ازدحمت مواقع الإنترنت طوال اليومين الماضيين بخبر عن أنباء تعيين العالمة السعودية عضو مجلس الشورى الدكتورة حياة سندي وزيرة للصحة، وعلى الرغم من عدم تأكيد الخبر أو نفيه، إلا أنه وضع الدكتورة حياة في مساحة جديدة من ترقب لتصبح أول وزيرة سعودية، فبخطى ثابتة وواثقة تخطت سندي الكثير من العقبات التي صادفتها، هي "حياة" اسم على مسمى، العالمة التي أحبت الشعر والتأمل والعادات واحترام التقاليد السعودية، والأكثر حرصها على تعاليم الدين الإسلامي ومواظبتها على صلاة الفجر.
انطلاقتها من مكة المكرمة، ويحضر اسمها دائماً عند الحديث عن نجاحات المرأة، والتي كان من أحدثها عندما اختيرت سندي المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة " i2 "، وعضو مجلس الشورى بالمملكة العربية السعودية، من بين 11 عالمة عربية أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن أسمائهن في مبادرة قاعة مشاهير العلوم للعام 2014م، وقد كرمتهن السفارات الأميركية في أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لإنجازاتهن في تقدّم العلوم وتشجيع النساء والفتيات على مواصلة التعليم واختيار مهن لهن في مجالي العلوم والتكنولوجيا.
وجاء الاختيار تقديراً لخطوات حياة سندي في دعم المرأة والتعليم، حيث تمثل سندي قدوة يحتذى بها للجيل القادم من بين النساء العالمات، وقد أثرت بشكل إيجابي في عدد كبير من الشباب والفتيات وحتى الطالبات الصغيرات في السن لمتابعة دراساتهن العلمية في الشرق الأوسط وخارجه، وكانت مبادرة تحسين التعليم والابتكار والتنوع من أولى اهتماماتها.
حضر اسمها ضمن 30 امرأة تم تعيينهن في مجلس الشورى السعودي لدورته السادسة بعد تعديل المادة الثالثة من نظام المجلس بما يتيح تمثيل المرأة فيه بما لا يقل عن 20 في المائة من عدد الأعضاء، فهي امرأة تركت السعودية من أجل السعودية وفقاً قولها، لتتعلّم وتدرس وتبحث وتصنّف ضمن علماء العالم الهادفين إلى خدمة الإنسانية.
غادرت السعودية بإمكانات علمية ومادية بسيطة لتبدأ رحلتها الطويلة في مجال العلوم بعد سنتين من المحاولات لإقناع والدها بالسفر، لحبها لعلم الأدوية وشغفها به، وبدأت دراستها في جامعة "كينغز كولدج" في لندن، ثم حصلت على منحة لدراسة الدكتوراه في جامعة "كامبردج" البريطانية، والتي حصلت منها على الدكتوراه في التقنية الحيوية، وعملت كأستاذة زائرة في جامعة "هارفارد" الأميركية للعمل على توثيق الصلة بين العلم والعمل الاجتماعي، وحققت العديد من الاختراعات العلمية التي ذاع صيتها عالمياً.
أسست "معهد التخيّل والبراعة" الذي تسعى من خلاله إلى المحافظة على الكفاءات العلمية والمخترعين، واختارتها "اليونسكو" سفيرة للنوايا الحسنة للعلوم عام 2012، كما صنفت ضمن 150 امرأة ملهمة وشجاعة في العالم في العام نفسه، وحين دخلت مجلس الشورى دخلته بغطاء رأسها الذي لم تتخل عنه طوال رحلتها العلمية.
الجو العام الذي نشأت فيه د. سندي أهلها لما هي عليه الآن، فقد ولدت في مكة المكرمة، وانتقلت عائلتها إلى الرياض بسبب عمل والدها، إضافة إلى أن عائلتها سعودية محافظة على الدين والتقاليد، وغرست داخلها القيم النبيلة من حب الدين والعلم معاً، ووالدها كان يؤمن بأن الدين والعلم هما أساس الحياة، ومنذ صغرها كان ينمي بها حب العلماء، سواء كانوا عرباً أو غير عرب، مسلمين أو غير مسلمين، وكانت تقرأ كثيراً.