يُعرّف التسمّم الغذائي -أو كما يسمّى بالأمراض المنقولة بالغذاء- بأنّها عدوى أو تهيّج يصيب القناة الهضميّة؛ بسبب تناول غذاء أو شراب يحتوي على بكتيريا ضارّة، أو فيروسات، أو طفيليات، أو مواد كيميائيّة، وتعدّ معظم الأمراض المنقولة بالغذاء من الأمراض الحادّة، وتحدث بشكل مفاجئ وتأخذ وقتاً قصيراً للتعافي، وعادةً لا تحتاج للعلاج، بينما هناك حالات نادرة تكون مضاعفات التسمّم الغذائي فيها أكثر خطورة.
بالتقرير نتعرف إلى التسمم الغذائي وأهم أعراضه، ثم طرق علاجه وسبل الوقاية منه. اللقاء واستشاري طب الأطفال الدكتور إبراهيم شكري للتفسير والتوضيح.
علامات التسمم الغذائي عند الأطفال
- يعدّ التسمّم الغذائي من الحالات الشائعة لدى الأطفال والبالغين، وقد لا يستطيع الآباء التمييز بين أعراض هذا التسمّم والإصابة بفيروس في المعدة.
- تتشابه أعراضه مع بعض المشاكل الصحيّة الأخرى، لذلك يصعب تشخيصه، وعادةً ما يشخّص إذا كان أكثر من فرد بالعائلة أصيب به، وعلمياً من الممكن أن تشير الأعراض المختلفة وحدّتها إلى نوع البكتيريا، أو الفيروس، أو السموم التي سبّبتها.
- وتظهر الأعراض بالظهور على الشخص الذي تناول الطعام الملوث بعد عدة ساعات أو أيام، وهذه الأعراض هي: شعور الشخص بالإعياء مع قشعريرة.
- حدوث القيء وحدوث الإسهال، وشعور بآلام ومغص في المعدة، فقدان الشهية، الإصابة بالحمى، إحساس بألم عضلي، وعلى الشخص مراجعة الطبيب، إذا كان يعاني من أعراض ولم تتلاشَ.
- إذا كان الشخص مصاباً بالجفاف الشديد، ويعاني من ندرة البول، وكذلك الإسهال، القيء، الغثيان، والحمّى.
أسباب النزلة المعوية عند الأطفال
أسباب التسمم الغذائي عند الأطفال
- ينتج التسمّم الغذائي عن تناول المأكولات أو المشروبات الملوّثة بالجراثيم، وعادةً ما يصاب الشخص بالتسمّم نتيجة تناول المنتجات الحيوانيّة؛ كالبيض، ومنتجات الألبان، والأطعمة البحريّة، والدواجن، واللحوم.
- كما يمكن الإصابة بالتسمم عند تناول الخضار والفواكه غير المغسولة جيّداً، أو أي نوع من الطعام الملوّث، والماء قد يؤدّي أيضاً إلى الإصابة بالتسمّم.
- وأكثر ما يصيب التسمّم؛ الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحيّة أو ضعف بالمناعة، ومن الممكن أن يحدث تلوّث الأغذية في المراحل المختلفة من تحضير الطعام، وتخزينه، ونقله إلى المستهلك.
طرق تلوّث الطعام
- يمكن أن يكون الماء المستخدم لريّ النباتات ملوّثاً ببراز الإنسان أو الحيوان.
- يمكن أن تتلوّث الدواجن أو اللحوم بملامستها للجراثيم أثناء التصنيع والنقل.
- يمكن أن تتلوّث الأطعمة بالبكتيريا في حال تخزينها في ظروف غير مناسبة، كارتفاع درجات الحرارة، أو تخزينها لوقت طويل.
- يمكن أن يكون الأشخاص الذين يحضّرون الطعام أو ينقلونه هم السبب في التلوّث، وذلك لعدم استخدامهم لأدوات غير نظيفة، أو عدم غسلهم لأيديهم.
علاج التسمم الغذائي عند الأطفال
- عادةً ما يتحسّن الطفل المصاب بالتسمّم الغذائي بشكل ذاتي دون الحاجة لتدخّل طبّي، ويمكن أن يحتاج لأدوية المضادّات الحيويّة في حال تعرّض لتسمّم بكتيري شديد، أو لنقله للمستشفى لأخذ السوائل الوريديّة في حال إصابته بالجفاف، ويمكن أن يحتاج التسمّم الغذائي لخمسة إلى عشرة أيام حتى يشفى الطفل، ويُنصح في هذه الفترة بالعناية بالطفل لتخفيف الأعراض.
ومن الخطوات التي يجب اتباعها ما يلي:
- أخذ قسط كافٍ من الراحة، حيث يُنصح ببقاء الطفل في المنزل.
- تناول السوائل لمنع الإصابة بالجفاف، ويمكن إعطاء الطفل المحاليل الكهرلية.
- ويُنصح بتجنّب شرب الحليب، والمشروبات التي تحتوي على الكافيين.
- يمكن الاستمرار بإعطاء الرضيع كميات قليلة من حليب الأم أو الحليب الصناعي.
- تناول المشروبات بجرعات صغيرة على شكل رشفات، للحفاظ على السوائل.
- ويُنصح بإعطاء الأطفال الأكبر من 6 أشهر المشروبات المنكّهة مخفّفة بالماء، بحيث يكون المشروب ثلاثة أضعاف الماء.
- تجنُّب تناول منتجات الحليب، والأطعمة الصلبة حتى يتوقّف الإسهال مع تجنُّب إعطاء الطفل أي أدوية مضادّة للإسهال دون استشارة الطبيب، حيث يمكن أن تسبّب استمرار أعراض التسمّم لوقت أطول.
- البدء بتقديم وجبات صغيرة وقليلة السعرات الحراريّة لعدّة أيام بعد توقّف الإسهال، لتجنّب إصابة الطفل باضطراب في المعدة، كما يُنصح بمراجعة الطبيب في حال ارتفاع درجة حرارة الطفل بشكل كبير، أو في حالة المغص الشديد، أو خروج الدم مع الإسهال، أو الجفاف الشديد.
وقاية الأطفال من التسمم الغذائي
- من الممكن اتباع الإرشادات التالية لتجنّب الإصابة بتسمّم الأطفال: تعليم الطفل أن يغسل يديه جيّداً بالماء والصابون لمدّة 15 ثانية، وذلك بعد استخدام الحمام، وبعد لمس الطعام النيئ، وقبل تناول الطعام، وبعد لمس الحيوانات.
- غسل الأدوات والأسطح المستخدمة لتحضير الطعام بالماء الساخن والصابون، وعدم تقديم الحليب غير المبستر للطفل، وغسل الخضار والفواكه جيّداً.
- الحفاظ على الأطعمة المطهوّة بعيداً عن الأطعمة النيئة كالخضار واللحوم، عدم الاحتفاظ بالأغذية سريعة التلف لوقت طويل، والاحتفاظ بالطعام المتبقّي في علب محكمة الإغلاق، ووضعها مباشرةً في الثلاجة.
- إذابة الأطعمة المجمّدة في الثلاجة، أو بالماء البارد، أو في الميكرويف، وعدم تركها في حرارة الغرفة حتى تذوب، التخلّص من الأطعمة منتهية الصلاحيّة، أو في حال تغيّر طعمها أو رائحتها.
- تجنُّب تناول الماء غير المُعالَج... مع الحرص على طهي اللحوم حتى تصل لدرجة الحرارة الآمنة، حيث يحتاج اللحم والسمك للطهو حتى تصبح حرارتها 63 درجة سيلسيوس.
- ويجب أن تصل حرارة الدجاج والديك الرومي إلى 74 درجة سيلسيوس، وطهي البيض حتى يصبح الصفار صلباً... كما يُنصح بأن يكون الشخص الذي يغيّر الحفاظة للطفل غير الشخص الذي يحضّر له الطعام في مكان رعاية الأطفال.
ملاحظة من "سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
مشاكل الجهاز الهضمي الشائعة عند الرضع