نور صقال، مُصمّمة لبنانية مُقيمة في الكويت؛ درست هندسة العمارة في بيروت وبرشلونة وافتتحت مع شقيقتها ميساء "استديو" للتصميم الداخلي، مع تولي مشاريع سكنية وتجارية في أماكن عدة من العالم. إضافة إلى ذلك، المُصمّمة نور مشغوفة باكسسوارات المنزل وبالأزهار الطبيعية وبكل ما يتعلق بالـ"لايف ستايل".
في الحوار الآتي نصه، تتحدّث المُصمّمة إلى "سيدتي" عن اكسسوارات المنزل الدارجة أخيرًا وعن السبب المسؤول عن كبر أحجام الأخيرة وحتى ضخامتها وعن أعمالها. والأخيرة لا تخلو من إبداع، تُغذّي العين وتروي القصص وتُعبّر عن جماليات التصميم ومصادر إلهام منوعة، مع العودة على الدوام إلى ذكريات الطفولة.
شغف باكسسوارات المنزل
إضافة إلى شراكتكِ مع أختكِ في مجال التصميم الداخلي والهندسة المعمارية للمشاريع السكنية والتجارية وتصميم المنتجات، لديكِ شغف خاص باكسسوارات المنزل. أخبري القراء عن هذه القطع؛ ماذا تعني لكِ وما أهمّية حضورها في المنزل؟
أعشق اكسسوارات المنزل؛ على سبيل المثال، أشتري أعدادًا هائلة من أكواب المياه الزجاج، لأنّي أُقدّر شفافيّة المادة والتصميم وما إلى ذلك. في العموم، يُمكن أن يُحدث اختيار اكسسوارات المنزل المُناسبة فرقًا كبيرًا، في إطار منح المساحات الداخلية، طابعًا فريدًا وعكس ذوق المالك وشخصيّته. هكذا، تكتسب اكسسوارات المنزل تأثيرًا أقوى في التصميم الداخلي، في الآونة الأخيرة.
اتجاه إلى الاكسسوارات كبيرة الحجم
من الواضح أن أحجام اكسسوارات المنزل أصبحت أخيرًا كبيرة وحتى ضخمة؛ هل هناك تفسير لذلك؟
أعتقد أن هذا الاتجاه يأتي نتيجة للتصميم المعاصر، الذي يحظى بشعبية كبيرة، في الآونة الأخيرة. مع التصميم المعاصر، يتعلّق الأمر دائمًا بالنسبة المناسبة من كل عنصر موظف في المساحة، بما في ذلك قطع الأثاث والمواد واكسسوارات المنزل، أيضًا. أودّ أن أقول إن هذا هو السبب المسؤول عن اختيار الناس قطعًا أكبر، لأنها تُكمّل الأساليب المُعاصرة والبسيطة أكثر، مُقارنة بالقطع صغيرة الحجم. هناك أيضًا نقطة يجب تسليط الضوء عليها، مُتعلّقة بمقاطع الفيديو الرائجة للتصميم الداخلي وتنسيق الرفوف، على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ تُركّز غالبيتها على اختيار قطع أقل ولكن أكبر من شأنها أن تُعطي انطباعًا بالرفاهية.
صعود الإكسسوارات المصنوعة يدويًّا
ماذا عن الاهتمام المُستجدّ بالاكسسوارات المصنوعة يدويًّا؟ وماذا عن المواد الشائعة المستخدمة في صنع هذه القطع؟
يرجع الاهتمام المستجد بالصناعة اليدوية الذي يزداد أو نهضة كل ما هو خام وطبيعي، بتعبير آخر، إلى إعادة الناس اكتشاف قيمة الصنع اليدوي وتفرّده. من ناحية، يُريد الناس الحصول على قطع فريدة لا يملكها أحد غيرهم، وذلك في رد فعل على الإفراط في عرض الإنتاج الضخم لوقت طويل. ومن ناحية أخرى، هم بدؤوا أخيرًا يقدّرون الجمال المتأصل في صنع الإنسان وحتى في عيوبه. تشمل المواد المستخدمة في الاكسسوارات يدوية الصنع، الزجاج والقش والخيزران والمعادن المذابة وما إلى ذلك. أود أن أقول إن أي مادة قابلة للدمج والتشكيل، بصورة يدويّة، بحيث يمكنها أن تخلق نتيجة فريدة في كل مرة.
شخصيات مرحة
ما رأيك في الاكسسوارات الشائعة في الأسواق التي تجسّد شخصيات كرتونية أو شخصيات أخرى مرحة؟
أعتقد أنها مُمتعة، إلا أنّي لا أحبذ الأمر، عندما يضع الناس في منازلهم، هذا النوع من الاكسسوارات، من دون أن يُعبّروا عن رابط مُعيّن بها أو بجمالياتها. لسوء الحظ، أصبح هذا النوع من الاكسسوارات بمثابة الحل السريع لجعل المنزل يبدو عصريًّا، وهو ما أقف ضده. أرى أن المنزل يجب أن يُمثّل صاحبه ويُعبّر عن تفرّده، بعيدًا عن النهج القائل "مقاس واحد يناسب الجميع". لهذا السبب، نأخذ الوقت الكافي ونعمل بجدية مع العملاء، في مشاريعنا، لاكتشاف ما يحبونه وما يجعلهم مميزين وكيف يعيشون وكيف ندمج ذلك في التصاميم النهائية.
إبداعات يدوية
حدّثينا عن اكسسوارات المنزل، التي صنعتها أخيرًا؛ لنواحي المواد والأشكال ومصادر الاستلهام؟
كانت آخر إكسسوارات منزلية صنعتها تحت مظلة استوديو التصميم الخاص بأختي وبي (Saccal Design House):
- أوعية مصنوعة من الزجاج المنفوخ مستوحاة من أشكل الجبال والوديان. في المجموعة أيضًا، حاملات شموع بألوان الباستيل والنيون، التي يمكن أن تضيف عنصرًا لافتًا للنظر إلى المنزل، خصوصًا لعشاق الألوان الجريئة.
- مبخرة من حجر ترافرتين مستوحاة من الأشكال القديمة للأوعية والكؤوس، التي تشبه التماثيل، عندما لا تستخدم. بالتالي، ستكون إضافة رائعة كـ "قطعة" كلاسيكية في المنزل.
- مزهرية مصنوعة من الألومنيوم والزجاج المنفوخ بأنماط مختلفة، مصممة بألوان عدة لإلهام هواة تنسيق الأزهار، التي أعشق حضورها في المنزل.
بين الألوان الجريئة والتصاميم الفريدة
هل تُفضّلين أن تكون الاكسسوارات ذات ألوان جريئة أم تُركّزين على الأشكال والتصاميم؟
في العادة، أُُفضّل أن تكون الاكسسوارات ذات ألوان مُحايدة، لأنّي أعتقد أن مالكها لن يشعر بالملل منها، بسهولة. لكن، في الآونة الأخيرة، أُُقدّر أيضًا الإكسسوارات ذات الألوان الجريئة، وذلك لأنها تُضفي تلك اللمسة الإضافية على المنزل والشعور النابض بالحيوية، خصوصًا عندما تتغير المواسم، أحب تحريك الأشياء وتغيير مواضعها. تظهر الألوان الزاهية في الربيع والصيف، بينما في الخريف أُُفضّل الألوان الأكثر تقلّبًا والألوان الخشبية.
باقات من الزنبق في عيد الأضحى
في عيد الأضحى المبارك، تُزين المنازل باكسسوارات خاصة بالمناسبة، لا سيما الصالونات؛ ما هو الاتجاه في هذا الصدد، من حيث الألوان والأفكار؟
الاتجاه العام في الوقت الحاضر هو الزينة بالأزهار البرية واستخدام الفواكه أو الخضروات غير المتوقعة في الترتيب. هذه الفكرة في محلّها، في الوقت الحاضر، ويُمكن أن تقود إلى نتائج غير مُتوقعة، ولكنّها جميلة، حيث قمت بتجربة الطماطم والزيتون وما إلى ذلك.
مع ذلك، إن ما كان فريدًا في عيد الأضحى ولا يزال هو استخدام الزنبق أو الليليوم لرائحتهما الجميلة، بشكل خاص. منذ طفولتي وحتى اليوم، كنا نشتري باقات الزنبق ونأخذها كهدية عند زيارة الأقارب. كلما كنت أدخل منزل أمي أو جدتي، أُستقبل برائحة أزهار الزنبق.
لخلق شيء فريد في عيد الأضحى، أتخيل باقات من الزنبق أو الليليوم مع الأزهار الجبلية المنتشرة في أنحاء المنزل، ما يخلق متعة بصرية وشمية.