هل جربتِ ذات يوم أن تعملي شيئاً ما لإسعاد شخص ما؟ هل اختبرت شعورك عندما استطعتِ أن تسعدي شخصاً ما بعمل ما؟ هل تعلمين أن إسعاد الآخرين هو أحد أفضل الطرق لإسعاد نفسك؟
تخبرنا العديد من الدراسات بأن الشعور بسعادة من حولك والمساعدة في تعزيز هذه السعادة يكفي لنشعر بتحسن كبير ورضا وسعادة بأنفسنا. بالسياق التالي "سيدتي" التقت أميرة نجيم عيسى استشاري تنمية بشرية ودعم ذاتي؛ في حديث يُخبركِ عن عدد من الطرق التي يمكن من خلالها إسعاد الآخرين.
كيف يمكننا أن نجعل شخصاً ما سعيداً؟
تقول أميرة نجيم عيسى لسيدتي: الخطوة الأولى، قبل محاولة إسعاد شخص ما، هي التحقق من سعادتنا. فهل نحن سعداء؟ إذا كان الأمر كذلك، فنحن نسير على الطريق الصحيح، ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك. فسيتعين علينا إحداث بعض التغيير لنستشعر جمال وقدرة السعادة وتأثيرها الساحر فى حياتنا، فإذا بحثنا في دواخلنا سنجد أننا قد نفرض بعض الحواجز على أنفسنا بدون داعٍ. يمكن أن نهدمها لكننا لا نريد أن نتشبث بها كجدار يحمينا من الآخرين ويمنعنا من الاقتراب من السعادة مثل:
- الاستياء: الاستياء يسبب لنا التعاسة. إن حمل الغضب على شخص ما دون مسامحته، رغم مرور الوقت، سيحولنا إلى أشخاص تعساء يعيشون المرارة ويتجرعونها بتلذلذ مؤلم.
- الإيجابية: أن تكوني إيجابياً لا يعني أن تكوني سعيدةً عندما يطلب منكِ الوضع غير ذلك. أن تكوني إيجابياً يشمل أن تكوني قادرةً على رؤية الجانب الجيد من الأشياء وأن تتعلمي الدروس وتتقدمي كشخص ناضج يمكنه مواجهة كل ما يحدث له، سواء كان جيداً أو سيئاً.
- اقلبي الأمور: من المهم أن تتأملي وتري كلا القطبين (الجيد والسيئ) لكل ما يحدث لنا. ولكن، في كثير من الأحيان، تجدين نفسك تقلقين بشأن قضايا لا تستحق ذلك وتسبب لك صداعاً غير ضروري، ومن ثمّ فلتأخذي الأمور بطريقة أكثر بساطة ولتسترخي وتجعلي الأمور تجري بمقاديرها فلن يصيبك إلا ما كتبه الله لكِ.
يمكنكِ كذلك التعرف على: مفاتيح السعادة في الحياة
طرق بسيطة لجعل شخص آخر سعيداً
تقول "أميرة": هناك العديد من الأشياء التي يمكن من خلالها إسعاد الآخرين فالأمر لا يتطلب جهداً أو معاناة، هل سألتِ نفسك مثلاً كم مرة ساعدتِ شخصاً محتاجاً؟ على سبيل المثال، تغطية شخص غريب بمظلتك في يوم ممطر. كيف شعرت؟ وما شعوره هو شخصياً؟ لقد كنت سعيدة والشخص الآخر كان سعيداً، بالإضافة إلى كونه ممتناً للغاية. والحقيقة هي أنك لم تقومي بعمل عظيم، بل كانت مجرد لفتة صغيرة وكريمة منك ولكنك سوف تتذكرينها بالتأكيد.
إلقاء التحية بابتسامة
قد تكون هذه الحقيقة البسيطة أكثر تعقيداً مما تبدو. فمن ناحية، هناك خطر التحية بابتسامة وعدم الرد على الشخص الآخر بنفس الطريقة. في هذه الحالات المصيرية، تشعرين بالانقطاع وتُصابين بالمزاج السيء بدلاً من السعادة. وهنا يأتي الجهد. حاولي ألا تدعي ذلك يؤثر عليك. لقد قمتِ بعمل صالح نابع من قلبك وقمتِ بواجبك لجعل عالم أفضل وإسعاد الآخرين، وحيث يقول الرسول الكريم "ألق التحية على من تعرف ومن لا تعرف"، فإلقاء التحية يشيع السلام والمحبة ويجلب السعادة للآخرين، خاصة لو كان مصحوباً بابتسامة رقيقة ولا تتوقف عند المشاعر السلبية إن وجدت.
الكلمة الطيبة صدقة
ابحثي عن الخير في الأشخاص من حولك وعبري عنه لفظياً. إذا كانت زميلتك في العمل ترتدي فستاناً جميلاً، فلا تخجلي وأخبريها بذلك. إنها لفتة صغيرة من شأنها أن تضيء يومها، وإذا كان جارك يركن سيارته فعبري عن سعادتك لذكاء ركنته واعلمي أن الابتسامة مفتاح يفتح كل الأبواب الموصدة.
المساعدة
المساعدة لا تعني التبرع بمبالغ كبيرة، أو الانضمام إلى منظمة غير حكومية أو الذهاب إلى الجزء الآخر من العالم لمساعدة من هم في أمس الحاجة إلينا. فهناك أنواع أخرى من المساعدة، مثل مساعدة شخص مسن على عبور الرصيف، أو زراعة شجرة، أو عدم رمي القمامة على الأرض، أو دفع سيارة شخص غريب لتشغيلها. وهذا باعث لسعادة الشخص الغريب، فهناك إمكانيات متعددة لتقديم مساعدتنا في حياتنا اليومية. المشكلة أننا لا نرى أو لا نريد أن نرى. نحن ندرك أنه لكي نساعد علينا أن نفعل أشياء عظيمة، ولكن هذا ليس هو الحال. لفتة صغيرة يمكن أن تجعلنا والآخرين سعداء.
كلمة شكراً لك
شكراً لك على كل شيء، إذا أعطوك مكاناً، إذا سمحوا لك بالمرور من الباب أولاً، إذا أوقفوك عند معبر للمشاة، إذا هناؤكِ. ليس من المؤلم أن تكوني ممتنةً للأفعال الصغيرة أو الكلمات التي يخصصونها لكِ في يومك ليوم. حتى أن تكوني ممتنة لرفقة شخص ما. هذا سيمنحنا اللطف، وسيجعلنا أشخاصاً أفضل مع ما يترتب على ذلك من حالة من السعادة.
إجادة الاستماع
نحن نحتاج جميعاً إلى أن يتم الاستماع إلينا في مرحلة ما، لذلك من الضروري أن نعرف أيضاً كيفية الاستماع. للآخرين، فمحاولة فهم المتحدث، ومعرفة كيفية وضع أنفسنا مكانه، وتقديم النصح له إذا لزم الأمر، سيجعلنا نشعر بأننا مفيدون وهذا سيسعدنا ويسعد الآخرين بلا شك.
التواصل
ليس من الضروري أن نحتاج لشيء ما أو سبب مقنع لنتصل بشخص ما ونسأله عن حاله. في الوقت الحاضر، أصبح التواصل مع الآخرين أسهل بكثير، فلماذا لا نستغل ذلك لإسعادهم؟ فمكالمة بسيطة للسؤال عن حالة الشخص الآخر، فقط لإلقاء التحية ومعرفة ما إذا كان يحتاج شيئاً ستزيد من سعادته.
الهدية
ليس من الضروري أن تكون هناك مناسبة لإعطاء شخص ما هدية، عندما تكون بالطريق وترين شيئاً يذكرك بهذا الشخص، وتشتريه له وتهاديه به ماذا سيحدث؟ ستشعرين بتأثير السحر فأنت تذكرتِ صديقك في لحظة عادية وأنت تحملين بذاكرتك ذكرى محبته واشتريتها له بالتأكيد سيشعر بالسعادة ويشعر بأهميته بالنسبة لك.
المشاركة
إذا كان لدينا شيء متبقٍ أو يمكننا مشاركته مع الآخرين، فلنفعله! ليس هناك شعور أكثر متعة من مشاركة شيء ما مع شخص يحتاج إليه.
قد ترغبين في الاستزادة من هذه النصائح لتكوني أكثر سعادة.