فكر قليلا قبل الإجابة عن الأسئلة الآتية؛ فقد تكون الإجابة المتسرعة الحفرة التي ستقودك نحو الفشل، كُن أكثر روية وصدقًا من نفسك أولاً، وأجب: هل تعتقد حقًا بأنك إنسان ناجح؟ ماهو معيار النجاح بالنسبة إليك؟ وكيف يمكنك أن تقيّم مقدار نجاحك من الفشل؟ وهل للنجاح حد معين ستقف عنده في الحياة؟
لكن، ماذا عن وهم النجاح؟ وتحقيق الانجازات المزيفة، هل وجدت نفسك يومًا ما مُحاطًا بمرحلة من الهدوء والسكون، وهل وضعت نفسك في إجاباتك السابقة ضمن إطار من المبالغة في تقدير الذات والمهارات؟ هل تؤمن بأن النجاحات السابقة هي برهان دائمًا عن نجاحك بالمستقبل.. توقف إذًا واقرأ الآتي:
"إن النجاح ليس محطة نهائية. إنه مجرد تحول في رحلة التعلم." - بيل غيتس
وهم النجاح والانتصارات المزيفة.. ما أثره؟
يشير موقع " linkedin.com" إلى تعريف النجاح بوصفه؛ تحقيق ما يصبو إليه الأفراد من غايات وأهداف وطموحات بطريقة مرضية للذات. إلا أن هنالك العديد من الأفراد الذين يتوهمون الشعور بالإنجاز والنجاح؛ فالنجاح الذي يرتبط لدى الأفراد بالوصول إلى منصب جديد بالشركة أو الحصول على المزيد من المال يتبعه شعور بالفراغ وعدم الإنجاز يصنف كحالة شائعة تسمى بوهم النجاح.
تصنف هذه الظاهرة كإحساس سريع يولد لدى الآخرين الشعور بالتحفيز لمدة قصير ثم يزول، ليعودوا من جديد إلى الاعتقاد بأن إنجازاتهم لا تجعلهم سعداء ومتحمسين بشكل حقيقي. والسبب في حدوث ذلك يعود إلى كيفية خلط الآخرين بين الإنجازات الحقيقية والتي لا ترتبط في أغلب الأحيان بالمال؛ والمال ليس سوى نتيجة للمرحلة وليس غاية، وبين الهدف الأسمى لهذه المراحل الانتقالية والتي تصنف بوصفها خطوات متقدمة نحو الغاية الحقيقة.
لا تفوت فرصة تحفيز نفسك وصقل مهاراتك من خلال هذا المقال: سلوكيات تزيد من النجاح حاول امتلاكها
كيف تنجو من هذا الفخ؟
لتجنب الوقوع في فخ وهم النجاح، سيكون من الأهمية بمكانة تطوير نمط التفكير لديك بشكل صحي ومتوازن إزاء ما يعنيه النجاح بشكل موضوعي، وفيما يلي مجموعة من النصائح التي تساعدك على تحقيق ذلك:
-
ضع مفهموم محددًا للنجاح
إن تخصيص بعض الوقت في وضع قائمة محددة تركز فيها على أهم النقاط التي تستدعي اهتمامك وتركيزك، وكتابة الأهداف الحقيقة والتطلعات التي تسعى إليها في كل مرحلة بشكل يتماشى مع أفكارك ومعتقداتك وشغفك بالحياة، سيجعلك تخطو الخطوات الصحيحة نحو مفهوم النجاح الحقيقي في حياتك.
-
قييم انتصاراتك الصغيرة
في رحلة البحث والسعي للوصول إلى النجاح الكبير والهدف الأسمى؛ سيكون من الجيد أن تكون فخورًا بنفسك على الجهد الذي تبذله، وأن تحفل بالانتصارات المرحلية التي مررت بها، كنوع من التحفيز والدعم للذات بتقدمها وتحقيقها للنجازات من أجل الاستمرار والتطور وصولا إلى الغاية العظمة في هذه الرحلة.
-
كن ودودًا مع نفسك والآخرين
احذر من الوقوع في فخ المقارنة مع الآخرين، فلكل منكم تجربته ورحلته الخاصة وطريقه نحو تحقيق أهدافه، لا تسمح بأن تكون نسخة مزيفة عن انتصارات الاخرين ونجاحاتهم، فالنجاح الحقيقي سيكون وليد مقايس داخلية وإيمان ينبع من الذات بأنك على طريق النجاح الخاص بك، والذي سيقودك إلى تحقيق أهدافك ونجاح حقيقي.
"لا يُقاس النجاح بالثروة وحدها، بل يتجلى في كيفية تأثيرك على الآخرين وتحسين حياتهم." - ميشيل أوباما
في الختام، هل فكرت مرة أخرى في تقييم نجاحك؟ فإذا كنت عالقًا في وهم النجاح ، فأنت بحاجة إلى الوقت لتقييم ما يمكنك القيام به للبدء بالبحث عن طريقة للخروج من ذلك، وإن كنت تمسك في هذه اللحظة بورقة وقلم؛ ضع خطتك الآن لأهداف حقيقة تمثل طموحاتك وغاياتك في هذه الحياة، وتأكد بأن من الصعب عليك أن تعترف بالإجابة الحقيقة من أجل التغير، لكن تستطيع أن تؤمن بعدم إهدار المزيد من الفرص وضياع الوقت في نجاحات مزيفة، فأنت القائد لنفسك.
لأنكِ تستحقين أن تحققي كل أحلامكِ، ابدأي اليوم رحلتكِ بهذه المقال: عادات الناجحين اليوميّة