الحزن هو شعور نفسي يكتنفنا في كثير من الحالات بعد الخسارة؛ حيث يتعامل كلُّ شخص مع الحزن بطريقة مختلفة، ويحتاج الأشخاص في كثير من الأحيان، إلى وقت لاستيعاب هذا التغيّر الدائم الذي لا رجعة فيه، والذي تسبب عنه هذا الشعور المؤلم. على أنه من الطبيعي، أن هؤلاء الأشخاص قد يجدون صعوبة في قبول الخسارة؛ خاصة إذا كانت خسارة مفاجئة، أو إذا كانت مهمة جداً للشخص. بالسياق التالي «سيدتي» التقت عزة أبوالعينين، استشاري التنمية البشرية والدعم الذاتي؛ لتخبرك عن مراحل الحزن الخمس، بالسياق التالي.
ما هو الحزن؟
تُعرّف عزة أبوالعينين الحزن على أنه عملية الشعور بالألم العاطفي، الذي يحدث لنا عندما نواجه نوعاً من الخسارة أو الفقد، أو عند التعرّض لتجربة مريرة. والحزن عامة يُعَد تجربة طبيعية وصحية، وكل البشر معرَّضون للوقوع في براثنه، عاجلاً أم آجلاً، وبمختلف مراحل الحياة. وبحكم التعريف؛ فإن التعرّض لفقدان أيّ شيء، يسبب الحزن. وشدة الحزن ومشاعره وانفعالاته وخصائصه، قد تختلف بشكل كبير؛ اعتماداً على درجة الارتباط العاطفي بالشيء المفقود، وطبيعة الخسارة نفسها، والطريقة التي تحدث بها.
حالات الحزن أو الخسارة
على الرغم من أن الحزن في أغلب أوقاته قد يكون مرتبطاً بشكل مباشر بالموت، إلا أن الخسائر المسببة للحزن، يمكن أن تكون متنوّعة للغاية، كالطلاق للبالغين، أو انفصال الوالدين، أو تغيير مكان الإقامة، أو تغيّرات في الوضع المهني، أو المرض أو الخسارة الوظيفية. أو أمور أخرى تتغير سياقاتها حسب كل شخص ومدى تفاعله مع الحياة. على أن كل هذه اللحظات لحظات من الضروري فيها مواجهة عملية الحزن، وعلى الرغم من أن مواجهة حالة الأزمة يمكن أن تنطوي على الشعور بالخسارة؛ لأنها تنطوي على كسر شيء مألوف أو فقدان ما هو معروف. إلا أننا يجب أن نقف في مواجهة موقف الأزمة، وأن نجعله فرصة للنموّ الشخصي والتغيير.
وفي سياق الحديث عن الحزن، نشير إلى مقولة بأن الموسيقى تخرجك من طور الأحزان؛ وهنا نقترح عليك قراءة هل الموسيقى الحزينة تؤثر على النفسية؟
مراحل الحزن الخمس:
تقول أبوالعينين:" هناك مراحل تحدث للإنسان في حالة الحزن، وهي تتفاوت بدرجة أكبر أو أقل، حسب كل شخص يعاني من الخسارة. وعلى الرغم من أنها يمكن أن تحدث بشكل متتابع، إلا أن هذا الأمر ليس قانوناً يتم اتباعه أو السير وفق خطاه. فوصول الشخص لأيّة مرحلة من الحزن، وعدد المراحل التي يتجاوزها، يختلف من شخص لآخر؛ حيث إن كل شخص لديه خط حياته وشخصيته وثقافته ومعتقداته وظروفه الخاصة والعوامل التي تؤثر به ومقدرته على التحمل، وبالتالي فإن الطريقة التي يتم بها تجربة الحزن والتعبير عنه، هي طريقة شخصية للغاية. نحن لا نمُر بالضرورة بهذه المراحل، ولا يجب أن تكون بترتيب خطّي."
- الإنكار.
- الغضب.
- التفاوض.
- الاكتئاب.
- الإذعان والقبول.
أولاً: الإنكار
الإنكار هو مرحلة من الحزن يُنكر فيها الشخص حدوث الخسارة على الإطلاق. يمكن أن تكون إستراتيجية وقائية، ويمكن للناس العودة إلى الإنكار في أيّة مرحلة من مراحل الحزن. يُعتبر الإنكار من أصعب مراحل الحزن؛ ففيها يكون الشخص متجنباً عملية الحزن.
ثانياً: الثورة أو الغضب
الغضب هو مرحلة من الحزن يشعر فيها الشخص بالإحباط والغضب من الخسارة، والثورة على الوضع القائم. الغضب غالباً ما يكون استجابةً طبيعية للألم والحزن. ومع ذلك، في بعض الأحيان يمكن أن يكون الغضب شكلاً من أشكال الإنكار. ولا شك أن ظروف الخسارة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على هذه المرحلة؛ فالغضب يحدث بشدة في أثر الحوادث، والوفيات العنيفة، والظلم، وما إلى ذلك.
ثالثاً: التفاوض
المساومة والتفاوض أحد أكثر مراحل الحزن شيوعاً، وعلى الرغم من أنه من الطبيعي أن تشعر بالحزن بعد الخسارة، وأنك تعلم أنه لن يتغير أيّ شيء، إلا أنك قد تلجأ في محاولة للتكيّف والتعويض؛ لعقد صفقة أو التفاوض مع قوة أعلى، إمّا لتساعدك على تغيير الوضع القائم أو تخفيفه، أو حتى عكسه، وهي طريقة يائسة وبائسة يلجأ إليها الكثيرون، كمحاولة لاستعادة السيطرة.
رابعاً: الاكتئاب
وهو أحد مراحل الحزن الصعبة، وفيها يتضح عمق الحزن ومدى الألم الذي يشعر به الشخص؛ حيث ينشأ صراع بين الشخص الحزين داخله وخارجه؛ فيقع بين شقي رحى الحزن الداخلي والخارجي؛ فيكون عالقاً يجترّ الأمر أو يفكّر به بشكل مستمر.
خامساً: الإذعان والقبول
القبول هو مرحلة من الحزن التي يتقبّل فيها الشخص الخسارة أخيراً ويتكيف مع الوضع الجديد. يمكن أن يكون القبول أيضاً مرحلة صعبة؛ ففي بعض الحالات قد لا يتم ترسيخه، وقد تكون هناك انتكاسة. الحقيقة هي أن التقبُّل يمكن أن يكون من أسهل مراحل الحزن، لكنه عملية ضرورية وصحية لمواصلة الحياة.
تؤكد عزة أبوالعينين "أن القبول لا يعني أن الشخص قد نسي الخسارة؛ بل هي محاولة منه لتقبُّل الخسارة والتأقلم مع تداعيات الوضع الجديد."
وبالسياق التالي تعرفي إلى نوع آخر من الحزن: فكيف تتعاملين مع حزن نهاية العام