لا يعد ألم الذراع بشكل عام علامة على وجود مشكلة خطيرة لدى الأطفال، خاصة عندما يكون خفيفاً وينشأ تدريجياً، وفي معظم الحالات يكون مرتبطاً بتغيرات في العضلات أو الأوتار بسبب الإفراط في ممارسة الرياضة أو بعض الإصابات أو طفرات النمو التي قد يمر بها بعض الأطفال.
لتحديد سبب الألم، من المهم ملاحظة متى يبدأ، وما إذا كان يتحسن أو يتفاقم مع الراحة.
وفقاً لموقع "بولد سكاي"، إذا كان الألم شديداً، أو ظهر فجأة، أو كان مصحوباً بأعراض أخرى أكثر خطورة لدى الطفل، مثل الدوخة أو صعوبة التنفس، فمن المهم الذهاب إلى المستشفى أو استشارة الطبيب. فيما يلي الأسباب الرئيسية للألم في الذراع عند الأطفال، ومتى يجب اصطحاب الطفل إلى الطبيب؟
إجهاد العضلات
يصاب الطفل بالشد العضلي عادةً بعد السقوط أو التعرض لضربة قوية أو ممارسته التمارين الرياضية المفرطة، فقد تكون الذراع منتفخة قليلاً، خاصة عند تحريكها، وخلال الـ 48 ساعة الأولى، وقد يكون من المفيد وضع كمادات باردة على المنطقة المؤلمة لدى الطفل، لمدة 20 دقيقة، مرة أو مرتين يومياً. وقد يكون من المفيد أيضاً استخدام مرهم مضاد للالتهابات.
تعرفي إلى المزيد حول علامات الخطر بعد وقوع الطفل على رأسه
التهاب الأوتار
يمكن أن يكون الألم في الذراع أيضاً علامة على التهاب الأوتار، وهي حالة تؤثر بشكل رئيسي على الأطفال الذين يمارسون رياضة أو هواية، ويجب القيام برفع أذرعهم عدة مرات في اليوم أو أداء حركات متكررة؛ مثل الرسم ولعبة كرة السلة أو كرة الطائرة أو العزف على بعض أنواع الآلات الموسيقية.
يعد وضع الكمادات الباردة مع الثلج المجروش خياراً جيداً لتخفيف الألم لدى الطفل، ويعد العلاج الطبيعي أيضاً خياراً جيداً، وقد يستمر لأكثر من شهر واحد.
نوبة الهلع أو القلق
خلال نوبة الهلع أو القلق، قد تظهر أعراض لدى الطفل؛ مثل خفقان القلب وألم الصدر والشعور بالحرارة والتعرق وضيق التنفس وإحساس غريب في الذراع. بالإضافة إلى ذلك، أثناء نوبة الهلع، قد يواجه الطفل صعوبة في مغادرة المنزل، وتجنب الاتصال بالأشخاص الآخرين، ويفضل البقاء بمفرده في الغرفة، لذلك من المهم أن تساعدي طفلك على التنفس بعمق، وأن يظل هادئاً، والقيام ببعض الأنشطة المحببة للطفل.
خلع الكتف
عندما يكون هناك ألم شديد في الكتف يمتد إلى أسفل الذراع، فقد يكون ذلك علامة على خلع الكتف، والذي يحدث عندما يتحرك العظم من مكانه الطبيعي في مفصل الكتف.
يعد هذا النوع من الإصابة هو الأكثر شيوعاً لدى الأطفال الذين يمارسون الألعاب الرياضية، مثل السباحة أو كرة السلة، ولكنه يمكن أن يحدث أيضاً بعد وقوع حادث أو عند رفع الطفل لجسم ثقيل بشكل غير صحيح.
يعد من المهم استشارة الطبيب؛ حتى يتم إعادة الذراع إلى مكانها الطبيعي، وفي تلك الحالات، يمكن أن يؤدي أخذ الطفل لحمام دافئ ووضع مراهم على الكتف والذراع إلى تخفيف الألم.
كسر العظم
يسبب الكسر ألماً شديداً، وقد تلاحظ الأم تورماً وتشوهاً في مكان الكسر وصعوبة في تحريك الطفل لذراعه مع الإصابة ببعض كدمات، وإحساساً بالتنميل والوخز في الذراع.
في حالة حدوث كسر، يجب على الأم مراجعة الطبيب لإجراء تقييم بالأشعة السينية للطفل وقد يشمل العلاج تثبيت الذراع بالجبيرة، واستخدام مسكنات الألم ومضادات الالتهاب، وفي بعض الحالات جلسات العلاج الطبيعي.
نوبة قلبية
يمكن أن يكون الألم في الذراع أيضاً علامة على الإصابة بنوبة قلبية، ومن الشائع أن ينتشر الألم الذي يبدأ في الصدر إلى أسفل الذراع، مما يسبب الشعور بالثقل والوخز، خاصة في الذراع اليسرى.
بالإضافة إلى ذلك، تترافق النوبة القلبية مع بعض الأعراض؛ مثل الشعور بضيق في الصدر وعسر الهضم وعدم الراحة في الحلق.
لا يزال سبب إصابة الأطفال بالنوبة القلبية غير معروفاً للأطباء، لكنهم يرجحون أن تكون ناتجة عن عوامل مثل تضخم عضلة القلب أو تشوهات الشريان التاجي أو ارتفاع الكوليسترول، حيث يولد بعض الأطفال وهم يعانون من ارتفاع وراثي في مستويات الكوليسترول، مما يتسبب في انسداد الشريان التاجي المغذي للقلب، أو التهاب عضلة القلب، والذي يحدث عندما يتسبب الجهاز المناعي في تلف عضلة القلب، ويجب عند الشك في إصابة طفلك بنوبة قلبية الذهاب إلى غرفة الطوارئ في أسرع وقت ممكن.
هشاشة العظام
عندما يبدو الألم في الذراعين متمركزاً في العظام ويصاحبه ألم في مناطق أخرى من الجسم، مثل الساقين، فقد يكون ذلك علامة على إصابة الطفل بهشاشة العظام.
يمكن أن يظهر هذا النوع من الألم حتى أثناء الراحة، وقد تتعدد أسباب هشاشة العظام عند الأطفال، فيمكن أن تحدث بشكل شائع نتيجة لبعض الحالات المرضية، أو بعض العادات غير الصحية، أو نتيجة لتناول بعض الأدوية، ونادراً ما تحدث دون أسباب واضحة، وتعرف حينها بهشاشة العظام مجهولة السبب.
يمكن علاج هشاشة العظام عن طريق اتباع تعليمات الطبيب، الذي قد يصف بعض الأدوية لتقوية العظام، بالإضافة إلى ممارسة العلاج الطبيعي والنشاط البدني بانتظام وتغيير النظام الغذائي للطفل، والذي يجب أن يشمل الأطعمة الغنية بالكالسيوم. في بعض الحالات، قد يكون استخدام مكملات الكالسيوم وفيتامين د ضرورياً أيضاً.
قد يهمكِ الاطلاع على 7 خطوات لتحمي طفلك من الإصابة بهشاشة العظام
التهاب المفاصل
يعد التهاب المفاصل أحد الأسباب الأكثر شيوعاً لألم الذراع عند الأطفال، وهو مرض مناعي ينتج عن مهاجمة الجهاز المناعي لأنسجة المفاصل عن طريق الخطأ، مما يؤدي إلى حدوث التهاب، لا يوجد سبب محدد لحدوثه حتى الآن، لكن قد تلعب العوامل الوراثية، أو التعرض لفيروس أو بكتيريا دوراً في الإصابة. يمكن أن يستمر هذا النوع من الألم لعدة ساعات وقد يكون هناك شعور بالحصى في المفصل أو النقر أثناء الحركات.
يتم علاج التهاب المفاصل باستخدام الأدوية المسكنة للألم، والتي يجب أن يصفها الطبيب وجلسات العلاج الطبيعي؛ لتحسين حركة المفاصل لدى الطفل.
متى تذهبين بالطفل إلى الطبيب؟
على الرغم من أن ألم الذراع في معظم الحالات لا يعد علامة على وجود مشكلة صحية خطيرة لدى الطفل، إلا أنه من المهم الذهاب إلى المستشفى في الحالات التالية:
- الاشتباه في الإصابة بنوبة قلبية.
- ألم في الذراع فجأة.
- الألم يزداد سوءاً مع بذل الجهد.
- ملاحظة بعض التشوه في الذراع.
- ألم يزداد سوءاً مع مرور الوقت حتى أثناء الراحة.
- إذا كانت هناك حمى أيضاً، فمن الممكن أن يكون الألم في الذراع ناتجاً عن عدوى، لذلك من الضروري إجراء اختبارات في المستشفى لتحديد السبب والبدء في العلاج الأنسب.
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ استشارة طبيب متخصص.
.