عادة ما تذهب إلى السوبرماركات للتبضع، الذي كان وبالاً على بطلة قصتنا، والتي ذهبت كعادتها لتحضر حاجيات بيت كفيلها، لكن القدر وضع في طريقها من يبعثر لها كل أكياسها، قصة تابعتها «سيدتي نت» في مخفر الشرطة وكواليس المحكمة.
مشت المرأة بخطوات ثقيلة نحو مقاعد القضاة، وتطلعت إلى جانبها الأيمن، وبغضب وخجل وخوف واضحين، رفعت إصبعها مشيرة نحو الرجل الذي وقف داخل الحجز، وقالت: «هو الشخص الذي اغتصبني، طلبت منه التوقف لكنه رفض الاستماع واستمر بالاعتداء علي»
كانت تبكي بحرقة مغطية وجهها بكفيها، متلعثمة بالكلمات، سمعت المرأة الفلبينية تقول لقاضي محكمة دبي: « لن أسامحه أبداً. لم أتخيل نفسي أبداً أتعرض للاعتداء الجنسي أوالاغتصاب. إنه رجل مشين. لم أرد أن يلمسني».
أغير السيارة
مخاطبة محكمة دبي الجنائية كانت من خلال مترجم لغة إنجليزية، وقد تبين أن المعتدى عليها خادمة، بينما المغتصب سائق، وكلاهما من الجنسية الآسيوية ويعملان لنفس الكفيل.
أردفت الخادمة تقول أمام المحكمة: «نذهب باستمرار لشراء احتياجات عائلة كفيلنا، حيث ينتظر السائق في السيارة في حين أذهب أنا إلى السوبر ماركت وأقوم بالتسوق. كان يجب أن أشعر بنواياه القاسية والإجرامية في وقت مبكر. وفي يوم الحادث، غير الطريق المعتاد، وعندما سألته لماذا؟ زعم أنه أراد تغيير السيارة. لم أتصور أبداً أنه سيقوم بذلك».
توقفت المرأة عن الكلام، وبكت بصوت عال حين سردت تفاصيل الاعتداء. واتهمت النيابة العامة في دبي السائق البالغ من العمر 28 عاماً، باستخدام العنف البدني وممارسة العلاقة الحميمة مع الخادمة الفلبينية ضد إرادتها.
كانت الساعة الثامنة مساء في الطريق إلى المتجر لشراء السلع، فالمتهم، كما تبين من ممثلي الادعاء، استغل وجوده وحده مع الضحية في السيارة في منطقة رملية غير مأهولة وسيئة الإنارة، أوقف السيارة في منطقة بعيدة وأغلق الأبواب، وقفز إلى المقعد الخلفي وقال لها بشكل مستغرب أنه يريد ممارسة العلاقة الحميمة معها، لكنها حسب أقوالها، رفضت وقفزت إلى المقعد الأمامي. طلب منها العودة إلى المقعد الخلفي، وأوهمها أنه سيواصل القيادة إلى المتجر. تتابع الفتاة: «على الفور عدت إلى الوراء، ولكنه أمسك بي بقوة ونزع ثوبي. لم أستطع مقاومته؛ لأنه كان قوياً جداً، لم أستطع تحرير نفسي من قبضته، وتغلب علي، على الرغم من أنني طعنته مراراً بالقلم الذي كان في يدي، لكنه تمكن من الاعتداء عليّ».
وعليه طلبت النيابة من المحكمة الجنائية في دبي تنفيذ عقوبة الإعدام ضد المتهم.
لست قذرة
كانت «سيدتي نت» حاضرة في قاعة المحكمة عندما تم جلب المتهم، وأقر بأنه غير مذنب مع أنه فعلاً رافق الخادمة إلى السوبر ماركت، وهناك قام بإحكام إغلاق أبواب السيارة واعتدى عليها.
قال للقاضي: « لم أقم بالاعتدء عليها بل كانت العلاقة بالتراضي، ولم تكن تلك المرة الأولى. كان من المفترض أن أدفع لها 200 درهم ولكن عندما تجادلنا على المال، زعمت بأنني اعتديت عليها».
وردت الخادمة الآسيوية على مزاعم المدعى عليه، بحصول علاقة بينهما باستمرار بالتراضي باكية بقولها: « أنا لست امرأة قذرة أو سيئة، أنا أم لطفلين، وكلامه عن وجود علاقة بيني وبينه كذب، أحياناً كلما أوصلني إلى السوبر ماركت للقيام بالتسوق، كان يحاول التحدث معي بلطف، وكنت أطلب منه التوقف دائماً.
كان يقول لي إنني جميلة، ولكنني صممت أذنّي ورفضت محاولاته، وفي إحدى المرات قال: إني جميلة جداً ولكن طلبت منه بغضب أن يصمت، ومع ذلك لم أشتك للكفيل؛ لأنني لم أرد خلق أية مشكلة. على الرغم من اعترافه بأنه غير مذنب، أدانت المحكمة المتهم بالاعتداء، وحكم عليه بالسجن المؤبد، وسيتم ترحيله بعد انتهاء عقوبته.
لم يقاوم
وفقاً للتحقيقات الأولية، فقد استغل المتهم وجوده وحده مع الخادمة في السيارة، وأوقف بسيارته أمام مدرسة، وأقفل الأبواب وقام باغتصابها. ورد في المحاضر أن المدعى عليه لجأ إلى العنف عندما حاولت الفلبينية منعه.
لم تتمكن الخادمة من لفت انتباه أي شخص في الطرق، فوفقاً للسجلات، فإن زجاج نوافذ السيارة ملون وكانت المنطقة مهجورة. وجاء في المحاضر أن المرأة أمسكت هاتفها وأبلغت المسألة لزوجة كفيلها، الذي اتصل بالشرطة.
وشهد شرطي بأن المتهم لم يقاوم عندما ألقي القبض عليه، يقول الشرطي: « بدا هادئاً للغاية ولكن لاحظنا أن لديه جرحاً صغيراً على عنقه على الأرجح أن الخادمة تسببت به عندما طعنته بقلمها في محاولة الدفاع عن نفسها.
يبقى الحكم الابتدائي قابلاً للاستئناف.