متسول يوزع رسالته على رواد مقاهي "الشيشة" في الرياض

"ارحموا عزيز قوم ذل"، هذه العبارة التي يستخدمها من اطلق على نفسه لقب العزيز والذي يقصد مقاهي "الشيشة" ليلاً في الرياض ، حيث العدد الأكبر من الشباب الذين ينفق الواحد منهم في الجلسة الواحدة ما لا يقل عن 30 ريالاً، ولن يخسر شيئاً - حسب خطة العزيز- أن ينال هو الآخر نصيبه من المال بعد قراءة رسالته التي يوزعها على كل رواد المقهى .

الطريقة جديدة وغير مألوفة كما وصفها عبدالله الفيفي الذي ذهب إلى مقهى "أبو هيثم" شمال الرياض، ووجد الشاب وورقته التي يوزعها على رواد المقهى، وسرعان ما يعود ليجمعها مرة أخرى، كما قال: "لكن الغريب أنني حين غيَّرت المقهى وذهبت إلى آخر، وجدت الشاب نفسه وورقته، فهو يدخل كونه زبوناً، ويلف على جميع الجالسين في المقهى بأوراقه، ثم يجمعها ويجمع المال معها في دقائق معدودة".

"من المؤكد أن يصادفك هذا العزيز المزعوم"، كما قال فهد، وفسر ذلك بقوله: "طالما أنت من رواد المقاهي على طريق القصيم، فهو لا يترك مقهى إلا ويذهب إليه، ومن الصعب مساءلته، فهو لا يقف عند إشارة مرور، وملابسه على أفضل هيئة".
فيما يقول مطلق: "والله تعبنا من المتسولين على رؤوس الإشارات، أو حتى حين يطاردونك في محطات البنزين والمستشفيات( بهندام) بهدام أنيق، ليطلبوا مبلغاً من المال قد يصل إلى 500 ريال دفعة واحدة، مستغلين مروءة الكثيرين، كما أن قوة مشكلاتهم التي يعرضونها في لحظة تجعلك لا تجد أمامك إلا أن تعطيهم، لكن سرعان ما تكتشف أنهم مجرد "متسولين" حين يرفضون أخذ أي مبلغ متمسكين بالـ500 ريال مثلاً، أو حين تعرض عليهم أن تدفع عنهم، فيرفضون ويختفون من المكان".

استطاعت "سيِّدتي" خلال جولتها تصوير الورقة التي يوزعها الشاب، لكنه رفض التصوير بعد عرض المساعدة عليه بنشر مشاكله الرهيبة على صفحاتها ليساعده أهل الخير، واختفى سريعاً من المكان، فهو لا يتحدث مع أحد، يترك الورقة فقط، وبعد قليل يعود ليجمعها ومعها المال.

تجمعت كل مشاكل العالم فوق رأس هذا الشاب كما يقول في الورقة، والتي تكفي مشكلة منها لوصول صاحبها إلى حافة الجنون، لكن أن تكون كلها فوق رأس شاب واحد "متسول" كل مهمته في الحياة التجول على مقاهي "الشيشة" وجمع المال من التسول هو الغريب، الورقة مكتوب فيها "تعرفون أن القضاء والقدر يمر على كل إنسان، والمسلم من يستعين بالله ثم بإخوانه المسلمين، لقد قدر الله على ولدي بحادث سيارة، حتى أصيب الحبل الشوكي والآن أصبح مشلولاً، ووالدتي توفيت وأنا أكبر أخواتي ومتحمل ديون على والدي، ومتحمل أسرة كبيرة تتكون من 11 فرداً، فأرجو من إخواني العون والمساعدة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رأيت قوماً من أمتي على منابر من نور وجوههم تشخص منه الأبصار يمشون على الصراط كالبرق الخاطف لا هم الأنبياء ولا من الصديقين، ولا من الشهداء، إنهم قوم تقضى على أيديهم حوائج الناس". جزاكم الله خير الجزاء ومن عنده ملابس أو مواد غذائية فنحن في حاجة إليها، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".