتك استعادة الذكريات. أنك لا تدرك ما فقدته حتى يبدأ الناس في إخبارك من المفترض أن تكون، وماذا كنت تفعل، وكيف تخطط لحياتك وأنت مازلت في ارهاصات حياتك الأولى". من هنا بدأت رحلة توماس قبل 20 عامًا..!
- لدي عائلة تدعمني
يقول توماس لذا جارديان theguardian.com، "كنت محظوظًا جدًا لأن لدي عائلة تدعمني في المنزل أثناء تعافيّ. كان هناك الكثير لتعلمه ومع كل إجابة كان هناك المزيد من الأسئلة؛ وسرعان ما أصبحت الأسئلة أكبر وأصعب فاذا سأفعل في حياتي؟ كيف يمكنني الحصول على وظيفة وأنا لا أتذكر المدرسة؟ من أنا حقا؟"
يستكمل: "عندما عدت للمنزل وجدت في غرفة نومي درجًا مليئًا بالأعمال الفنية والمقالات والنصوص التي تحمل اسمي عليها. لم أتعرف على أي منها. كنت أعلم أن لدي خيالًا جيدًا لكنني لم أستطع الرسم بالطريقة القديمة، وكنت أعرف أنني أحب القصص، لكنني كنت أعاني من أجل القراءة والكتابة. "
بدا لتوماس أنه من الصعب تصديق أنه كان في يوم من الأيام هذا الطفل الذكي والمبدع الذي كان يحلم على ما يبدو بأن يصبح كاتبًا مبدعًا، إلا أنه لم يستطع تحقيق ذلك، فكم تمنى أن يستعيد هذا المبدع مرة أخرى.
إلا أنه وسط الظلام بدا ضوء بآخر النفق عندما قال له الطبيب أنه من الممكن استعادة ذكرياته وأنها لن تختفي للأبد ، على الرغم من صعوبة العثور عليها، ربما شيء من الماضي يمكن أن يعيدهم للحياة من جديد، ويمكنك التعرف على أسباب فقدان الذاكرة المؤقت.
- رحلة بحث عن الذاكرة المفقودة
تضخمت آمال توماس فقد كان فقط بحاجة إلى العثور على مفتاح، وهكذا بدأت رحلة بحثه لاستعادة ذكرياته، ذهب توماس إلى العديد من الأماكن التي قيل له أنه كان معتادًا الذهاب إليها عندما كان طفلًا صغيرًا، ذهب لكل الحدائق والمتاجر والمدارس القديمة. ذهب إلى الأماكن التي كان يذهب إليها مع أسرته في العطلات، وسافر بالمترو على الطرق التي سلكها في سن المراهقة. لقد جرب كل شيء، ولكن مع مرور الوقت، ظل الصبي الذي يحمل اسم توماس في العديد من القصص والصور المحببة شخصًا آخر في عالم آخر.
- أكثر اللحظات سريالية في يوم ميلاده الثلاثين
+
يؤكد توماس أنه في الليلة التي سبقت عيد ميلاده الثلاثين، قرر أن يتقبل فكرة رحيل حياته السابقة إلى الأبد، وأنه لن يتمكن أبدًا من استعادة ذكرياته، وبدأ يخطط لحفلة تحت عنوان الثمانينيات، ثم شرع في إعداد قائمة تشغيل لموسيقى الثمانينيات.
يقول لذا جارديان: "كان ذلك متأخرا. ذهبت إلى الفراش، ووصلت سماعاتي وأغمضت عيني. بدأت في التخطي من موسيقى كلاسيكية إلى أخرى، مضيفًا كل نغمة إلى قائمة التشغيل، وكنت بعد 10 سنوات (من فقدان الذاكرة) والاستماع إلى الراديو، عرفت كل القطع الموسيقية ظهرًا عن قلب".
"ضغطت على زر "تخطي" مرة أخرى، وحينها حدث ذلك، فوجئت بأكثر اللحظات سريالية في حياتي. بدأت أغنية لم أسمعها طوال ذلك الوقت، The Whole of the Moon بواسطة Waterboys، وهنا شعرت بأنني انتقل من مكان لآخر، فقد وجدت نفسي جالسًا على أرضية زرقاء غريبة، أحدق في جهاز استريو فضي. ثم فجأة كنت أسير في ضوء الشمس الساطع، ممسكًا بيد رجل عملاق. في ومضة كنت في مكان آخر فضولي؛ رأيت بعض الأضواء الزجاجية الملونة على شجرة عيد الميلاد الضخمة التي تعلو فوقي. بالقرب من الشجرة، تقف امرأة في المدخل. كانت شابة ومبتسمة وليس لديها شعر رمادي. كانت أمي. كنت ابنها الصغير، وكان ذلك حقيقيًا. كنت أخيرًا هناك معها، أخيرًا بدأت اذكر الأشياء"
- أشعلت الموسيقى شعلة بداخلي
يقول: "لقد كانت لحظة قصيرة لكنها كانت كلها لي، وهذا غير كل شيء. أشعلت هذه الموسيقى شعلة بداخلي وانفجرت القصة في رأسي. كنت أعلم أن تعلم الكتابة مرة أخرى سيكون صعبًا، لكنه لم يكن مستحيلًا. وإذا لم يكن هناك شيء مستحيل، فيمكنني القيام به."
يقول توماس لذا جارديان والذي نجح أخيرًا في إصدار أول مؤلفاته "أخذت حلم ذلك الطفل الصغير، الذي كان في التاسعة من عمره، من الدرج. اليوم أبلغ من العمر 39 عامًا وداخل هذا الدرج رواية لامعة تحمل اسمي، أول رواية في سلسلة جديدة تدور حول صبي يستيقظ بلا ذكريات في عالم آخر. يجب أن يجد ذكرياته ليطلق العنان للقوة التي سيحتاجها لإيقاف قوة الشر التي تجعل الجميع ينسى."
يؤكد بالنهاية: "بعد عشرين عامًا، ما زلت أعرف كم خسرت من الحادث، لكنني أعلم أيضًا أنه لم يمنعني - لقد وجدت طريقي للعودة - وهذا يخبرني من أنا حقًا"
وإذا كان توماس استعاد ذاكرته بأغنية من الثمانينات يمكن لأي فرد تقوية ذاكرته بـ6 أنشطة فاعلة
كانت هذه قصة توماس المذهلة لاستعادة ذاكرته. ما رأيك بها؟ هل لديك قصة أخرى فقد بطلها ذاكرته واستعادها بطريقة مشوقة.. اخبرينا بها.