في ظل عصر التكنولوجيا الذي تتخاطفه الأجهزة الذكية وتحيط به الشاشات الرقمية، يواجه كثير من الشباب حالة من الضباب العقلي تسيطر عليهم من حين لآخر، على أن عوامل مثل الإجهاد أو عدم كفاية النوم أو نمط الحياة غير الصحي والذي اعتاد عليه الشباب بسبب وجبات الطعام السريع أو جلوسهم الطويل أمام الشاشات بما لا يفيد، أو انعزالهم عن الآخرين في قوقعة التكنولوجيا بعيدَا عن التفاعلات الإجتماعية يمكن أن تزيد من حدة الضباب المعرفي الذي يحيط بهم ويؤثر عليهم ... سيدتي التقت استشاري الدعم والتنمية البشرية عفت أبو الخير في حديث حول استعادة التركيز في عصر الشاشات والتكنولوجيا، وكيف يمكن لنا أن نستفيد من التكنولوجيا في أشياء مفيدة لصحتنا النفسية والاجتماعية.
الاستفادة الإيجابية من التكنولوجيا
للتكنولوجيا تأثيرات ضارة على الشباب يمكن تغيرها
تقول أبو الخير لسيدتي: لا شك أن للتكنولوجيا تأثيرات ضارة خاصة على الشباب الذي ينخرط بدون تفكير في عالم الأتمتة والرقمنة وما يواليها ولا ينتبه معظم الشباب أن هذا الانخراط غير الواعي يمكن أن يكون له تأثيرات ملحوظة على الذاكرة ومهارات حل المشكلات والذي يؤثر بالتالي على العمل والنجاح بالحياة، إلا أنه يمكن الخروج من تلك الدائرة من خلال ممارسة بعض تمارين شحذ الدماغ والتي تساعد في تعزيز ملكة التفكير وتشحذ العقل لمهارة التحليل كما أنه تساعده على التركيز والمرونة وهي لا تبتعد كثيرًأ عن التكنولوجيا. ويمكنك التعرف بالسياق التالي على مفهوم اللياقة العقلية وطرق تطويرها لديك
9 تمارين وألعاب عقلية
تقول أبو الخير: هناك 9 تمارين وألعاب عقلية مدروسة جيدًا وتم تجربتها واختبارها يمكن الاستعانة بها لتساعدنا على استعادة التركيز وتكون كذلك من خلال التطبيقات التكنولوجية مثل:
تعلم لغة جديدة
تمارين وألعاب عقلية يمكن الاستعانة بها لتساعدنا على استعادة التركيز
إن تعلم لغة جديدة عبر الانترنت ووسائل التكنولوجيا يمكن أن يفيد الدماغ من خلال:
تحسين الوظائف المعرفية
تعزيز الذاكرة
تعزيز مهارات حل المشكلات
فيمكن البدء بأحد الطرق السهلة من خلال استخدام تطبيقات تعلم اللغة أو الدورات التدريبية عبر الإنترنت، والتي توفر طريقة منظمة ومريحة لاكتساب لغة جديدة، فقد وجدت إحدى الدراسات التي أجريت عام 2021 أن ثنائية اللغة يمكن أن تؤدي إلى تغييرات في بنية الدماغ، والذي يعني وجود قدرة دماغية إضافية تساعد الأشخاص على التعامل مع التدهور المعرفي المرتبط بالحفاظ على الوظائف المعرفية سليمة.
القراءة النشطة على الانترنت وتدوين الملاحظات
تقول أبو الخير بحسب الدراسات فكتابة الملاحظات هي الطريقة الأكثر فعالية التي تؤدي إلى أعلى نسبة احتفاظ بذاكرة المادة، فعند القراءة، والتي أصبح جزء كبير منها يتم عبر وسائل التكنولوجيا، انخرط بشكل فعال في المادة من خلال تدوين الملاحظات أو تسليط الضوء على النقاط الرئيسية، فهذه الطريقة تعمل على :
شحذ التركيز
تعزيز الفهم
تحسين الاحتفاظ بالذاكرة
تطبيقات التأمل أثناء التنفس اليقظ
تؤكد أبو الخير أن ممارسات مثل التأمل والتدخلات الذهنية قد تعزز:
العمليات المعرفية
مثل: الانتباه.
الذاكرة العاملة.
الوظائف التنفيذية
القدرات ما وراء المعرفية التي يمكن مطالعتها عبر الإنترنت:
لاحظ بهدوء كيف يمكن أن تحسن هذه الممارسة تركيزك وتقلل التوتر (أخبرنا بتجربتك).
الشطرنج الاستراتيجي على الإنترنت
الشطرنج الاستراتيجي على الإنترنت
يتطلب لعب الشطرنج تخطيطًا استراتيجيًا واهتمامًا مركَّزًا، مما يوفر تمرينًا عقليًا شاملاً للدماغ بأكمله، وبحسب الدراسات فتعلم الشطرنج يعمل على تعزيز التحصيل في الرياضيات والقدرة المعرفية الشاملة لدى الطلاب، مع ملاحظة أن الحد الأدنى للتدريب الفعال قد يبلغ حوالي 25-30 ساعة.
التدريب المزدوج (n-back)
تقول أبو الخير: هذا تمرين معرفي هام حيث يُطلب منك أن تركز وتتذكر كل المحفزات البصرية والسمعية، في هذه المهمة، فعليك تتبع موضع المحفزات البصرية، مثل المربعات على الشبكة وعددها، وهوية أو موقع المحفزات السمعية، مثل الأصوات أو الحروف، في تسلسل (كما في لعبة n-back)، ومع زيادة الصعوبة، ستحتاج إلى تذكر واسترجاع كل المحفزات، وهذا التدريب يعزز الذاكرة العاملة والقدرات المعرفية. (يمكنك العثور على تمارين " n-back "عبر الإنترنت على مواقع الويب والتطبيقات المختلفة المخصصة لتدريب الدماغ.
الكلمات المتقاطعة
هذه اللعبة تحديدًا يمكن أن يؤدي الانخراط بها إلى تعزيز الإدراك، فقد وجد الباحثون أن التدريب على الكلمات المتقاطعة على شبكة الإنترنت مثلًا في المنزل، أو حتى الموجود بالصحف كان أكثر فعالية في تحسين الوظيفة الإدراكية من الألعاب المعرفية الأخرى من خلال تحفيز:
المفردات
الذاكرة
حل المشاكل
المعرفة عامة
لعبة GO أو اذهب
ألعاب يؤدي الانخراط بها إلى تعزيز الإدراك
Go هي لعبة لوحية صينية قديمة تتضمن اتخاذ قرارات معقدة، واستدلالًا مكانيًا، وتخطيطًا طويل المدى. يمكن أن يساعد لعب Go في تحسين:
المهارات المعرفية
التفكير الاستراتيجي
استعادة التركيز
لعبة Bridge أوالجسر
Bridge هي لعبة ورق تتضمن التفكير النقدي والذاكرة واتخاذ القرارات الإستراتيجية. يمكن أن تكون طريقة ممتعة لإبقاء عقلك متقدًا، فبحسب الدراسات كذلك فلعبة البريدج تعمل على تحسين الذاكرة العاملة والتفكير، ولكن ليس المفردات ووقت رد الفعل.
سودوكو
سودوكو هو لغز قائم على المنطق يتضمن ملء شبكة 9×9 بالأرقام بحيث يحتوي كل عمود وصف وشبكة فرعية 3×3 على جميع الأرقام من 1 إلى 9 دون تكرار. والذي يتطلب المنطق والاهتمام وكثير من التركيز، وبحث الدراسات فقد توصل الباحثون أنه يمكن استخدام سودوكو للتدريب المعرفي، واستعادة التركيز، وشحذ الذاكرة. بالنهاية تقول أبو الخير: تمارين الدماغ، من الشطرنج إلى الالعاب الأخرى التي ذكرناها تعمل كأدوات ديناميكية للحفاظ على عقولنا مشحوذة ومتقدة ومرنة، كما أنها تعزز الذاكرة وتساعدنا في إبجاد استراتيجية حل المشكلات وتكرس لزيادة القدرات المعرفية. ونحو المزيد من التمارين يمكنك الولوج إلى: تمارين تقوية الذاكرة وتعزيز القدرات العقلية.. تقي من الزهايمر
