نوبات الغضب عند الأطفال مشكلة شائعة تبدأ من سن سنة إلى 3 سنوات، وهذه النوبات تتفاوت أشكالها ما بين الصراخ والضرب أو حبس النفس، والارتماء على الأرض والتشنج، وغالباً ما يلجأ الأطفال إلى هذا السلوك لعدم استطاعتهم في ذلك العمر أن يعبروا عن مشاعرهم الغاضبة أو الرافضة بالكلمات؛ ما يسبب قلقاً وإزعاجاً كبيرين، وبتكرارها يعتقد الآباء أنهم يواجهون عقبة وعليهم معالجتها؛ حتى يشعر الطفل بالأمان.
التقرير التالي يضم مجموعة من المعلومات على الآباء التعرف إليها، وعدد من النصائح والخطوات لكيفية التعامل مع نوبات الغضب عند الأطفال بطريقة هادئة، وذلك وفقاً لموقع "Bright Side".
1- معلومات تعرفي إليها
- الأطفال مثل الكبار يغضبون، ويعترضون، ويصرخون، ولكن خبرتهم في عرض مشاعرهم وكيفية التعامل معها تكون ضعيفة؛ فالطفل من 1-3 سنوات رُبما كان يجهل أن ما يشعر به هو "غضب".
- الأطفال يغفلون ما الذي يستحق الغضب لأجله، وما الذي يُغضبهم بالأساس، وفي الكثير من الأحيان لا يتعامل الأهل مع غضب الطفل بطريقة صحية.
- في حال بكى الطفل أو غضب وكان سبب الغضب معروفاً ومفهوماً؛ اتركوه لفترة ولكن لا تتجاهلوه، وبمجرد أن يهدأ، يجب أن يُناقَش وأن يفهم أن تصرفه خاطئ، بشرط ألَّا يكون الأهل سبب الغضب.
- في حال أبدى الطفل غضباً أمام الناس؛ فمن واجب الأهل هُنا أن يؤكدوا للمحيطين عدم التعامل مع الطفل في أثناء نوبة غضبه، وأنهم -أهله- أكفأ في التعامل معه.
- في بعض الأحيان قد يرتكب الآباء أخطاء تزيد من تأزُّم وعي الطفل بمشاعره وكيفية التعامل معها؛ فأغلب ما يتشرَّبه الطفل في صغره يبقى عالقاً، بصورة أو بأخرى، معه حتى كِبَره.
- للعلم: تفهُّم الطفل لمشاعره والتكيف معها، والتعبير عنها بشكل صحي؛ يُعتبر لبنة الأساس في تأسيس الذكاء الاجتماعي الذي سيلعب دوراً مهماً في حياته الاجتماعية وعلاقاته مع الغير.
عبارات تهدئ الطفل الغاضب جربي استخدامها
2- الدوافع النفسية المُحفزة لغضب الطفل
- النشرات الإخبارية والعنف الذي تُذاع صوره في كل الوسائط، ألعاب الفيديو، الإنترنت، الأفلام، وحتى كلمات الأغاني؛ جميعها تُنتج أطفالاً يرون الغضب والعُنف طريقهم الوحيد لحل المشكلات.
- الحرمان من أحد الوالدين لسبب ما، وكثرة الوعود غير الموفَى بها، والمقارنة السلبية، والشجار الزوجي المستمر بين الوالدين؛ جميعها أسباب تجعل من الغضب ضيفاً ملازماً للطفل، وأمراً اعتيادياً في نظر الطفل.
- الحرمان قد يكون نفسياً أو مادياً، والطفل سيؤثر فيه أن يكون مُشبعاً عاطفياً ومحروماً مادياً، أو العكس؛ فمن الضروري الموازنة والتعزيز بتساوٍ معقول بين جانبَيْ هذه المعادلة.
- المقارنة السلبية بين الإخوة أو الأقارب، أمور ستجعل الحقد والغضب والكبت أموراً موجودة بشكل مستمر؛ لأن الطرف المقارن به موجود بشكل مستمر في بيئة الطفل.
- مشاعر الغضب لا تجتاح الطفل من 1-3 سنوات فقط، إنما يمتد ليشمل كل الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عشر سنوات، مع اختلاف بطبيعة الحال في طريقة التعبير عنه، مثل قدوم مولود جديد.
كيف تربين أطفالاً سعداء بعد الطلاق؟
3- قواعد تربوية لمعالجة نوبات الغضب
- ضرورة التنسيق بين كلمتَي الأم والأب، والاتفاق على أن الوالدين لا يتناقضان في التعامل مع الطفل؛ فالحرمان متفق عليه من كليهما، والعطاء كذلك.
- التناقض، أن يكون الأب متساهلاً في موقف ما والأم العكس، أو التذبذب في القرارات الصادرة في حق الطفل؛ هذا كفيل بأن يجعل بيئة الطفل تتصف بطابع غير واضح القوانين.
- توضيح سبب منع أو منح الطفل التعزيز المتفق عليه، والتحدث مع الطفل بشكل مباشر وبكلمات تحمل فكرة واحدة للطفل، ويُطلب منه إعادة ما فهمه؛ فهذا يُسهِّل فهم شخصيته والتعامل معه، مع عدم التراجع عن الاتفاق معه.
- على الوالدين السعي الدؤوب لعدم التراجع عن القرارات بسبب صراخ الطفل أو غضبه، وإلَّا فسيتعلَّم أنه كلما أراد شيئاً؛ فالسبيل هو الصراخ، مع مكافأة الطفل كلما أبدى التزاماً، وتوضيح سبب المكافأة أو التعزيز.
4- خطوات التعامل من نوبات غضب الطفل
اسمحي له بإخراج نوبات غضبه
خطأ كبير في أسلوب التربية، أيتها الأم، أن تقابلي غضب طفلك وصياحه أو محاولة ارتطام جسده بالأرض بالصراخ في وجه الطفل؛ فهي ليست طريقة مجدية، ومن الأفضل السماح له بإخراج هذه النوبات عن طريق الصراخ والبكاء إلى أن يهدأ الطفل تماماً ويشعر بتحسن، ويمكنك بعدها أن تجري مناقشة بهدوء معه حول سبب غضبه.
قومي بتغيير مكانه
يلجأ الأطفال في نوبات غضبهم إلى الصراخ والضرب أو العض أو رمي الأشياء، هنا ومن الفور عليكِ أن تخرجي الطفل من هذه الحالة، عن طريق نقله إلى مكان هادئ، والتحدث معه بطريقة هادئة، وتعرفيه بأن هذا السلوك خطاً ولا يكرره مرة أخرى.
خذيه لمكان آخر للاسترخاء
في حالة نوبات الغضب يمكنك تخصيص مكان للاسترخاء لطفلك، وإحضار الألعاب التي يحبها والأشياء التي يفضلها، وإذا كانت لديه هواية يمكنك أن تشاركيه اللعب لتنميتها بفكر جديد؛ فيصرف انتباهه عن تلك النوبات ويصبح هادئاً.
قدمي بديلاً لتهدئته
في بعض الأحيان يصرخ الطفل لرغبته في القيام بفعل أشياء قد تكون خطيرة، لكنه لا يعلم بمدى خطورتها، في هذه الحالة يمكنك اقتراح عمل بديل مشابه له وإقناعه به؛ حتى لا يشعر أنك تمنعيه من الشيء الذي يريد أن يفعله.
أعطي طفلك تحذير مسبقاً
عندما تأمرين الطفل بإنهاء اللعب والذهاب إلى النوم على سبيل المثال بشكل مفاجئ، قد ينزعج الطفل؛ لأنه ليس على دراية كافية بالوقت، لذلك يمكنك على سبيل المثال إخباره بأنك ستعطين له الفرصة في لعب جولتين إضافيتين وبعد ذلك سنغادر للنوم، هذا السلوك سيجعله يتفهم ويحترمك كثيراً.
خذي ما يقوله طفلك ويفعله بهدوء
من العبارات الشائعة في حالة نوبات الغضب عند الأطفال هي عبارة "أنا أكرهك"، في هذه الحالة تمسكي بهدوئك، ولا تأخذي الأمر بشكل شخصي ولا تصدقي أنه يكرهك فعلاً، ولا تبادليه صراخاً بصراخ؛ لأنه لا يتفهم ما يقوله، في حين قد تكون إحدى الطرق للتعبير عن غضبه، ومن الأفعال الصحيحة؛ أن تتجاهلي ذلك السلوك ولا تجعليه يثير غضبك.
لا تتركيه يتمادى.. شكل الغضب وفقاً لعمره
من الطبيعي أن يبكي الطفل إن كان جائعاً أو يُريد دخول الحمام، ولكن ليس من الطبيعي أن نجد الطفل البالغ من العمر سبع سنوات يُصاحب نوبات غضبه بتحطيم الزجاج مثلاً، أو التلفظ بالشتائم المُلازمة للصراخ، ومن الطبيعي أن يغضب الطفل ذو السنوات الخمس إن ابتعدت أمه عنه، ولكن ليس من الطبيعي أن يبكي ويغضب ويفتقد معلمته في منتصف الليل.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.