يشير مصطلح التنوع البيولوجي إلى تنوع الحياة على الأرض على جميع مستوياتها، من الجينات إلى النظم البيئية، ويمكن أن يشمل العمليات التطورية والبيئية والثقافية التي تحافظ على الحياة، وفي ظل العمل على زيادة الفهم ورفع الوعي بقضايا التنوع البيولوجي، أعلنت الأمم المتحدة يوم 22 مايو ليكون يومًا عالميًا للاحتفال بالتنوع البيولوجي.
• التنوع البيولوجي يشمل كل كائن حي
حسب الموقع الرسمي لـ American Natural History Museum amnh-org، لا يشمل التنوع البيولوجي الأنواع التي نعتبرها نادرة أو مهددة أو مهددة بالانقراض فحسب، بل يشمل أيضًا كل كائن حي - من البشر إلى الكائنات الحية التي نعرف القليل عنها، مثل الميكروبات والفطريات واللافقاريات، ويتم إدراج التنوع الثقافي البشري كجزء من التنوع البيولوجي وذلك بمركز التنوع البيولوجي والحفظ حيث يُستخدم مصطلح "الثقافة الحيوية" لوصف الطبيعة الديناميكية والمتطورة والمترابطة للناس والمكان، والفكرة القائلة بأن الأبعاد الاجتماعية والبيولوجية مترابطة.
يعترف هذا المفهوم بأن الاستخدام البشري والمعرفة والمعتقدات تؤثر، وتتأثر بدورها، بالأنظمة البيئية التي تشكل المجتمعات البشرية جزءًا منها. تجعل هذه العلاقة كل التنوع البيولوجي، بما في ذلك الأنواع والأراضي والمناظر البحرية، والروابط الثقافية للأماكن التي نعيش فيها - سواء كنا في مكاننا الصحيح أو في الأراضي البعيدة - مهمًا لرفاهيتنا حيث تلعب كل هذه الأمور دورًا في الحفاظ على التنوع في كوكب صحي.
• لماذا التنوع البيولوجي مهم؟
يقول ماهر ضياء الدين الباحث في التشريح المقارن والإيثولوجيا (علم سلوك الحيوان) لسيدتي: التنوع البيولوجي مهم لمعظم جوانب حياتنا. نحن نقدر التنوع البيولوجي لأسباب عديدة، بعضها نفعي وبعضها جوهري. هذا يعني أننا نقدر التنوع البيولوجي لكل من ما يقدمه للبشر، وكذلك للقيمة التي يتمتع بها في حد ذاته.
• القيم النفعية للتنوع البيولوجي:
- تشمل العديد من الاحتياجات الأساسية التي يحصل عليها البشر من التنوع البيولوجي مثل الغذاء والوقود والمأوى والطب
- توفر النظم البيئية خدمات مهمة مثل التلقيح، نثر البذور، تنظيم المناخ، تنقية المياه، تدوير المغذيات، ومكافحة الآفات الزراعية
- يحمل التنوع البيولوجي أيضًا قيمة للمنافع المحتملة التي لم يتم التعرف عليها بعد، مثل الأدوية الجديدة والخدمات الأخرى غير المعروفة المحتملة
• القيم الثقافية للبشر من التنوع البيولوجي:
يقول ضياء الدين: لأسباب روحية أو دينية تشير القيمة الجوهرية للتنوع البيولوجي إلى قيمته المتأصلة المستقلة من شخص لآخر، وهذا مفهوم فلسفي، يمكن اعتباره حقًا غير قابل للتصرف في الوجود، حيث يمكن فهم قيمة التنوع البيولوجي من خلال عدسة العلاقات التي نشكلها ونسعى جاهدين مع بعضنا البعض ومع الطبيعة لإظهارها، فالتنوع البيولوجي له مكانة كبيرة بسبب كيفية تشكيله لما نحن عليه، وعلاقاتنا ببعضنا البعض، وبالأعراف الاجتماعية.
هذه القيم العلائقية هي جزء من الإحساس الفردي أو الجماعي للناس بالرفاهية والمسؤولية والارتباط بالبيئة، فالقيم المختلفة الموضوعة على لائحة التنوع البيولوجي مهمة لأنها يمكن أن تؤثر على القرارات التي يتخذها الناس كل يوم.
• تهديدات تؤثر على التنوع البيولوجي
يقول ضياء الدين: طوال القرن الماضي، استطاع البشر السيطرة على كوكب الأرض، مما تسبب في تغير سريع في النظام البيئي وفقدان هائل للتنوع البيولوجي في جميع أنحاء الكوكب. وقد أدى هذا ببعض الناس إلى الإشارة إلى الوقت الذي نعيش فيه الآن باسم "الأنثروبوسين" (العصر الجيولوجي البشري، وهو العصر الذي أصبحت فيه بصمات الإنسان ظاهرة في باطن الأرض وعلى سطحها).
يقول ضياء: لطالما شهدت الأرض تغيرات وانقراضات، إلا أنها تحدث اليوم بمعدل غير مسبوق. تشمل التهديدات المباشرة الرئيسية للتنوع البيولوجي فقدان الموائل وتجزئتها، والاستخدام غير المستدام للموارد، والأنواع الغازية، والتلوث، وتغير المناخ العالمي، وهناك العديد من الأسباب الكامنة وراء فقدان التنوع البيولوجي، مثل تزايد عدد السكان والإفراط في الاستهلاك، وكلها أسباب معقدة ومتشابكة.
• كيف يمكن المساعدة في بقاء الأنواع وصحة وسلامة النظم البيئية؟
يقول ضياء الدين: من خلال تغيير أفعالنا عبر فهم التهديدات التي يتعرض لها التنوع البيولوجي، والذي يجعلنا أفضل استعدادًا لإدارة تحديات حفظ الأنواع، وقد أحدثت جهود الحفظ في العقود الماضية فرقًا كبيرًا فهناك أكثر من 100000 منطقة محمية بالعالم معروفة وموثقة بما في ذلك المتنزهات الوطنية، وملاجئ الحياة البرية، ومحميات الصيد، والمناطق البحرية المحمية، التي تديرها الحكومات والمجتمعات المحلية والتي توفر موطنًا للحياة البرية، وتساعد في جعل الغابات تحت السيطرة. وقد تعززت هذه الجهود من خلال الجهود المستمرة لتحسين السياسات البيئية على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية. أخيرًا، يمكن أن يكون لاختيارات نمط الحياة للأفراد والمجتمعات تأثير كبير على آثارها على التنوع البيولوجي والبيئة. في حين أننا قد لا نكون قادرين على منع جميع التأثيرات البشرية السلبية على التنوع البيولوجي، يمكننا بالمعرفة أن نعمل على تغيير اتجاه وشكل تأثيراتنا على بقية الحياة على الأرض.
يذكر أن اليوم العالمي للتنوع البيولوجي أقرته اللجنة الثانية للجمعية العامة للأمم المتحدة لأول مرة في أواخر عام 1993، وتتخذ احتفالية 2023 عنوانًا هو "من الاتفاق إلى العمل: إعادة بناء التنوع البيولوجي"