رائدة أعمال في مجال استشارات حلول الألوان فاطمة الشيراوي: اختيار الألوان يعكس يوميات الإنسان 

رائدة أعمال في مجال استشارات حلول الألوان فاطمة الشيراوي: اختيار الألوان يعكس يوميات الإنسان 
رائدة أعمال في مجال استشارات حلول الألوان فاطمة الشيراوي

منذ طفولتها، ربطت الشابة الإماراتية فاطمة الشيراوي شخصيات ديزني بألوان، وتنجذب إلى بعض الألوان فترة، ثم تغير استخدامها إلى لون آخر، وهي تراقب شخصيات الناس من حولها، وتحاول تحليلها، وتتساءل: «ما القصة التي تختبئ وراءها»، وعندما أصبحت في سن المراهقة صارت تحب الموضة، وتنسق ألوان ملابسها بغرابة وجرأة لا يرتديها من حولها، تشعرها بندرة الأشياء، هذه بداية شخصية سيدة الأعمال فاطمة الشيراوي التي تحكي حب الألوان.



حوار | لينا الحوراني Lina Alhorani
تصوير | محمد فوزي Mohamed Fawzy
العباءات | The Orphic
إكسسوارات | FLTRD
تصفيف الشعر | Ivy Beauty & Bubbles Duba
موقع التصوير | فندق فيرمونت النخلة - دبي

 

سيدة الأعمال فاطمة الشيراوي

علم الألوان لا يمت بصلة للأبراج لأنه يتعلق بدرجات من شخصية كل إنسان شعورياً أو لا شعورياً

في الجامعة، لم يكن التوجه إلى الفن بين العائلات الإماراتية شيئاً محبباً وفي تلك الأيام، إما الطب وإما الهندسة، فهما الخياران الأنسب للأبناء، هنا بحثت الشيراوي عن تخصص يعلمها السيكولوجيا وعالم الأعمال في الوقت نفسه، فدرست الاجتماع والتسويق وجمعت بين الاثنين، وتعمقت تسويقياً في طريقة جذب العميل وفهم مشاعره من خلال الألوان، وعندما درست تصميم الأزياء في إيطاليا، كان هناك فصل كامل يتحدث عن سيكولوجية الألوان، وطريقة اختيار ألوان المجموعة التي تستهدف الشخصيات التي سترتديها، هذه كلها كانت مسيرة في عالم الألوان دعتها لتأسيس شركتها ذي غريشس إف، الرائدة في مجال استشارات حلول الألوان، ومتخصصة في مساعدة الأفراد والشركات على الاستفادة من تأثير علم النفس من خلال الألوان.

 

المراحل الحياتية

عندما كانت فاطمة الشيراوي تتكلم عن الألوان أمام الناس، كانوا يربطون معلوماتها بالأبراج، وبملاءمة شخصياتهم لها، فبدأت بتعليمهم، كيف نرى الألوان، وكيف نشعر بتأثيرها، ثم بإقناعهم، أن علم الألوان لا يمت بصلة للأبراج؛ لأنه يتعلق بدرجات من شخصية كل إنسان شعورياً أو لا شعورياً، تتابع فاطمة: «جعلتهم يخضعون لدورة تدريبية للألوان، ليفهموا هذا المنتج، إذا صح التعبير، وكيف يستخدم الإنسان الألوان حسب مراحله الحياتية، مثلاً قد يكون لفرد لونه المفضل وهو اللون الأخضر، لكنه منذ 10 سنوات كان لوناً آخر، والسبب أنه في كل مرحلة يرتبط اللون فيها بالحالة العاطفية لديه، وفي حالة التركيز يميل الإنسان إلى اللون الأزرق، وإذا كان المرء يعيش في حالة قمة الرخاء، ووصل إلى حالة من الاكتفاء الذاتي، سيميل لا شعورياً إلى اللون الأخضر بطريقة أوتوماتيكية».
نفترح عليك متابعة هذا الحوار مع مديرة المعارض والمهرجانات في هيئة الشارقة للكتاب خولة المجيني: المكتبة المدرسية أساس لتنشئة جيل شغوف بالقراءة

لون كساء الكعبة

سيدة الأعمال فاطمة الشيراوي

لم تواجه الشيراوي انتقاداً بالمعنى المحدد، بل ارتبط تحليل الألوان فيمن حولها، باللامبالاة ممن حولها، ولم يعدّوه أساسياً كي يلتحقوا بدورة للكشف عن أثر في حياتهم، تتابع قائلة: «كوفيد جعلنا نتابع العديد من «اللايف كوتش»، وبتنا نركز أكثر على سلامة صحتنا العقلية، وأثر سيكولوجية الألوان فيها، وربط علاقتها بالأمراض الجسدية، حتى باتت شركات التصميم، والفاشن، تفهم أكثر نظرية الألوان، وتربطها بالعميل».
تعلمت فاطمة خلال دراستها، معاني الألوان، لكنها تكشف عن أفكار خارجية للمرء، تجعله يبرمج دماغه على هذا اللون أو ذاك، وأن المجتمعات والأديان ترتبط بألوان معينة، لها معان معينة، وتضرب مثالاً، عن «كساء الكعبة، الذي يراه الناس أسود، لكنه يتميز أيضاً بثلاثة ألوان أخرى، وهي: البنفسجي، والأحمر، والذهبي، ولهذا سبب أكيد؛ لأن هناك بعض الكتب القديمة تتكلم عن الطاقة في الألوان، كما تفسر وجود اللون الأخضر عند المسلمين؛ لأنه يمثل المسالمة والحب، والأمان، هناك ألوان معينة تبرمجنا على علاقتها بمجتمعاتنا».
«نحن مبرمجون أن اللون الأزرق للولد، والزهري للبنت، وهذا في سيكولوجية الألوان ليس صحيحاً؛ لأن كل الألوان تكون للولد والبنت».
طرحت فاطمة أسماء كتب مثل: «كيف تشفى بالألوان» لـ تيد أندرو، و«الأرض الساطعة - اختراع اللون» لـ فيليب بول، ومن الكتاب العرب، ما تكلم عنه محمد عبد اللطيف البغدادي، في كتابه «تأثير الألوان على المزاج والسلوك»، واستنادًا إلى هذا الفكر العلمي، أجرت فاطمة دراستها على كل أفراد العائلة، التي تتشابه بشخصياتها، فأسست ألوان بيتها حسب شخصياتهم، لخلق التوازن فيما بينهم، تعلّق قائلة: «في تصميم الديكور، لا بد من ربط تفاصيل المكان بالشعور تجاهه، هناك ألوان معينة لغرفة النوم تساعد على عمقه وطول ساعاته، مثل الأزرق والأخضر الفاتح، والرمادي، فيما غرفة العائلة، بما أنه يجتمع فيها عدد من الأفراد، وتتضارب فيها مجموعة من المشاعر، لذلك لا بد من اختيار اللون البيج، ودرجة معينة من الأصفر، الذي يعبر عن الفرحة، وأهمية التواصل مع الآخرين، ويجعل الأمزجة خلاّقة، ويمكن إدخال الأخضر والبرتقالي، الذي يفتح الشهية للأكل».

أجريت دورات للدوائر الحكومية لتنمية الذات من خلال استخدام تأثير الألوان

ألوان تحقق التوازن

تحدثت فاطمة عن درجات الألوان، التي تنتمي كل منها إلى معنى معين، مثلاً اللون الأصفر مع أنه يعبر عن الفرحة، لكن عندما تزيد درجته، أو يطول استخدامه، مثل ارتداء ثوب أصفر يومياً أو البقاء لساعات طويلة في غرفة يغلب عليه اللون الأصفر، هذا يعطي سلبية للشخص، ويمتص الطاقة؛ ما يشعره بالتعب، وهشاشة في القدرة العاطفية، تعلّق: «على كل شخص تحديد المساحة التي تناسبه؛ أي القدر المعين من الألوان، وهي أربعة ألوان أساسية ترتبط بالسيكولوجية النفسية: الأصفر، والأحمر، والأخضر، والأزرق، ولا بد من استخدامها في يومنا لخلق التوازن، مثلاً علينا استخدام اللون الأزرق، في العمل أو الدراسة، عندما نحتاج إلى التركيز، وهذا اللون يؤثر في الشخص الذي نتعامل معه، ويجعله منفتح التفكير، ويخلق جسراً من الثقة بيننا وبينه، وعندما نذهب إلى البيت قصداً للراحة، علينا ارتداء اللون الأخضر؛ لأنه يخفض من الطاقة المرتفعة، ويزيل التوتر، لكننا لو خرجنا بعد العمل، فيفضل ارتداء اللون الأصفر؛ لأنه يبعث على المرح في التعامل، ولو أحببنا ارتياد الجيم، أو القيام بنشاط فيزيائي، مثلاً يفضل ارتداء اللون الأحمر». ليس هناك ألوان ترتبط بالنساء وأخرى بالرجال، لكنها إن وجدت فهي تتعلق بالنشأة البيئية والاجتماعية، والقصص التي يتعرض لها الفرد في حياته، والتي يربطها باللون الذي كان يرتديه، فبعضهم يعتقد أن اللون الأسود يوقعه في ظروف لا يحبها، تتابع فاطمة: «منذ زمن كان من العيب ارتداء النساء لعباءة ملونة، التي عبرت عن عدم احترام المكان، ولكن مع التغيير، أصبح عادياً اختيار الألوان في العباءات، مع اختلاف خيارات الناس، كما يربط الكثيرون أعمارهم بالألوان، ويخافون ارتداء الألوان الفاتحة، إذا بلغوا سناً معينة، كاللون الأحمر الذي يعدّونه محرجاً، وهذا ليس صحيحاً، بل يجب اختيار درجة من اللون التي تناسب الشخصية؛ ما يخلق توازناً في الطاقة، ويزرع التوازن في النفس».
نفترح تابعي معنا تفاصيل لقاء سابق مع سيدة الأعمال البحرينية آمال المؤيد: الاستثمار المتنوع يحقق الأمان والاستمرارية

ضوء النار

سيدة الأعمال فاطمة الشيراوي

تنصح فاطمة الشابات الصغيرات، بتحليل شخصياتهن حسب ألوانهن؛ حيث يتعرضن لأسئلة معينة، وإجاباتهن تضعهن في مجموعة محددة، ثم يخضعن لتجريب درجات الألوان عليهن، للكشف عن طاقتهم حسب درجة اللون، وهذا يجعلهن يشعرن بالراحة التي تعزز ثقتهن بأنفسهن، تستدرك قائلة: «هناك مثلاً الكثير من الخريجات الجامعيات، اللواتي لا يدركن مجال عملهن المناسب، أو ماذا يردنه بالضبط، وهذه المراحل التي يحتجن فيه إلى تحليل شخصياتهن، ولكل إنسان شخصيتان من الألوان، الأولى أساسية ترتبط بالمنطقة، وهي مقسمة إلى 4 مجموعات: (ضوء الصباح) light morning، و(ضوء الحلم) light dreem، وضوء النجوم Starlight، ومجموعة تدعى (ضوء النار) light Fire، وهي السائدة في الخليج؛ حيث يميل الناس فيها إلى ألوان البني والبيج والمارون، المستوحى من الخريف بألوانه الغنية بالدفء، فيمكنكم الشعور بطاقته الوفيرة.
يعتمد تأثير الألوان على أساسين، الأول هو اللون المفرد ومدى سيطرته على الشخص ومزاجه، والأساس الثاني، أن هذه الأربع شخصيات، تمثل شخصيتين من كل فرد، وبما أن اختيار الألوان له علاقة، برأي الشيراوي، بمراحل الحياة ويوميات الإنسان، تتابع قائلة: «أنا مثلاً في مجال عملي، كثيرة التعامل مع الناس، وكوني أحب الاستطلاع والسفر، أختار ألواني حسب فئة ضوء النار، أما شخصيتي الثانية، خارج العمل، فهي تميل إلى مجموعة «ضوء الحلم»، وهي أكثر انطوائية تحب الرسم، وتفضل ارتداء الألوان المرحة، كالوردي والأزرق، فكل شخصية ترتبط بعملها أيضاً».
فاطمة حائزة شهادة من جامعة Polimoda للموضة في فلورنسا، وكلّيّة لندن للأزياء. وهذا ساعدها بعملها في استشارات الألوان؛ حيث تعلمت كيفية تأسيس مجموعات الأزياء حسب المنطقة، «فالتصميم في إيطاليا مثلاً مرتبط أكثر بالتفكير المجتمعي، وتكوّن تصميماته رسائل تعبر عن الزمن الذي يعيشون فيه، لكن في بريطانيا يتأثرون أكثر بالفن، والجانب الخيالي من التصميم، وفي فرنسا يركزن أكثر على الجودة، وتاريخ الطريقة التي تربطهم بتصميماتهم، لهذا تساعد مصممي الموضة، انطلاقاً من شخصية هذه العلامة، من خلال المصمم نفسه وفكرته، ثم أعمل على التصميم والخامة التي يستخدمونها، وأعمل معهم على اللوغو، وموقعهم التجاري، وحساباتهم على السوشيال ميديا، أما التصميم الداخلي فنركز في اختيار الألوان على شخصية الزبون.
وقد أجرت دورات للدوائر الحكومية لتنمية الذات من خلال استخدام تأثير الألوان، مثل ديوا وشرطة دبي، أما التصميم الداخلي، فتعمل فيه مع المصمم، لإبراز شخصية العميل، واختيار ما يناسبه من ألوان».

نحن مبرمجون أن اللون الأزرق للولد والزهري للبنت وهذا في سيكولوجية الألوان ليس صحيحاً

5 مناسبات تحدد ألوانها؟

يوم المرأة الإماراتية؟

أختار اللون الأبيض؛ لأنه يعبر عن بدايات قوة المرأة الإماراتية في المجتمع، وهو عنوان للصفاء الذي يكشف عن الطريقة التي تبرز المرأة فيها نفسها، وهي مليئة بالأنوثة المثقفة.

اليوم العالمي للمرأة؟

أراه بلونين، الأول الأزرق، الذي يعبر عن الثقة والثقافة، وهو الذي يبرز الشخصية بقوة، أما اللون الآخر فأراه الوردي، وهو جزء من القوة العاطفية المعروفة عند المرأة.

عيد الأضحى؟

اللون البنفسجي؛ لأنه أقوى درجة في الطاقة من الألوان الأخرى، وهو لون التواصل مع الله، ومع الروح.

يوم الطفل؟

اللون الأصفر؛ لأنه مليء بالحيوية والفرح.

يوم الفتاة؟

أراها بلونين الأبيض والوردي؛ لأنها نقية ومفعمة بالقوة.
تقرأ فاطمة لدعم مسيرتها العملية في الكتب السيكولوجية النفسية، ودعم الذات، التي تدخل في تحليل شخصيات الناس، وقد صادفت الكثير من المواقف الغريبة في عملها التي ترتبط بالطاقة واللون، من خلال الشعور وليس النظر، تستدرك قائلة: «أغمض أعينهم، وأجعلهم يعتمدون على اللمس، فالألوان الغامقة مثلاً تشعرهم بموجات أعلى، أما الفاتحة، فتعطي موجات خفيفة، أما اللون الأسود تحديداً فلا تصدر منه أي موجات، ومرة أجريت هذا الاختبار على فتاة، بعد أغمضت عينيها، ووضعت أصابعها على أوشحة مختلفة الألوان، وكانت تحس باللون وتحدده باللون، وهي ملكة، لا يمتلكها سوى 5 أشخاص في العالم، يشعرون بموجات الألوان ويحددونها، وهذا ما لم أصادفه خلال فترة مسيرتي المهنية».
تابعي معنا لقاء خاص مع الفنانة التشكيلية والخزفية الإماراتية حصة العجماني: أعمالي قصص من الحجر والطين