ما هو الحمل الهاجر وما هي أسبابه وأعراضه ونسبة نجاحه؟

صورة لحامل تتألم
حامل تعاني من آلام الحمل الهاجر

يعد الحمل الهاجر، أو ما يطلق عليه الحمل خارج الرحم، إحدى الحالات التي تلتصق فيها البويضة المخصبة في مكان ما خارج جوف الرحم، وتبلغ نسبة انتشار هذا الحمل حوالي 1 من كل 50 من مجموع حالات الحمل، وهو من الحالات الطبية الطارئة التي إذا لم تُعالج قد تكون مهددة لحياة الأم.
بالتقرير التالي، نتعرف إلى معنى الحمل الهاجر، وأسبابه، وما هي أعراضه؟ وما مضاعفاته؟ وكيف يكون التعامل معه؟
تلتقي "سيدتي" مع الدكتور مروان أحمد السيد، أستاذ النساء والتوليد، الذي يقوم بشرح التفاصيل، ودور الحامل في التعامل مع هذا النوع من الحمل.

ما هو الحمل الهاجر؟

حامل تشعر بالتعب بسبب الحمل الهاجر

في حالة الحمل الهاجر، خارج الرحم، لا تلتصق البويضة المخصبة بالرحم، بدلاً من ذلك تزرع بقناة فالوب، أو تجويف البطن، أو عنق الرحم، أو المبيض، ولا تستطيع البويضة المخصبة البقاء على قيد الحياة خارج الرحم، لذا فإن حالات الحمل خارج الرحم لا تكتمل.
ولأن قناة فالوب لن تستوعب نمو الجنين، ولا يمكن أن تتمدد مثل الرحم، لذا فقد يتسبب نمو الحمل في هذه الحالة في تمزق قناة فالوب، الأمر الذي قد يتسبب بدوره في نزيف داخلي كبير ويهدد حياة الأم، وقد يصل الأمر في بعض الحالات النادرة إلى استئصال الرحم.
وعادةً ما يُشخص الحمل خارج الرحم بعد مرور أربعة إلى ستة أسابيع من الحمل، وفي بعض الحالات في الأسبوع الثامن من الحمل، عن طريق فحوص الحمل التقليدية.
الحمل الهاجر يعني وجود (المضغة) خارج الرحم، و(المضغة) توجد في أماكن عدة، مثل:

  • قناة فالوب (95%).
  • على المبيض (1-2%).
  • عنق الرحم (1-2%) ويعد من أخطر الأنواع.
  • تجويف البطن 1(1-2%).

وفي هذه الحالة فإن البويضة الملقحة تنقسم وتكوّن الجنين وتعشش في تجويف البطن، ويكبر الجنين ويتغذى عبر الأوعية الدموية المغذية للغشاء الدهني المحيط بالأمعاء، وهذه الحالة تعد من أخطر أنواع الحمل.

أسباب الحمل الهاجر

علمياً لا يوجد سبب واضح يوضح لماذا يحدث الحمل الهاجر -خارج الرحم- ولكن توجد عوامل مثل:

  • عمر الأم أكبر من 35 عاماً.
  • الإصابة بمرض التهاب الحوض، أو إجراء عمليات في منطقة الحوض.
  • علاجات الخصوبة مثل طفل الأنابيب.
  • تاريخ من التهاب قناتي فالوب أو وجود تشوهات خلقية فيها.
  • الإجهاض المتعدد.
  • تاريخ سابق من الحمل خارج الرحم.
  • حدوث حمل مع وجود لولب.
  • جراحة ربط الأنابيب.
  • تدخين المرأة يزيد خطر الحمل خارج الرحم.
  • التهابات نسائية والتهابات حوضية لم يتم علاجها بشكل جيد.
  • وجود كتل داخل الحوض تضغط على أنبوب فالوب، مما يعيق حركة البويضة الملقحة ويؤدي لانحشارها في الأنبوب.

الحامض للحامل.. هل تهدد أضراره بالإجهاض؟

أعراض الحمل الهاجر

حامل تتريض لتخفف من تعب الحمل
  • النّزيف أحدّ أعراض الحمل الهاجر، المعروف طبيّاً بمصطلح الحمل خارج الرحم، وهذا النّوع من النّزيف مُختلف عن النّزيف المُرتبط بالدورة الشهريّة.

  • يبدأ النّزيف ويتوقّف، وقد يكون لونه أحمر فاتحاً أو غامقاً، وقد تعتقد بعض السّيدات أنّه مُرتبط بالطّمث، وهذا يحول دون إدراكهنّ لوجود الحمل.

  • الشعور بألم من نهاية الكتِف وحتى بدء الذراعين، ويحدث في العادة عند الاستلقاء، وقد يُشير ذلك إلى أنّ الحمل خارج الرحم يُسبّب نزيفاً داخليّاً؛ ينتُج عنه تهيّج العصب الحجابي، ويترتب عليه شعور بألم في لوح الكتف.

  • ألم بالبطن تحديداً في جانبٍ واحد من أسفل البطن، ويُشار إلى أنّ الألم قد يكون مستمراً أو مُتقطّعاً، وقد يتطوّر بشكلٍ تدريجيّ أو مُفاجئ.

  • المُعاناة من الألم أثناء التبوّل أو التبرّز، وقد تُعاني نساء أخريات من الإسهال، ما يعني احتمالية حدوث بعض التغييرات على أنماط المثانة والأمعاء خلال فترة الحمل.

أعراض أخرى تُصاحب الحمل الهاجر:

  • ألم بالثدي عند لمسه أو غياب الدورة الشهرية؛ وهي بعض أعراض الحمل الطبيعي.

  • ألم في البطن في منطقة الحوض، ويتركز في أحد الطرفين، اليمين أو اليسار.

  • الغثيان والتقيؤ المُصاحبين للشعور بالألم، تشنّجات حادة بالبطن.

  • ألم في جانب واحد من الجسم، الدوخة أو الضعف، ألم الرقبة أو المستقيم.

  • نزيف خفيف وألم الحوض. غالباً ما تكون العلامات التحذيرية الأولى للحمل خارج الرحم هي:

  • آلام بالكتف، أو رغبة في التبرُّز، حالة تسرب الدم من قناة فالوب.

نصائح لسرعة التعافي والشفاء بعد انتهاء الحمل، والتي تشمل:

رؤية الطبيب بانتظام يطمئن الحامل على حملها

العناية بشق الجراحة في حالة إجرائها: عن طريق تنظيفه والتحقق من عدم وجود علامات العدوى، مثل النزيف، أو الإفرازات الصديدية، والاحمرار والالتهاب، والتورم، وغيرها، إضافة لعدم رفع أشياء ثقيلة، شرب كثير من السوائل للوقاية من الإمساك.

تغيير الفوط الصحية بانتظام: سيستمر نزول دم أو بقايا الأنسجة أو بعض التكتلات الدموية لستة أسابيع تقريباً بعد انتهاء الحمل، مع الالتزام بالراحة قدر الإمكان في الأسبوع الأول بعد الجراحة، ثم زيادة النشاط بشكل تدريجي في الأسابيع التالية.
رؤية الطبيب بانتظام: سواء استُخدمت الأدوية أو الجراحة لعلاج حمل خارج الرحم، فيجب رؤية الطبيب بعدها بانتظام وفحص مستوى هرمون الحمل للتأكد من انخفاضه وعودة الأمور لطبيعتها.

وجوب مراجعة الطبيب

ويجب التعامل مع الحمل الهاجر بسرعة، لأنه قد يؤدي إلى استئصال الرحم أو الوفاة نتيجة النزف، والجنين من هذا النوع من الحمل لا يكون قابلاً للحياة إلا في حالة واحدة؛ وهي أن يكون الحمل خارج الرحم، ولكن داخل البطن، وعندها تتم الولادة بعملية قيصرية.

طرق العلاج

على الحامل أن تراجع الطبيب مباشرة عند معرفة أنها حامل؛ حتى يتأكد من أنه طبيعي، وفي حال حدوثه خارج الرحم يتم التعامل معه مبكراً.

العلاج نوعان:

جراحي أو دوائي، حسب المرحلة التي تم فيها اكتشاف الحمل خارج الرحم، لذلك كلما تم الاكتشاف مبكراً، كان أفضل.
العلاج الجراحي، قد يتم شق أنبوب فالوب وإزالة المضغة منه، وتركه ليلتئم في بعض الحالات، أما إذا كان الأنبوب متضخماً أو متمزقاً؛ فيجب استئصال أنبوب فالوب بالكامل.
العلاج الدوائي: يتم إعطاء الحامل إبرة قاتلة لخلايا الأجنة، وبعد أن يموت الجنين؛ يقوم جسم الحامل بامتصاصه.
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.