ابتداءً من سن السادسة يخرج الطفل من مرحلة الطفولة، ويدخل شيئاً فشيئاً في سن العقل والنمو النفسي والذهني؛ حيث يتعلم أشياء كثيرة في المدرسة ويقيم علاقات اجتماعية، ويخوض مرحلة دقيقة، كلها خطوات تمهد وترسم ملامح ما سيصبح عليه الطفل عندما يكبر، وهذا بطبيعة الحال يستدعي اهتمام الأهل الكامل لفهم الطفل ومرافقته في الدرب التي ستقوده إلى الاستقلالية. عن معالم هذه الفترة العمرية والصفات التي يكون عليها الطفل من 6 -11 سنة، ودور الآباء تتحدث الدكتورة منال الشوربجي أخصائية طب نفس الطفل وتعديل السلوك.
تعرفي على طبيعة المرحلة من6 -11 سنة
- لا يعيش الطفل معزولاً عن العالم المحيط به- أمه وأبيه-، فهما يؤثران مباشرة في مستقبله، من خلال الرعاية وأسلوب التربية التي ينقلونها إليه.
- يتفاعل الطفل باستمرار مع محيطه، خاصة وإن اتسمت تلك الفترة، بتوسيع البيئة العائلية وتضاعفت العلاقات الاجتماعية.
- يكتشف الطفل في هذه المرحلة آفاقاً وأنماط تفكير جديدة، تمكنه من اكتساب نظرة جديدة إلى العالم، وإلى أسرته وحتى إلى نفسه.
- تحتل الأسرة المرتبة الأولى بين العوامل المؤثرة فيه، فهي البيئة الأولى التي عاش فيها ونما وأحس بأول مشاعره.. وستظل معه وبداخله.
- ودخوله مرحلة «سن العقل» سيفتح أمامه مجالات حياة جديدة من بينها المدرسة، ومن قبلها الحضانة بين سن الثالثة والسادسة.
- بجانب عوالم أخرى تتيح له التبادلات واللقاءات الاجتماعية، كالنوادي الرياضية أو مراكز النشاطات.
- وهناك ووسطهم يتعرف الطفل إلى عوالم أخرى، تعمل خطوة من بعد خطوة على تعديل رؤيته للعالم.
ما رأيك.. في يوم الحب.. قدمي لطفلك الحب لينمو وينضج
التزمي بدورك وفقاً لسن الطفل
-
قبل سن الثالثة:
ينتظم دور البيئة العائلية حول ثلاثة محاور: تأمين حاجات الطفل.. السماح له بتعلم ما هو ضروري لاستقلاليته.. ونقل قواعد السلوك والقيم الاجتماعية إليه.
تقدم الأسرة مجمل إجراءات الرعاية والحماية الضرورية لنمو الطفل، سواء أكان على المستوى الجسدي أو النفسي.. وتشكل المكان الذي يتعلم فيه الحاجات الأساسية؛ من مشي وكلام، واستخدام الأغراض الضرورية لحاجاته أو لتفتحه الذهني.
-
الطفل في سن 3-6 سنوات:
هو الآن قادر على التحكم بشكل جيد بكل ما سبق، وعلى الأسرة أن تحثه على توسيع معلوماته؛ حتى يكتسب مزيداً من الاستقلالية.. وتشكل الحضانة فترة انتقالية، بمعنى أنها تسمح بنقل ما يفعله الطفل في منزله إلى مكان آخر ومع أشخاص آخرين.. ومشاهدة رد الفعل.. وأخيراً يقع على عاتق العائلة أن تنقل القيم الجماعية للطفل؛ دينية، اجتماعية، عائلية، فلكل مجموعة أسرية أنماط من القيم.
تعرفي على طبيعة علاقات طفلك
- التغيرات النفسية والعاطفية التي يخضع لها الطفل من 1-6 سنوات، تؤثر مباشرة في علاقاته مع بيئته العائلية وبالأخص مع والديه.
- وكذلك الطريقة التي سيواجه بها الأهل هذه التغيرات، فإن اتسموا بالهدوء، فهذا يلعب دوراً مهماً على مستقبل الطفل ونوعية علاقاته التالية.
- وهذا الاستقرار مفيد للطفل، حيث يجد فيه بيئة مطمئنة يركن إليها تساعده في فترة تغيراته الداخلية، كما أنها تسمح للأهل بألا يتأثروا كثيراً بالتغيرات التي تحدث لصغيرهم.. يمتلكون القدرة على مجابهتها.
انتبهي لتطور الحس النقدي للطفل من 6-9 سنوات
- يتعرف طفل السابعة أو الثامنة إلى عوالم مختلفة عن عالمه الأسري وهو أمر تنجم عنه تداعيات، ويصير الطفل ممثلاً لأسرته في الخارج.
- وبحسب ما تسير الأمور، سواء أكان نتائج الطفل المدرسية أو سلوكه أو اندماجه، ستكون الأسرة هي المسؤولة بشكل عفوي عما يحدث.
- فالطفل المتهور أو الذي يواجه صعوبات تعليمية، مهما كانت أسبابها، سرعان ما قد يعتبر ممثلاً لـأسرة ذات مشاكل، بينما تتم تهنئة الأسرة التي يتصرف طفلهم بشكل لائق.
- و قد يرفض بعض الأهل السماح لطفلهم أن يلعب مع أطفال الجيران خشية مما قد يستنتجه الجيران عنهم.. وربما حرصاً على ألا ينقل منهم بعض الصفات التي لا يرضون عنها.
- وهكذا يتخذ الأطفال بين السادسة والثامنة مسافة تدريجية إزاء أهلهم رغم أنهم يظلون قريبين منهم ونادراً ما ينتقدونهم.
- لكن في حوالي التاسعة أو العاشرة تبدأ مرحلة جديدة؛ مع أولى التحفظات التي يعبر عنها الطفل إزاء أهله.
- حيث إن تزايد التجارب والمقارنات المتكررة مع أسر أخرى أو عوالم أخرى تجعله يتخيل بالضرورة أنها أفضل من عالمه.
- وبالأخص تكرار النزاعات حول الفروض والمحظورات والواجبات، ما يشجع على عمليات إعادة النظر هذه.
وازني بين الامتيازات والمحظورات
- وتعتبر هذه السن أيضاً -11-سن التمرد، خاصة فيما يخص زيادة فسحة الحرية، فالطفل يريد الخروج وحده أو مع رفاقه أو ينام لدى أفضل صديق.
- تزداد الطلبات على مصروف الجيب والحق بالخروج، نظراً إلى أنه أصبح «كبيراً»، أو إلى أنه يقارن بين ما يحق له وبين «الامتيازات» التي يحظى بها رفاقه في أسر أخرى.
- ويصير الطفل شديد الحساسية إزاء تناقضات أهله، والاستثناءات التي يمارسها هؤلاء الأهل.. على القواعد التي وضعوها بأنفسهم..كما يولي الطفل أهمية كبيرة للثقة التي تمنح إليه، ولكل الممارسات التي تجعلها حقيقية.
- لتصبح كل تحفظات الأهل ومحظوراتهم المفروضة من أجل سلامة الطفل.. غير عادلة ومشككة بقدراته.. لذا يتعين على الأهل أن يجدوا الحل الوسط الذي يحترم سلامة الطفل ويشجعه على ممارسة نضجه واستقلاليته في آنٍ.
- فالتمسك بالقواعد التي تبدو أساسية، لا يمنع من ممارسة بعض الليونة التربوية التي تتأقلم مع تطور الطفل وحاجات مسيرته بسن المراهقة.
خطوات تربوية نحو الاستقلالية
- احرصي على أن ينشأ طفلك متحملًا مسئوليته عن قراراته، لا تفرضي عليه قراراً، وإن أقدم على قرار خاطئ، فبيّني له أسباب الخطأ وأسباب رفضك له.
- اتركي له العنان للخيال عندما يحلم، ناقشيه واتركي له الفرصة كي يتخيل، ثم شاركيه في وضع خطة، علّميه من البداية خطواتها.
- علّمي طفلك كيف يضع أولوياته عندما يرغب في شراء شيئين مثلاً، وعندما يكبر قليلًا علّميه كيف ينظم وقته، بين الدراسة ومطالب الأسرة والنزهة.
- تمهلي ولا تسرفي في الحنان والتدليل ولا تكوني قاسية، علّميه أن يكون حنوناً وأن العاطفة والعطاء أمر متبادل، وأن كل العلاقات عبارة عن شراكة بين شخصين.
- علّميه كيف يفهم الآخرين ويتفهمهم؛ هل يستحقون السماح؟ وما هي طرق التعامل الأمثل معهم؟ علّميه أن ينصت ويستمع جيداً قبل أن يتكلم وأن يسمع أكثر مما يتكلم.
- أخبريه أن التوازن أهم ما في الحياة.. علّميه ألا يهمل جانباً من حياته تماماً، فالعلاقة مع الخالق والصحة والثقافة والدراسة والترفيه والجانب المادي كلها مهمة معاً.
- كل ما سبق يمكنك تعليمه لأطفالك مرة بالقدوة منك ومن أبيهم، ومرة بالتعليم المباشر والتوجيه.
- ولا تنسي أن تعلميه اتخاذ القرارات؛ بدءاً من اختيار ملابسه وصولًا إلى تعليمه الادخار وغير ذلك، حينها سينشأ طفلك وقد امتلك شخصية قوية مستقلة.
هل تعرفين.. علامات قوة شخصية الطفل
ملاحظة من"سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.