طبيبة الأسنان ومدربة قيادة الدراجات النارية السعودية رؤى طلال: أعشق التجارب الجديدة ولا أتوقف عن تطوير ذاتي 

رؤى طلال طبيبة الأسنان ومدربة قيادة الدراجات النارية السعودية
رؤى طلال طبيبة الأسنان ومدربة قيادة الدراجات النارية السعودية -تصوير: يزيد السمراني

التوازن.. الشغف.. الشجاعة

هذا هو مكاني.. هذه هي هوايتي

يسألونني: لما اخترتِ هذه الهواية دون غيرها؟

أقول: هي التي اختارتني لأنني أشبهها..

روحي حرّة.. قلبي قوي.. وأحلامي لا تعرف حدوداً..

هل كان الطريق صعباً؟

كل طريقٍ بدايته صعبةٌ..

لكن عندما تكون في المملكة العربية السعودية لا شيء يصعب عليك..

أنا رؤى طلال سائقة ومدربة معتمدة لقيادة الدراجات النارية..


رؤى طلال

 

رؤى طلال-تصوير  يزيد السمراني 

 


حلم تحقق

عرِّفينا على نفسكِ، مَن رؤى طلال؟

أنا طبيبةُ أسنانٍ، وقائدةٌ، ومدرِّبةٌ معتمدةٌ لقيادةِ الدرَّاجات الناريَّة، ومُمارِسةٌ ومدرِّبةٌ لرياضاتٍ أخرى مختلفةٍ، منها الفروسيَّة. أحاولُ أن أكون صحيَّةً من جميع النواحي، وأحبُّ تشجيعَ الآخرين على اتِّباع نمطِ حياةٍ صحِّي.

حدِّثينا عن المرَّةِ الأولى التي ركبتِ فيها درَّاجةً ناريَّةً، كيف كان شعوركِ حينها؟

شعورٌ رائعٌ، إحساسٌ جميلٌ بالحريَّة، شعورٌ يشبه الطيران، لكنْ على الأرض. بالنسبةِ لي كان حلماً وتحقَّق.


ما الذي جذبكِ نحو هذه الرياضة؟

إنها رياضةٌ جميلةٌ بكلِّ ما فيها، لكنْ قد تستغربون إذا قلتُ إن أوَّلَ ما جذبني لهذه الرياضةِ، هو صوتُ «الدبَّاب». بعد ذلك، وجدتُ فيها سعادةً لا تُوصف، وكأنَّها نوعٌ من أنواعِ التأمُّلِ، وتفريغِ الطاقة، وتحقيقِ الراحةِ النفسيَّة.


طبيبةٌ، وسائقةُ درَّاجةٍ، وفارسةٌ، وزوجةٌ، وأمٌّ، كيف تُوفِّقين بين كلِّ هذه الأدوار؟

هناك صفةٌ أساسيَّةٌ في شخصيَّتي، والحمد لله، وهي أنني لا أحبُّ أن أتوقَّفَ عن التطوُّر. أنا أحبُّ التجاربَ الجديدة، وعندي فضولٌ للتعرُّفِ على مجالاتٍ مختلفةٍ بشكلٍ دائمٍ، وهذا من فضل ربي، لكنْ السرُّ دوماً، يكون في تنظيمِ الوقت، وهناك نقطةٌ أساسيَّةٌ في عمليَّة الإنجاز، وهي الاستيقاظُ باكراً، فأجملُ الأوقاتِ لممارسةِ الرياضةِ والهوايات، هي في الصباحِ الباكرِ مع شروقِ الشمس.

هذه الرياضةُ، أو الهوايةُ لم تُؤثِّر في تقدُّمكِ بمساراتٍ عدة في الحياة، حدِّثينا عن مجالاتٍ أخرى، برعتِ فيها؟

صحيحٌ. أحبُّ رياضةَ الجري، وركضتُ ماراثوناً كاملاً بمسافةِ 42 كيلومتراً، وكذلك حصلتُ على رخصةِ فارسةٍ، فأنا أعشقُ ركوبَ الخيل، كما نلتُ رخصةَ قيادةِ المراكب، وأمارسُ أيضاً اليوغا، وأحرصُ على الذهابِ للنادي لأداءِ تمارينِ اللياقةِ البدنيَّة. هذا بالطبع إلى جانبِ عملي الذي أعشقه، وأستمتعُ به جداً، وأسعى دائماً لتطويرِ معرفتي ومهاراتي فيه.

يمكن الاطلاع على قصة نجاح أخرى مع مها الحملي

تناقل الخبرات

هناك نقطةُ تحوُّلٍ، حدثت في حياةِ المرأةِ السعوديَّة، وهي عندما سُمِحَ لها بالقيادة، في رأيكِ، هذه النقطةُ كيف غيَّرت حياةَ كثيرٍ من النساء؟

من أجمل التطوُّراتِ التي أفتخرُ بها في وطني السماحُ للمرأةِ بالقيادة. هذا القرارُ سمحَ لها بالتقدُّم، وأعطاها الثقةَ في نفسها، وسهَّل عليها كثيراً من الأمور، ومنحها الدافعَ للإنجازِ والنجاحِ أكثر.

قرَّرتِ، تدرَّبتِ، ومكَّنتِ نفسكِ من قيادةِ درَّاجةٍ ناريَّةٍ بمهارةٍ واحترافيَّةٍ، لكنْ لم تكتفِ بذلك، واخترتِ نقلَ الرسالةِ لنساءٍ أخريات، كيف ظهرت لديكِ فكرةُ تأسيسِ sisterhood؟

بعد أن حقَّقتُ حلمي، وحصلتُ على الرخصة، شعرتُ بأنني أرغبُ في مساعدةِ أي سيِّدةٍ تهتمُّ بهذه الرياضة، وتريدُ أن تعرفَ أكثر عنها عبر توجيهها وتدريبها حتى تنخرطَ مع مجموعاتٍ من النساء، يشاركنها الشغفَ نفسه في قيادةِ الدرَّاجة الناريَّة. من هذا المنطلقِ، أسَّستُ فريقَ sisterhood برعايةٍ ودعمٍ من فريقِ brotherhood للشباب مع الكابتن سعود البرَّاك. بنيتُ الفريقَ لدعمِ المرأةِ المهتمَّة بهذه الرياضة، ومساندتها في تحقيقِ حلمها، وأكثر ما يُسعدني عندما تقولُ لي إحدى السيدات: أنتِ حقَّقتِ لي حلمي، أنتِ عزَّزتِ عندي الثقةَ بنفسي وقدراتي.

اليوم يقومُ النادي بأنشطةٍ لافتةٍ، يجمعُ فيها بين الرياضةِ والإبداعِ، أخبرينا عنها؟

نجمعُ بين رياضةِ قيادةِ الدرَّاجة الناريَّة، وأنشطةٍ أخرى، بينها ركوبُ الخيل، إلى جانبِ تنظيمِ فعاليَّاتٍ توعويَّةٍ حول السلامة، وحملاتٍ لتنظيفِ البيئة، وأخرى لإدخالِ السرورِ في نفوسِ ذوي الاحتياجاتِ الخاصَّة عبر أخذهم في جولاتٍ بالدرَّاجة، كما نُشجِّع على المشاركةِ في ماراثون الرياض، ونتعاونُ مع مبدعاتٍ في مجالاتٍ مختلفةٍ مثل الأزياء لإطلاقِ فعاليَّاتٍ، تُقدِّم هذه الرياضة بشكلٍ أنيقٍ وجاذبٍ.

 

"المرأة السعوديّة قويّة، وطموحة، ومقدامة، وتسعى دوماً للتميز. وأتت الرؤية لتزيد من ثقتها بقدراتها وإمكاناتها"

 

رؤى طلال تصوير  يزيد السمراني 


النساء يقدن بمهارة

يسألُ بعضهم لماذا تتَّجه المرأةُ نحو هواياتٍ ذات طابعٍ رجالي، ماذا تقولين لهم؟

من وجهةِ نظري، هذه الرياضةُ، تناسبُ الجنسَين مثل أي رياضةٍ أخرى كالجري، والسباحةِ، وركوبِ الدرَّاجة الهوائيَّة، بل إن كثيراً من النساء، يقدن الدرَّاجة الناريَّة بمهارةٍ أكثر من الرجال. هذه الرياضةُ احترافٌ، وليست هوايةً فقط فأي شخصٍ لديه درَّاجةٌ ناريَّةٌ، ليس من الضروري أن يكون بارعاً فيها فهذا الأمرُ، يأتي بالتدريبِ، والإصرارِ، والوعي لدى الرجالِ والنساءِ على حدٍّ سواء.

حالياً هل هناك إقبالٌ من قِبل السيداتِ على تعلُّم هذه الرياضة؟

بالتأكيد، يوجدُ إقبالٌ شديدٌ على تعلُّم هذه الرياضة، وهو ما لمسته من خلال تدريبي السيِّدات. حقيقةً، لم نكن نتوقَّع أن نجد هذه الشغفَ لدى كثيرٍ من السيِّدات، وهذا الإقبالُ منهن، يترافقُ عادةً مع مشاعرَ مختلطةٍ، في مقدِّمتها الحماسُ، والخوفُ، والجرأة، لكن متى ما صارت المرأةُ، التي تبحثُ عن فرصةٍ فقط لإظهارِ مهارتها، في الميدانِ، وباتت على ظهرِ درَّاجتها، يصبح ذلك بدايةً لرحلةٍ جميلةٍ، لا تتوقَّف.

هل هناك جهاتٌ تدريبيَّةٌ متخصِّصةٌ تدعمُ السيِّدات في هذا الشأن؟

هناك مجهودٌ كبيرٌ، يُبذَلُ في هذا الشأن، مع ذلك أناشدُ الاتحادَ السعودي للدرَّاجات النارية بتعزيز الدعمِ حتى تُوضَع كلُّ هذه المجهوداتِ في سياقها الصحيحِ والاحترافي.

تابعوا تفاصيل اللقاء مع ريما الجفالي

قواعد السلامة

متى تكون قيادةُ الدرَّاجة رياضةً خطرةً؟

هذه الرياضةُ ممتعةٌ، وتوفِّرُ مساحةً للتعلُّم والتقدُّم، تنتقلُ بها السائقةُ من مستوى لآخر مع التدريبِ والمعرفة، لكنْ في الجانبِ الآخر هناك أساسيَّاتٌ، لا بدَّ من تعلُّمها قبل ممارسةِ هذه الرياضة، والتمسُّكِ بها في كلِّ وقتٍ، وهي إجراءاتُ الأمنِ والسلامة. قيادةُ الدرَّاجة الناريَّة مثل غيرها من الرياضات، لا تصبحُ خطرةً إلا في حالةِ التهوُّر، وعدمِ الالتزامِ بقواعد السلامةِ، ومن أهمِّها: ارتداءُ ملابسِ الوقاية، وتجنُّب السرعةِ الجنونيَّة، والتقيُّد بقوانين السير.

كيف تُمنَح التراخيصُ لهذه الرياضة؟

هناك مصدران لإصدارِ التراخيصِ لقيادةِ الدرَّاجة الناريَّة للسيِّدات، هما جامعةُ الأميرة نورة، وشركةُ مدارسِ دلَّة لتعليمِ القيادةِ ومنحِ التراخيص، وقبل ذلك تخضعُ السيِّدة لحصصٍ تدريبيَّةٍ، واختبارٍ ميداني، تُقيَّم فيه مهارتها لمنحها الرخصة.

أرض تحقيق الأحلام

في رأيكِ، ما سرُّ قوَّةِ المرأةِ السعوديَّة حتى تتمسَّك بأحلامها بهذه الطريقة؟

المرأةُ السعوديَّة قويَّةٌ، وطموحةٌ، ومقدامةٌ، وتسعى دوماً للتميُّز، وهي قادرةٌ على ذلك، وأتت الرؤية لتزيدَ من ثقتها بقدراتها وإمكاناتها، لذا كلُّ الشكرِ لقيادتنا الحكيمة على دعمهم المستمرِّ للمرأة، وتمكينها في مختلفِ المجالات، وعسى أن يدومَ العزُّ على بلادنا الغالية، وأن نحافظ على مسارِ التقدُّم للأمامِ دائماً. عناصرُ كثيرةٌ جعلت السعوديَّة اليوم أرضَ تحقيقِ الأحلام.

في يومِ التأسيس، ما الذي يعنيه لك الوطنُ، وأي وعدٍ تعدينه له؟

الوطنُ، هو كلُّ شيءٍ بالنسبةِ لي، لذا أي كلامٍ، يُقال اليوم، هو أقلُّ بكثيرٍ مما نشعرُ به من اعتزازٍ وفخرٍ. وطنُ الطمأنينةِ، والأمانِ، والأحلامِ الجميلة. من جهتي، أعدُ بلدي وأرضي بأن أقدِّم كلَّ ما أملك من خبرةٍ، ومن طاقةٍ، ومن طموحٍ، ومن حبٍّ لرفع رايته، واستمرار تقدُّمه.

أخيراً، ما الرسالةُ التي تريدين توجيهها من خلال مجلة «سيدتي»؟

أولاً أقولُ للجميع: لا تحكموا على أمرٍ، لم تختبروه، أو لا تملكون معرفةً حوله. بعضُ الناسِ قد لا يعرف روعةَ هذه الرياضة، فينظرُ لها نظرةً سلبيَّةً، لكنَّها مثل أي رياضةٍ أخرى، هي جميلةٌ في إطارِ القوانين، والأنظمةِ، وإجراءاتِ السلامة. وللنساءِ أقولُ: احلمن، وتحلَّين بالشجاعةِ لتحقيق أحلامكن، وتمسَّكن بالنظام.. السلامةُ، ثم السلامةُ، ثم السلامة.

يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط