بات كلّ من الإبداع والابتكار ركائز أساسية في سوق العمل، في الوقت الراهن، إذ هما يساعدان الأفراد والمنظمات على مواجهة المشكلات والتحديات، بفاعلية، وعلى النجاح والبقاء في صدارة التنافسية ومواكبة متغيرات العمل المتجددة. في السطور الآتية، لمحة عن الفروق بين الإبداع والابتكار وكيفية تعزيزهما في العمل؟
بين الإبداع والابتكار
يذكر د. محمد العامري، المدرب والخبير الإداري والتعليمي، مجموعة من الفروق بين مفهومي الإبداع والابتكار، قائلًا إن "الإبداع والابتكار عمليتان متكاملتان، وينبغي تنميتها وتطويرهما بشكل دائم، لذا يجدر بالقادة والرؤساء والمديرين وصانعي القرار في المنظمات أن يدركوا ذلك"، موضحًا أن "الإبداع هو استخدام المهارات العقلية لإيجاد أفكار جديدة وخارجة عن المألوف"، مُضيفًا أن "الإبداع ليس سلوكًا وراثيًّا بل هو قابل للتعلم. في مواجهة أي مشكلة أو تحد، يقوم المبدع بالتفكير من دون قيود وأطر من أجل توليد أكبر كم من الأفكار، بعضها منطقي والبعض الآخر غير منطقي أو غير قابل للتنفيذ".
لناحية الابتكار، هو بحسب د. العامري، القدرة على تنفيذ تلك الأفكار الجديدة أي التفكير ضمن قيود وأطر تؤطر تلك الأفكار من أجل تنفيذها وتحويلها إلى منتج أو خدمة أو أسلوب جديد في العمل، مع الإشارة إلى أن الابتكار هو الجزء الإنتاجي من عملية الإبداع، مما يعني التفكير ضمن مواصفات معينة وتكلفة محددة ووقت معين. لذا، من السهل، بحسب د. العامري،، أن يكون الفرد قادرًا على توليد كمية من الأفكار المبدعة، لكن من الصعوبة تحويل تلك الأفكار إلى مشروع، فقد لا يستطيع المبدع التخطيط للفكرة بشكل جيد أو هو قد لا يمتلك الثقة الكافية أو تكون لديه الظروف المهيئة"، مكررًا فكرة التكامل بين الإبداع والابتكار.
قد يهم رائدة أعمال، التعرف أيضًا إلى الإبداع في العمل الإداري
هام للمديرين
يتحدّث د. سطام عبدالكريم مدني لـ"سيدتي. نت" عن بيئة العمل، معليًا من دورها في تنمية قدرات الفرد الإبداعية والابتكارية وتغيير طريقة تفكيره التقليدية، ويقول إنها "إما أنّ تكون عامل هدم أو بناء". وعن طرق تعزيز الإبداع والابتكار من المديرين، يُعدّد النقاط الآتية:
- يصعب تطوير الإبداع والابتكار من دون دعم مالي وفني وفريق عمل مساعد على تحقيق الإنجازات وإيجاد الحلول للتحديات والمعوقات.
- يقضي تنفيذ الفكرة المبدعة والمبتكرة بحضور الدعم والتعاون؛ عندما يُحاط المرء بالإيجابية والتشجيع، هو يصبح قادرًا على ذلك.
- دعم منسوبي المنظمة وتعزيزهم، من ناحيتي زيادة معارفهم التخصصية وإدارة وتشجيع بيئة الابتكار.
- الإبداع ليس امتيازًا لفئة معينة بل قدرة يمتلكها الجميع، إلا أن قلة المعرفة بأساليب وأساسيات الابتكار تحدّ القدرة الإبداعية، لذا لا بد من الدعم المعرفي، فالتميز يظهر في صفوف من هم أكثر ثقة في النفس وتحفيزًا واستعدادًا لتحمل المخاطر.
- تأسيس ثقافة الإبداع التي تتأصل، مع مرور الوقت، والحث على مشاركة وتطوير الأفكار الابتكارية، بصورة مستمرة.
- عقد لقاءات العصف الذهني، بصورة منتظمة، أو مسابقات متخصصة في البحث عن حلول لمشكلات محددة، مع رصد بعض المكافآت والجوائز.
- مكافحة الروتين السلبي وبناء وتطوير المهارات اللازمة للتفكير بشكل مختلف.
- إدارة الابتكار وتخصيص الوقت لذلك. مثلًا: تُعدّ شركة "جوجل من" الشركات الإبداعية الرائدة، وهي تشتهر بالآتي: ينفق كل موظف 20% من وقته في الابتكار والعمل على أفكاره الخاصة، وهذا الإجراء فعّال ويُظهر بشكل لافت الجانب الإبداعي للجميع.
قد يهمّك أيضًا، الاطلاع على أفكار أخرى لتعزيز الابتكار في العمل