عادة ما تدور الأبحاث لتؤكد عاماً من بعد عام أهمية الرضاعة الطبيعية، من الناحية الصحية على الرضيع والأم المرضعة على السواء، والجديد المبشّر اليوم أن هناك دراسات عالمية تؤكد أن الرضاعة الطبيعية تقلل نسبة توتر الرضيع حتى سن البلوغ.. بجانب تأثيرها على الصحة النفسية للطفل والأم بصفة عامة، والتي تشمل: تحسين المزاج ومستويات الإجهاد وانخفاض خطر اكتئاب ما بعد الولادة لدى الأم، وتعزيز التطور العاطفي والاجتماعي لدى الطفل، فضلاً عن خلق رابطة أمومة أقوى بين الأم والطفل؛ لتصبح الصلة بين الرضيع وأمه التي توجدها الرضاعة الطبيعية تجربة مختلفة تماماً عما يحصل عليه الأطفال من الرضاعة بالزجاجة!
التقرير التالي يستعرض بعض تفاصيل هذه الدراسات العالمية وما توصلت إليه. اللقاء مع استشاري الطب النفسي للطفل الدكتور إبراهيم مهران، الذي يشاركنا عرض القضية، ويوضح أحدث النتائج.
الرضاعة الطبيعية هي الأفضل
معظم النظريات تؤكد أن الرضاعة الطبيعية هي الأفضل، ويوصي أطباءُ الأطفال الأمهات بالاعتماد فقط على الرضاعة الطبيعية، على الأقل حتى يبلغ الطفل ستة أشهر؛ لأنها تعزز جهازه المناعي.
كما أنها تخفض من مخاطر الإصابة بعدوى الأذن والجهاز التنفسي، وتحد من حالات الحساسية والسمنة والسكري، ومتلازمة موت الرضيع المفاجئة.
ورغم أن الباحثين في طب الأطفال أفادوا بأن العديد من الدراسات وثّقت بالفعل هذه المزايا، لكن لا يعرف الكثير عن: كيف تحسّن الرضاعة الطبيعية الحالة الصحية للأطفال بهذا الشكل؟!
طالعي هذا الرابط.. أحدث الدراسات تؤكد: لا ترضعي طفلك وأنت حزينة
الرضاعة الطبيعية تزيل توتر الرضيع
في هذا الشأن، درس الباحثون مستويات هرمون الكورتيزول المسؤول عن التوتر عند 21 طفلاً، اعتمدوا على الرضاعة الطبيعة فقط في الأشهر الخمسة الأولى من حياتهم.. ومستواه أيضاً لدى 21 طفلاً آخرين لم يرضعوا طبيعياً، ما يؤكد أن بعض المزايا ربما لا تكون لها أي صلة بحليب الأم ذاته.
وقال مدير مركز دراسات الأطفال بكلية طب وارن ألبرت، بجامعة براون في رود أيلاند: "إن سلوك التغذية يتحكم في جين وراثي بعينه، ينظم الاستجابة النفسية للطفل تجاه التوتر".
وأضاف: "سلوك التغذية يسهل الاسترخاء بعد التوتر.. بل إن التأثير دائم؛ يستمر حتى مرحلة البلوغ، وهناك أدلة على أنه ينقل للأجيال التالية".. والتجربة نتائجها تشير بالفعل إلى أن سلوك التغذية للأمهات قد يجعل الأطفال أقل انفعالاً في مواجهة التوتر.
الرضاعة الطبيعية وخواص اللبن
الدراسة ليست مصممة لتثبت أن سلوك الأم المتمثل في حمل رضيعها واحتضانه قد يفيده، حتى لو كان يرضع صناعياً.. إنما أغلب العمل يركز على أبعاد التغذية.
مما يعني أن حليب الأم له خواص مختلفة عن اللبن الصناعي، فيما يتعلق بالأحماض الدهنية الأساسية والفيتامينات والأملاح المعدنية.. هذا قد يكون له دور في النتائج.
لكن الصلة بين الرضيع وأمه، التي توجدها الرضاعة الطبيعية، قد تكون تجربة مختلفة عما يحصل عليه الأطفال من الرضاعة عن طريق زجاجة.. ومن المحتمل أن تكون تقوية هذه الرابطة تغير استجابة الأطفال للتوتر، وتجعلهم أكثر قدرة على التحمل عندما يواجهون الضغوط.
تعرفي على.. الأسباب الشائعة لامتناع الطفل عن الرضاعة الطبيعية.. وطرق للعلاج
الرضاعة الطبيعية تقلل خطر سرطانيْ الثدي والمبيض
كما أظهر العديد من الدراسات أن الأم التي ترضع طفلها ستة أشهر، أو أكثر، تكون أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي وسرطان المبيض وارتفاع ضغط الدم والسكري من النوع الثاني.
الرضاعة الطبيعية وتأثيراتها الإيجابية على صحة الأم والطفل
وفي مقابل معارضة بعض الدول للرضاعة الطبيعية.. دفاعاً عن مصالح شركات الحليب، نجد أن الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين تؤكد الفوائد الصحية للرضاعة الطبيعية.
- لا يمكن أن تكون الرضاعة الطبيعية فرصة للترابط فحسب، بل يمكنها أيضاً تعزيز الثقة في مهارات الأبوة والأمومة، ويمكن أن تكون إيجابية بشكل خاص للصحة النفسية لهما.
- ولكن تحت شروط، مثل: أن ترضعي طفلك حصرياً دون الرضاعة الصناعية لمدة 6 أشهر على الأقل... مستمرة في الرضاعة الطبيعية لمدة عام.. ويحصل طفلك على كمية كافية من حليب الأم... وأنتِ تحصلين على الدعم، سواء في المنزل أو في العمل.
- حيث تطلق الرضاعة الطبيعية مادة كيميائية تسمى الأوكسيتوسين، والتي يمكن أن تجعلك تشعرين بحالة من الهدوء وأقل توتر.. ويمكن أن يساعدك الأوكسيتوسين أيضاً على الارتباط بطفلك، وتعزيز مشاعر المودة بينك وبينه.
- عكس الحال إذا كنتِ ترغبين في الرضاعة الطبيعية، ولكنك تجدين صعوبة لأي سبب من الأسباب، ما يُحدث تأثيراً سلبياً في صحتك النفسية.
- وقد تعاني بعض الأمهات المرضعات حالة من الخلل في إفرازات الهرمونات التي تسبب العديد من المشاعر السلبية أثناء الرضاعة الطبيعية.
- ويتمثل هذا بفقدان الشعور بالسعادة والإحساس بالقلق والإحباط.. بينما تشير الدراسات إلى أن هذه المشاعر سرعان ما تزول بعدما ينهي الطفل الرضاعة.
الفوائد النفسية للرضاعة الطبيعية
- يمكن أن تشمل الفوائد النفسية للأم المرضعة ما يلي: زيادة مشاعر المودة.. الترابط مع طفلك... تقليل الضغط النفسي والاجتماعي.
- أما بالنسبة للفوائد التي تعود على الطفل، فيتضمن هذا: لا ترتبط بشدة الارتباط بين الأم والرضيع، إنما أهميتها وجديدها أنها تقلل من مستويات التوتر وتخففه لفترة تطول حتى سن البلوغ.
- بجانب انخفاض السلوكيات المزعجة أثناء الطفولة.. أداء إدراكي أفضل.. والبعد عن سلوكيات التجنب المزعجة.. انخفاض خطر الإصابة بالاكتئاب الشديد في مرحلة البلوغ.
ملاحظة من"سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.