يمر جسم المرأة بالكثير من التغيرات أثناء الحمل، منها ما يطرأ على الثديين من حيث الشكل، والاستدارة، والمنطقة المحيطة بها، والإحساس بالثقل أو الألم في حلمة الثدي، وغيرها من التغيرات نتيجة لزيادة إفراز الهرمونات، وهناك أيضاً ما تلاحظه الحامل وهو خروج إفرازات من الثدي، وهذه الإفرازات قد تظهر قبل أسابيع من الولادة.
في هذا التقرير سنتعرف على كل ما يحيط بإفرازات الثدي، بداية من أسباب هذه الإفرازات، وهل هي طبيعية وتعد علامة صحية؟ أم أنها من الممكن ان تمثل خطورة ويستلزم الأمر استشارة الطبيب؟ ذلك وفقاً لموقع "هيلث لاين" الطبي.
إفرازات الثدي-اللبأ
ينبغي ألا تشعر الحامل بالقلق عند رؤية إفرازات الثدي خلال الحمل، أو حتى بقايا الإفرازات الجافة، فهي علامة طبيعية وصحية نتيجة استعداد الجسم لإفراز الحليب حالة الرضاعة الطبيعية.
يطلق على هذه الإفرازات التي تشاهدها الحامل خلال أشهر الحمل، والأيام التي تلي الولادة مباشرة؛ اسم اللبأ، وهو بدايات إنتاج الحليب ويتميز بكثافته العالية، ولونه الذهبي، وقد يتسرب من ثدي الحامل قبل الولادة، وقد يجف متكتلًا على الحلمات.
ويعتبر اللبأ من المغذيات الضرورية؛ لاحتوائه على الأجسام المضادة والكثير من الفيتامينات الهامة للمولود في أيامه الأولى، ودائمًا ما ينصح الأطباء بالاهتمام بأن يرضع الطفل اللبأ منذ اليوم الأول بعد الولادة؛ كونه يدعم مناعة الطفل ويساعده على مقاومة العدوى، ويمنع الإصابة باليرقان.
تسرب إفرازات الثدي قبل الولادة استعداداً للرضاعة
يبدأ إفراز هرمون البرولاكتين عند الحامل في منتصف شهور الحمل تقريبًا، وهو الهرمون المسؤول عن إنتاج الحليب، والذي يتسبب في امتلاء ثدي الأم باللبأ الغني بالبروتين؛ استعدادًا لتغذية الطفل بعد الولادة.
يفرز اللبأ أحياناً قبل موعد الولادة بأسابيع عدة، لتوفير غذاء الطفل في حال حدثت ظروف صحية أدت إلى ولادة مبكرة، رغم أن المشيمة تفرز طوال شهور الحمل هرموني الاستروجين والبروجيسترون، اللذين يمنعان تسرب الحليب، أو خروج أية إفرازات من ثدي الحامل قبل الولادة.
يحدث أحياناً خلل في توازن الهرمونات، ينتج عنه سيلان إفرازات الثدي الصفراء أثناء الحمل والتي تمثل اللبأ، ولا يدل تسرب اللبأ من ثدي الأم الحامل على غزارة إنتاج الحليب بعد الولادة، فهي مجرد قطرات بسيطة تخرج من حلمات الثدي لاضطراب الهرمونات.
يبدأ إفراز اللبأ في الثديين في الثلث الثاني من الحمل، حوالي الأسبوع 14 أو بين الأسبوع 12 و16، لكن لا تظهر الإفرازات من الثدي أثناء الحمل قبل الثلث الثالث، و قد يحدث تسرب اللبأ قبل ذلك عند بعض النساء، وقد لا يحدث إطلاقًا عند البعض الآخر، يعتمد الأمر على طبيعة جسم المرأة، ومستوى هرموناتها.
متى تصبح إفرازات ثدي الحامل من عوامل الخطر؟
لا يحتاج ظهور إفرازات من ثدي الحامل إلى طلب المشورة الطبية، إلا في حالة ظهور أعراض وعوامل خطر مثل:
- سيلان إفرازات كثيفة وليس بضع قطرات فقط.
- بقع دماء على الملابس موضع الثدي.
- تغيرات في شكل حلمة الثدي.
- ظهور قشور مستمرة على حلمات الثدي.
- تقرحات في جلد الثدي.
- احمرار الجلد والإصابة بالدمامل.
يمكن أن تعود أسباب تلك الأعراض إلى انسداد القنوات اللبنية، أو توسع قناة الثدي، وفي حالات نادرة قد تصاب النساء بسرطان الثدي أثناء الحمل، لذا يجب استشارة الطبيب عند رؤية أحد الأعراض السابقة.
ظهور الإفرازات أمر طبيعي لا يستدعى القلق أو الخجل، خاصة إذا كانت الإفرازات صافية ولونها أبيضَ، بينما إفرازات الحلمة ذات اللون الأخضر، تعد من أمراض الكيس تحت الحلمة، مثيرة للقلق لكن أسبابه حميدة.
أنواع الإفرازات ومتى تذهبين للطبيب ؟
- إفرازات الحليب؛ تحدث بسبب التوقف عن الرضاعة الطبيعية أو التحولات الهرمونية، وتحدث أيضاً قبل انقطاع الطمث.
- الورم الحليمي؛ ويحدث حالة حدوث إفرازات دموية، من قبل ورم غير سرطاني، ويمكن أن يهيج النسيج داخل قنوات الثدي، وفي حالات نادرة يمكن أن يكون الإفراز الدموي بسبب سرطان الثدي.
- إفرازات بدون لون ومن ثدي واحد فقط. يمكن أن تكون من أعراض سرطان الثدي ولا تقلقي إن كان من الثديين.
يمكنك الذهاب للطبيب إذا ترافق الإفراز مع وجود كتلة واضحة في الثدي، أو لاحظت تغيراً في حجم أو شكل الثديين، أو كان التصريف من ثدي واحد، والإفرازات ملطخة بالدم، أو كان هناك تورم تحت الإبط أو حول الترقوة.
*ملاحظة من"سيدتي" :قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.