عاش السعوديون لحظاتٍ لا تنسى خلال مشاركة المنتخب السعودي للعلوم والهندسة في معرض ريجينيرون الدولي للعلوم والهندسة «آيسف 2023». في مدينة دالاس الأمريكية، وتنافسهم مع 1800 طالبٍ وطالبةٍ من 70 دولةً حول العالم، وتمكنهم من الفوز بـ 27 جائزةً، منها 23 جائزةً كبرى، وأربع جوائز خاصة، منها جائزتان للمركز الأول، وأخرى للمركز الثاني والثالث والرابع في نسخة 2023. وبهذا الإنجاز التاريخي، رفعت السعودية رصيدها من الجوائز الخاصة في «آيسف» إلى 133 جائزة، بواقع 92 جائزة كبرى، و41 جائزة خاصة. «سيدتي» واكبت الحدث، وكانت ضمن استقبال الأبطال في مطار الملك خالد بالرياض، حيث التقت الفائزات والفائزين وأسرهم للحديث عن التفوُّق السعودي في المعرض العالمي.
استقبال حافل
حظي أبطال المنتخب السعودي للعلوم والهندسة باستقبالٍ حافلٍ لدى وصولهم إلى أرض الوطن، يتقدمهم فيصل الدويش، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة»، والدكتورة آمال بنت عبدالله الهزاع، الأمين العام للمؤسسة، والدكتور محمد المقبل، وكيل وزارة التعليم، وعددٌ من المسؤولين من مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، إضافةً إلى أولياء أمور الطلبة والإعلاميين وجمع من المواطنين.
تفاصيل الاستقبال
في الصالة رقم 4 في مطار الملك خالد كان الجميع في انتظار أبطال المنتخب السعودي للعلوم والهندسة، العائد إلى أرض الوطن بعد الإنجاز العالمي الذي حققه على الأراضي الأمريكية. وبمجرد وصول الرحلة رقم SV083. ودخول الطلبة إلى صالة المطار، علت أصوات الهتافات والزغاريد بوصول الأبطال، واستقبلهم الجميع بكل حبٍّ وفخرٍ، وسادت في المكان لحظاتٌ جميلةٌ، جمعت الفائزين بأسرهم، حيث العناقُ ودموع الفرح، بينما قدَّمت عديدٌ من الجهات باقات الورد والهدايا.
إهداء للوطن
بداية تحدثت ليان بندر سالم المالكي، الفائزة بالمركز الثالث في مجال علوم النبات من إدارة تعليم المنطقة الشرقية للبنات، عن إنجازها قائلة: «أهدي فوزي للوطن الغالي، والشعب السعودي، الذي استقبلنا بالحفاوة والتكريم، وغمرنا بمشاعر الحب، وأتقدَّم بشكرٍ خاصٍّ للملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، حفظهما الله، على اهتمامهما بالموهوبين والمبدعين». مضيفةً: »كم كنت أتمنَّى وجود الدكتور نزيه العثماني، يرحمه الله، معنا فقد كان الداعم الأول لنا، الذي رحل قبل أن يرانا نحقق هذا الإنجاز».
فخر بالإنجاز
من جهته قال يزن سعد محمد الفليح، الفائز بالمركز الرابع في مجال علوم النبات من إدارة تعليم منطقة الرياض للبنين: «أفتخر بتحقيقي هذا الإنجاز، وأحمد الله على حصولي على هذا المركز، كما أفتخر بزملائي الذين فازوا بالجوائز، وأتمنَّى لمَن لم يستطيعوا تحقيق مراتب متقدمة أن يحالفهم الحظ في الدورات المقبلة».
وأشارت هنادي حسان عبدالرحمن عريف، الفائزة بالمركز الرابع في مجال العلوم الاجتماعية والسلوكية من إدارة تعليم منطقة مكة المكرمة للبنات، عن أنها قدَّمت بحثاً حول تطوير أقراصٍ قابلةٍ للمضغ من أجل مساعدة كبار السن في علاجهم، وقالت: «أشكر كل مَن دعمنا وحضر لاستقبالنا، وأؤكد أن ما وصلنا إليه سببه الاهتمام الكبير والتشجيع الدائم لنا من جميع النواحي».
يمكنك الاطلاع على المنتخب السعودي للعلوم والهندسة يعود إلى أرض الوطن بعد إنجاز تاريخي في آيسف 2022
فوز تاريخي
ووصف الطالب عبدالله الغزيوي ما حققه المنتخب السعودي بـ «الفوز التاريخي»، وذكر: «نافست في علم الأحياء الحسابي والمعلوماتية، والحمد لله حقق المنتخب السعودي إنجازاً تاريخياً في هذا المعرض الدولي». مضيفاً: «هذه المشاركة هي الأكبر لنا، وحققنا فيها 27 جائزهً، 23 منها جوائز كبرى». وثمَّنت لطيفة هشام عبدالرحمن الغنام، الفائزة بالمركز الثاني في مجال الطاقة وتصميم المواد المستدامة من إدارة تعليم المنطقة الشرقية للبنات، الاستقبال الحافل الذي حظوا به، وقالت: «أشكر كل مَن حضر لاستقبالنا، وأسهم في تحقيقنا طموحاتنا. ما وصلنا إليه جاء ثمرةً لمنظومة العمل المتكاملة التي تابعتنا باستمرار ودعمتنا، وأهدي هذا الإنجاز العظيم للوطن وقيادته الرشيدة».
وطن الإنجاز
وبابتسامة فرحٍ، قالت تهاني عادل فضل أحمد، الفائزة بالمركز الرابع في مجال علم المواد من إدارة تعليم المنطقة الشرقية للبنات: «فخورة جداً بنفسي، وبالفريق كله، وأحمد الله الذي وفَّقنا لتحقيق هذا الإنجاز العظيم، وأشكر حكومتنا الرشيدة على دعمنا، وتوفير كل مقومات النجاح لنا، كما أشكر وزارة التعليم، وموهبة، ومدرستي، وأسرتي على مساندتي وتشجيعي حتى أُبدِع في وطن الإنجاز» وقالت ليان محمد عمر خان نوروني، الفائزة بالمركز الثالث في مجال الهندسة البيئية من إدارة تعليم جدة للبنات: «الحمد الله انتهت الرحلة، وعدنا إلى أرض الوطن، وبإذن الله نحقق إنجازاتٍ أخرى أكبر في الأعوام المقبلة». وأهدت ضي علي شجاع، الفائزة بالمركز الرابع في مجال الأرض والبيئة من إدارة تعليم جدة للبنات، فوزها لوالدها ووالدتها ومدرستها و«موهبة» وكل مَن تابعهم وشجَّعهم خلال رحلتهم في آيسف.
شعور لا يوصف
وبيَّن فارس حسين حمد اليامي، الفائز بالمركز الثالث في مجال العلوم الطبية الانتقالية من إدارة تعليم عسير للبنين، أن كل الكلمات لا يمكنها وصف شعوره بهذا الإنجاز، وذكر: «هذا الفوز شيءٌ أكبر من تخيُّله. أحسستُ بفرحةٍ عارمة، فقد استطعنا كما وعدنا الجميع رفع علم بلادنا في هذه المسابقة العالمية. نعم إنه شعورٌ فوق الوصف».
وأثنت ديما محمد عيسى مروحي، الفائزة بالمركز الثاني في مجال علوم الأرض والبيئة من إدارة تعليم الشرقية للبنات، على الاستقبال، ووصفته بـ «الرائع»، وقالت: «أشكر كل مَن حضر، وشاركنا فرحتنا، واستقبلنا بحرارةٍ، وبارك لنا من قلبه».
دعم القيادة
بهذه المناسبة، قالت الدكتورة آمال الهزاع، الأمين العام لـ «موهبة»: «حققت السعودية المركز الثاني على مستوى العالم بحصد 23 جائرةً كبرى، وهذا الإنجاز التاريخي الوطني، جاء نتيجة دعم القيادة الرشيدة للمسيرة التعليمية في البلاد، وتكاتف الجهود، والشراكة الاستراتيجية المميزة والمثمرة بين موهبة ووزارة التعليم، والتعاون والدعم من الجامعات، ومراكز الأبحاث، والكيانات والشركات، وأولياء أمور الطلبة، والمعلمين والمعلمات». مؤكدةً أن «الشباب ركيزةٌ أساسيةٌ من ركائز رؤية 2030، التي تستثمر فيهم من أجل تمثيل السعودية في المحافل الدولية الكبرى، وتحقيق مجتمعٍ حيوي واقتصادٍ مزدهرٍ».
إقرئي المزيد عن 35 طالبا وطالبة يمثلون السعودية في "آيسف 2023"
الدكتورة آمال الهزاع: الشباب ركيزة أساسية لرؤية 2030، التي تستثمر فيهم من أجل تمثيل السعودية في المحافل الدولية
سر النجاح
ابتسام العفالق، مديرة مدارس الأنجال الأهلية في الهفوف، التي حققت ثلاثٌ من طالباتها جوائز في المسابقة، قالت: «الحمد لله. سعيدةٌ اليوم وأنا أستقبل طالباتنا بعد تحقيقهن مراكز متقدمة في المعرض العالمي، وهن نورة الحماد التي قدَّمت بحثاً في مجال النبات، وتعاونت فيه مع جامعة الملك عبدالله، وفاطمة الغنام، وفاطمة العرفج التي حصلت على المركز الثاني في المسابقة». مضيفةً: «طالباتنا عملن بجدٍّ على مدى عامٍ تقريباً في أبحاثهن، ومن جهتنا حرصنا على تقديم المساعدة اللازمة لهن حتى وصلن إلى هذا الإنجاز». وعن سر نجاحهن، أوضحت العفالق: «الهمَّة العالية، لا يقف أمامها أي عائقٍ، وهذا ما تميَّزت به طالباتنا، وأؤكد لكل طالبٍ وطالبةٍ، يريد تحقيق إنجازٍ في حياته، أن الطريق مفتوحٌ أمامك، فلا تقف عند أي عائقٍ، واجتهد حتى تنجح».
فرحة الأهالي
أثنى أحمد محمد العرفج، والد الطالب محمد العرفج، الحاصل على المركز الأول في مجال الهندسة البيئية من إدارة تعليم الشرقية للبنين، على كل مَن أسهم في تحقيق هذا الإنجاز، قائلاً: «ولله الحمد، كلي فخرٌ واعتزازٌ بابني محمد وزملائه، وأشكر جميع شركاء النجاح الذين ساندوهم وساعدوهم، وأتقدَّم بشكرٍ خاصٍّ للقيادة الرشيدة على دعم المسيرة التعليمية في البلاد».
وعبَّرت والدة ريتاج عبدالرحمن ضيف الله السلمي، الفائزة بالمركز الثالث في مجال الطاقة من إدارة تعليم جدة للبنات، عن سعادتها بما حققته ابنتها، وذكرت: «شعوري اليوم لا يوصف، وفخورةٌ جداً بابنتي الحبيبة ريتاج وزملائها وزميلاتها الذين رفعوا راية السعودية عالياً، وأكدوا للعالم أجمع أن بلادنا تزخر بالمتفوقين والناجحين».
وحول دور الجهات المختلفة في هذا الإنجاز، قالت: «أشكر الأبطال الحقيقيين الذين يقفون وراء ما حققه أبناؤنا وبناتنا، في مقدمتهم قيادتنا الرشيدة، ووزارة التعليم، وكل مَن يتابع الموهوبين والموهوبات في بلادنا، ولا أنسى دور المدارس والجامعات، إضافةً إلى آبائهم وأمهاتهم، الذين أوصلوهم إلى هذه المرتبة العالية».
وأبدت نورة الفليح، شقيقة يزن سعد محمد الفليح، الحاصل على المركز الرابع في مجال علوم النبات من إدارة تعليم الرياض للبنين، فخرها بشقيقها، وأرجعت ما حققه إلى اجتهاده، ودعم أسرته المتواصل له، وقالت: «كنت قريبةً جداً من شقيقي يزن، وأستطيع التأكيد أنه تعب كثيراً للوصول إلى ما هو عليه اليوم، ونحن فخورون به وباجتهاده لتطوير نفسه، ونحمد الله على حصده هذه الجائزة».
رفعوا رأسنا
وأكد محمود الإبراهيم، والد بندر محمود بن سالم الإبراهيم، الفائز بالمركز الرابع في مجال الروبوتات من إدارة تعليم المنطقة الشرقية للبنين، سعادته بما حققه ابنه من إنجازٍ باسم الوطن، وذكر: »كلي فخرٌ بالجائزة التي حصل عليها ابني في هذا التخصُّص الدقيق. حقيقةً طلابنا وطالباتنا جميعاً رفعوا رأسنا بما حققوه في آيسف، وأشكرهم وأفراد البعثة الذين شرَّفونا بحضورهم المميَّز في المسابقة، والتقيُّد بموروثنا فيها، لباساً وعاداتٍ، وأتقدَّم بشكرٍ خاصٍّ للملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، حفظهما الله، كما أشكر وزارة التعليم على دعم أبنائنا وبناتنا، وتوفير كل التسهيلات لهم في المدارس، ليصلوا إلى هذه النتيجة المشرِّفة».
وتمنَّى فزاع عبدالمجيد الخليفي، شقيق فجر الخليفي، الفائزة بالمركز الثالث في مجال الطاقة المتجددة، أن تستمر شقيقته في تحقيق طموحاتها، وتصل إلى أعلى المراتب.
وشاركه الحديث ابن عمه عبدالعزيز الخليفي، الذي قال: «أبارك لابنة عمي فجر الخليفي على فوزها بالمركز الثالث في مجال الطاقة المتجددة، وأؤكد أننا نفتخر بها جميعاً».
وأفصح عادل، والد الطالبة تهاني عادل فضل أحمد، عن أن ابنته رفعت راية الوطن للمرة الثانية في «آيسف»، إذ شاركت العام الماضي، وفازت بجائزةٍ كبرى، كما فعلت هذا العام.
الرحلة إلى آيسف 2023
رحلة اختيار الموهوبين والموهوبات قد استغرقت عاماً كاملاً، بدأت بـ 146 ألف طالب وطالبة، تم التقدم بها في 21 مجالاً علمياً، مروا بـ 7 مراحل، كان آخرها معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي الذي احتضنته المنطقة الشرقية خلال الفترة من 1 إلى 4 فبراير الماضي وترشح للمشاركة فيه 160 طالباً وطالبةً، فاز من بينهم 40 طالباً وطالبةً بجوائز الأولمبياد الكبرى. وتلا ذلك تنظيم مؤسسة «موهبة» الورشة التدريبية لمنتخب المملكة للعلوم والهندسة على أيدي نخبة من المدربين الأكاديميين والخبراء والمحكمين في التخصصات المختلفة، لتطوير مهارات العرض والإلقاء، والاستعداد للمشاركة في التحكيم في معرض «ريجينيرن» الدولي للعلوم والهندسة «آيسف 2023».
يُعدُّ معرض ريجينيرن الدولي للعلوم والهندسة «آيسف» أكبر معرضٍ للمنافسة في مجال البحث العلمي والابتكار للمرحلة ما قبل الجامعية.
شاركت السعودية ممثلة في مؤسسة «موهبة» بمعرض «آيسف 2023» كراعٍ رئيس، وقدَّمت 18 جائزة خاصة لأفضل المشاريع المشاركة في مجال الطاقة، جرياً على عادتها كل عام.
يمكنك مشاهدة بالفيديو وبالصور.. وصول المنتخب السعودي للعلوم والهندسة من دالاس الأمريكية وحصد 27 جائزة في مسابقة آيسف 2023