عبر مسيرة تضم أكثر من 30 عملاً في التلفزيون والسينما، ترى ريم العدل أنّ مصمّم الأزياء لا ينتهي دوره فقط عند تصميم واختيار الملابس المناسبة لشخصيات الأعمال الفنية، وإنما دوره يجعله مسؤولاً عن كل التفاصيل في شكل وملامح وهيئة الشخصية. هي مصمّمة الأزياء المصرية ريم العدل، التي لمع اسمها من خلال مشاركتها بالأعمال ذات الطبيعة المختلفة عن السائد، والتي تدور أحداثها في أزمنة وبيئات متنوعة. التقتها «سيدتي» لتحدنا عن بداياتها، وآخر أعمالها وطموحاتها..
دبي | معتز الشافعي Moetaz Elshafey
تصوير | شيرين شيحة Cherine Shiha
تنسيق الأزياء | ندى حسام Nada Hussam
إكسسوارات | عزة فهمي Azza Fahmy
مكياج | ألين شريف Aline Sherif
شعر | محمد عبقرينو Mohamed Abkareno من صالون هيثم دهب Haitham Dahab
حدثينا بدايةً عن كواليس مشاركتك في مسرحية «تشارلي» التي تم عرضها في القاهرة وفي موسم الرياض.
التجربة كانت رائعة للغاية وكنت متحمسة كثيرًا للمشاركة بها، فهذه تقريبًا كانت المرة الأولى التي أشارك بها في عمل مسرحي، حيث كانت مشاركتي في مسرحية «كوكو شانيل» مع النجمة شريهان تعد مسرحاً تلفزيونيًا حيث لم يتم عرض المسرحية للجمهور. لكن الأمر في «تشارلي» كان مختلفًا تمامًا من حيث كونها تجربة مسرحية متكاملة ولقاءً حياً مع الجمهور في كلّ ليلة. وكان الأمر ممتعًا رغم كونه شديد الصعوبة، حيث كانت مهمّتي تصميم الأزياء والرؤية الفنية للشعر والمكياج لجميع شخصيات المسرحية إلى جانب فريق الاستعراضات، لذا فقد اكتسبت الكثير من الخبرات من مشاركتي في تلك التجربة.
تابعي المزيد: ريم العدل: فخورة بإختياري كعضو لجنة تحكيم في مسابقة "آفاق السينما العربية" في مهرجان القاهرة
العمل مع شريهان
تعاونت مع الفنانة شريهان في مسرحية «كوكو شانيل»، كيف تصفينها بكلمة واحدة؟
لا يوجد كلمة واحدة تصف الرائعة شريهان، فعلاقتي بها ممتدة لسنوات طويلة بحكم صداقتها مع عائلتي، لذلك أنا أعرفها منذ وقت طويل. لكنّ العمل معها هو من أكبر الخبرات التي يمكن أن يكتسبها المرء في حياته، فهي موسوعة مسرحية بمعنى الكلمة، ولا تبخل على أحد بأية معلومة قد تضيف إلى عمله وإلى المسرحية بشكل عام.
ما هي أكبر المتاعب التي تواجهك خلال عملك كمصمّمة أزياء تعمل في المجال الفني؟
لا تخلو أي مهنة من المتاعب، لكني أرى أن محبة الشخص لعمله وتفهمه لواجباته وإيمانه بها هي ما تجعله يتخطّى أية متاعب يواجهها خلال عمله ويحوّلها إلى طاقة أكبر للعمل والنجاح. في مجال عملي، لا أعدّ نفسي «ستايلست»، ولا أحبّ أن يطلق عليَّ هذا التعريف مع احترامي الشديد له، لكن ما أفعله برأيي أكبر وأشمل من ذلك. فأنا أقوم بعمل تصور شكلي للشخصية الدرامية كاملة، من مكياج وشكل الشعر إلى الملابس والإكسسوارات التي تستخدمها الشخصية، فأنا أعطي الممثل أدوات مساعدة يستطيع توظيفها لخدمة الدور وبالتالي خدمة العمل ككل.
هل معرفتك المسبقة باسم الممثل الذي سوف يؤدّي إحدى الشخصيات الدرامية قد تتدخل في اختياراتك لأزياء تلك الشخصية؟
نعم بالطبع، لكن في النهاية هناك حدود معيّنة يتم الاتفاق عليها مع المخرج هي التي تحدّد الرؤية الفنية لأزياء كل شخصية، لكن لا شك بأن شكل الشخص الذي سوف يؤدّي تلك الشخصية يجعل تلك الرؤية تختلف لخدمة الدور، فعلى سبيل المثال إذا كانت الشخصية لامرأة من منطقة شعبية، فإن الشكل الخارجي لهذه المرأة وشكل جسدها قد يتحكم في اختياراتها لأزياء ما دون غيرها، لذلك فإن الشكل الخارجي للممثل يلعب دورًا هامًا في اختيارات الأزياء التي تناسبه وتناسب الشخصية الدرامية في المقام الأول.
أقوم بتصور شكلي للشخصية الدرامية كاملة، من مكياج وشكل الشعر إلى الملابس والإكسسوارات
تأثير محمود حميدة
هل سبق واعترض أحد الممثلين على الأزياء التي صمّمتها أنت لشخصيته؟ وكيف تتصرّفين حيال ذلك؟
(تضحك) كثيرًا ما يحدث ذلك، لكن في نهاية الأمر نحن لسنا في حرب، وإنما في مجموعة عمل من أجل هدف واحد لذلك حينما تكون تلك الثقة متبادلة بيننا تجعل الأمور أسهل. الممثل يجب أن يعلم أن مصمّم الأزياء هدفه هو أن تظهر الشخصية الدرامية التي يؤدّيها هو بالشكل الأمثل، وأن تكون صادقة وغنية بالتفاصيل التي تخدم العمل، لذلك إذا كانت عنده تلك القناعة أظن بأننا لن نختلف كثيرًا في وجهات النظر.
تابعي المزيد: المصممة بشاير العواد لـ "سيدتي": عانيت من سرقة أفكاري.. والألوان الزاهية سر الأناقة الرمضانية
مهمّة تصميم الأزياء
أنت من عائلة ناجحة فنياً بين التمثيل والإنتاج والإخراج، لماذا اخترت طريق تصميم الأزياء تحديدًا، ولم تسلكي الطريق الذي سلكته بقية أفراد أسرتك؟
صراحةً لم أختر هذا الطريق تحديدًا وإنما هو الذي اختارني. فخلال دراستي في قسم النحت بكلية الفنون الجميلة التقيت الأستاذة ياسمين فهمي وكانت تعمل كـ «ستايلست» في الإعلانات التجارية وطلبت مني أن أحل محل المصممة المساعدة التي تعمل معها بعد اعتذارها عن العمل فوافقت. أحببت هذا المجال، بعد ذلك خضت أول تجاربي في تصميم الأزياء في السينما، ولم أكن راضية عن نفسي بشكل كبير، وشعرت بحاجتي إلى التعلم والتطور، فتواصلت مع مصمّمة الأزياء ناهد نصر الله، وطلبت العمل معها كمصمّمة مساعدة، وبالفعل عملت معها، ومنذ ذلك الوقت بدأت أدرك الفارق بين تنسيق الأزياء أو Styling وبين Costume ingDesign ورسم الشخصيات، فقرّرت السفر إلى فلورنسا في إيطاليا، وبالفعل حصلت على دبلوم في تصميم الأزياء للسينما والمسرح، ومن ثم انطلقت في عالم تصميم الأزياء بشكل احترافي.
ما هو الفارق الجوهري بين مهنتي المنسّق Stylist ومصمّم الأزياء Costume Designer؟
ببساطة الـ Stylist يتبع الترند والموضة، أما الـ Costume Designer فيتبع الثقافة والعادات والتقاليد والخطوط الدرامية وغيرها، لذلك وظيفة الـ Costume Designer أكثر تعقيدًا برأيي. تعاونت مع المخرج محمد دياب في مسلسل Moon Knight من إنتاج Marvel Studios، حدثينا عن تفاصيل تلك المشاركة. كانت مهمتي هي أن أكون مستشارة لمصممة الأزياء الأجنبية المشاركة في العمل، تحديدًا في الحلقة التي تدور أحداثها في مصر، وذلك لرغبة المخرج محمد دياب في إضفاء التفاصيل والروح المصرية على الأحداث والشخصيات، ورغم أنّ التصوير كان في دولة المجر، إلا أن أحدًا من المشاهدين لم يشعر بأننا خارج مصر، وكان الموضوع حقيقيًا بدرجة كبيرة.
ما الذي تعلمته من تلك التجربة؟
هؤلاء الناس يملكون نظامًا رائعًا لا يدع مجالًا للمصادفة، فكل التفاصيل الدقيقة والكبيرة يتم الترتيب لها قبل وقت طويل، بحيث يعرف كل فرد كل المعلومات قبل بدء التصوير، بعكس الحال هنا في مصر على سبيل المثال حيث نقوم بتصوير غالبية الأعمال من دون الانتهاء من السيناريو الخاص بها ويتم بث الحلقات بالتزامن مع التصوير، وهو ما أراه ميزة وعيباً في الوقت ذاته، فبالرغم من مشاكل التنظيم إلا أنه يجعلنا كعاملين في هذا المجال لدينا دائمًا حلول جاهزة ونستطيع التعامل مع ضغط الوقت والمفاجآت التي تحدث خلال التصوير، لكن لا شيء يفوق النظام بالطبع، وأتمنى أن أرى النظام الرائع الموجود في الغرب، موجودًا في عالمنا العربي عما قريب.
التنوّع مفيد
تألقت في تصميم أزياء العديد من الأعمال التراجيدية، سواءً المعاصرة أو التاريخية هل تفضلين العمل على نمط معين من الأعمال أكثر من غيره؟
كل عمل له طعمه الخاص، ففي بداية عملي ونجاحي في فيلم «سمير وشهير وبهير» بدأ بعض المخرجين يحصرني في تصميم أزياء الأعمال الكوميدية والساخرة، لكني أثبت جدارتي في الأعمال التاريخية والتراجيدية وغيرها، ورغم أنني عندما أشاهد فيلم «سمير وشهير وبهير»» أشعر بأنني لو قمت بتصميم أزياء هذا الفيلم الآن، سوف أقدمها بشكل أفضل، بفضل عامليّ الخبرة والنضج، إلا إنه كان ناجحًا للغاية في وقته، وهو من الأعمال التي جعلت الجمهور يسأل عند خروجه من عرض الفيلم عن الشخص الذي قام بتصميم أزياء العمل وهو نجاح كبير برأيي، وكان هذا الفيلم بمثابة نقلة مهمة في مشواري، مثلما كان مسلسل «سجن النساء» بعد ذلك نقلة كبرى في مشواري.
حدثينا عن مشاركتك في موسم دراما رمضان 2023.
أقوم بتصميم الأزياء لمسلسل «تحت الوصاية» من بطولة منى زكي وإخراج محمد شاكر لموسم دراما رمضان، ومسلسل «بدم بارد» من بطولة أحمد فهمي وباسم سمرة وركين سعد، وهو مسلسل من 8 حلقات سيتم عرضه خارج الموسم الرمضاني، وهو من إخراج هادي الباجوري.
تابعي المزيد: المصممان جورج قزي وأسعد أسطا: بصمتنا التلاعب بالأقمشة والتطريز غير التقليدي