عادات النوم الصحية للأطفال ترتبط بنموهم السليم: 11 خطوة للتطبيق

صورة لطفل نائم
النوم يمد الطفل بالصحة والطاقة اللازمة للنمو

اعتاد معظم الآباء والأمهات بالدرجة الأولى التركيز على ما يقدمونه من الطعام والشراب للطفل، فيختارون الأفضل والأكثر فائدة، ويغفلون أن النوم هو مصدر أساسي لطاقة الطفل رضيعاً كان أو بالغاً؛ إذ يمد الجسم والعقل بالطاقة والصحة التي يحتاجها للنمو والتفاعل مع الآخرين، ولهذا عليهم الاهتمام به أيضاً ووضع الضوابط من أجل تنظيمه.
ومع تطور حياة الطفل، وكثرة أنشطته وحركته، تمتلئ ساعات يومه، ويمكن أن تنخفض مدة وجودة نومه عموماً، مما يستدعي التركيز على تأسيس عادات النوم الصحية للطفل، ويتم ذلك قبل بلوغ الطفل سن الثالثة، لتصبح ثابتة كالنقش على الحجر، وتمتد معه حتى الكبر.
عن هذه القضية، يتحدث الدكتور إبراهيم شكري، استشاري طب الأطفال، الذي يضع الحلول والضوابط من واقع الحالات التي يتابعها بالعيادة.

ساعات نوم الأطفال حسب العمر

أم تحمل طفلها الرضيع

نوم الأطفال الرضع منذ الولادة:

يحتاج الطفل خلال الأسابيع الستة الأولى من عمره إلى 15-18 ساعة من النوم يومياً، تتضمن 3-5 قيلولات، تستمر القيلولة مدة 15 دقيقة إلى 3 ساعات، مع استيقاظ الطفل لمدة 30-60 دقيقة بينها، ويفضل أن يكون النوم ليلاً بين الساعة التاسعة والنصف وحتى الساعة الحادية عشرة، ويتوقع أن يستمر لمدة 2-4 ساعات.

خطوات اتبعيها من أجل نوم أفضل

نوم الأطفال الرضع في الشهرين الثاني والثالث:

مع حلول الشهر الثاني وحتى نهاية الشهر الثالث، يبدأ الطفل بالاستيقاظ لفترات أطول قليلاً، حيث يحتاج في هذه المرحلة إلى 14-16 ساعة من النوم يومياً.
تتضمن 3-4 قيلولات، تستمر الواحدة منها مدة 30 دقيقة إلى 3 ساعات، مع استيقاظ الطفل لمدة 45 دقيقة إلى ساعتين بينها، يفضل أن يبدأ النوم للرضع ليلاً بين الساعة 8-10، ومن المتوقع أن يستمر لمدة 3-6 ساعات.

نوم الأطفال الرضع من عمر 4 حتى 6 أشهر:

يمكن ملاحظة تغير وقت النوم للأطفال في هذه المرحلة، ويحدث ذلك نتيجة حدوث تغيرات في دورة النوم؛ حيث يحتاج الأطفال في هذه المرحلة إلى 12-15 ساعة من النوم يومياً، تتضمن 3 قيلولات، تستمر الواحدة منها مدة 1-3 ساعات، مع الاستيقاظ بينها لمدة ساعة ونصف إلى ساعتين ونصف.

نوم الأطفال الرضع من عمر 6 حتى 12 شهراً:

وينتظم نوم الرضيع في هذه المرحلة؛ إذ يتغير نمط نوم الطفل خلالها، خاصة نوم الطفل بعمر 9 شهور، فيمكن أن ينام طوال الليل، لكن قد تختلف أنماط النوم من طفل لآخر.
يحتاج الأطفال في بداية هذه المرحلة، وحتى سن 10 أشهر، إلى 11-15 ساعة من النوم يومياً، تتضمن 2-3 قيلولات، تستمر الواحدة منها لمدة 1-3 ساعات، مع الاستيقاظ بينها لمدة 2-3 ساعات.
يفضل بدء النوم الليلي بين الساعة الثامنة والتاسعة والنصف، والذي قد يستمر لمدة 5-10 ساعات.
مع بداية الشهر العاشر، تبدأ أنماط نوم الأطفال الرضع تتشابه والنوم عند البالغين، باستثناء القيلولات، ويحتاج الأطفال في هذه المرحلة وحتى عمر السنة إلى 11-14 ساعة من النوم يومياً، تتضمن قيلولة واحدة أو اثنتين.
يفضل بدء نوم الأطفال الرضع خلال الليل بين الساعة الثامنة والتاسعة، والذي قد يستمر لمدة 7-12 ساعة

نوم الأطفال الرضع بعد بلوغ العام الأول:

قد تلاحظ الأم كثرة نوم الطفل في عمر السنة، حيث يبدأ التأسيس لعادات النوم الجيدة بعد بلوغ عامه الأول، وذلك لكثرة حركة الطفل في هذه المرحلة من أجل اللعب والاستكشاف.
يحتاج الأطفال في هذه المرحلة إلى 14 ساعة من النوم يومياً، على أن تكون 11 ساعة منها ليلاً، وقيلولتان نهاراً إلى أن يبلغ 18 شهراً من العمر، حيث قد يكتفي الطفل عندها بقيلولة واحدة.

نوم الأطفال من عمر 18- 36 شهراً:

ينام معظم الأطفال في هذه المرحلة بمعدل 11 ساعة ليلاً، بالإضافة إلى قيلولة لا تتعدى ساعة ونصف إلى ثلاث ساعات نهاراً، يفضل أن يبدأ وقت النوم ليلاً بين الساعة 7-9، قد يستيقظ الطفل خلالها بشكل متكرر أثناء الليل.
بعد عمر ثلاث سنوات، يستطيع الطفل الاستمرار على ما اعتاد عليه من قواعد وضوابط للنوم، ويمكنه السير على هديها من دون مشاكل أو اعتراضات.
الطفل يشب على ما اعتاد عليه، والتدريب في الصغر كالنقش على الحجر، يثبت ولا يزول، بل ويصبح العمل به أسهل؛ لاعتياده عليه لسنوات من قبل.

نصائح أثناء نوم الأطفال

طفل رضيع يبكي

نقل الطفل إلى سرير أكبر: والحرص على تشجيعه إن استمر في النوم فيه، وإذا كانت الأم حاملاً، فيوصى بالبدء بهذه الخطوة قبل ولادة طفل جديد؛ حتى لا يتأثر الطفل.
عملية نقل الطفل إلى سرير أكبر قد تسهل من عملية التخلص من الحفاض؛ الذي يتطلب إيقاظ الطفل كثيراً أثناء الليل، وفي حال استيقاظ الطفل أثناء الليل وذهابه لغرفة والديه، يوصى بإعادته مرة أخرى إلى سريره.
توفير جميع احتياجات الطفل التي قد يطلبها قبل نومه، والتي من شأنها أن تؤخر ذهابه لسريره، وتثبيتها كجزء من روتين ما قبل النوم؛ كشرب الماء، أو قراءة قصة قصيرة، أو غيرهما.

خطوات لتأسيس عادات نوم الأطفال الصحية

طفل مستغرق في النوم

اتباع طقوس معينة عند النوم: مثل الاستحمام قبل النوم، أو قراءة قصة قصيرة، أو تدليك بسيط، أو إعطائه لعبة تصدر أصواتاً معينة، وتكرار هذا الروتين بشكل يومي، بحيث يربط الطفل هذه السلوكيات بموعد النوم.
الحفاظ على موعد محدد لنوم الطفل الليلي والقيلولة: بحيث يخلد الطفل للنوم في الموعد ذاته يومياً، واحذري هز الطفل، بل يجب اعتياد الطفل على النوم بشكل تلقائي؛ ليتمكن من معاودة النوم عند استيقاظه ليلاً.
قد تفشل بعض الأمهات في هذه المرحلة، ولكن ينصح بترك الطفل في سريره قليلاً إلى أن يتوقف عن البكاء وينام، أو مساعدته على النوم إذا طال بكاؤه.
في حال استيقظ الطفل ليلاً بحثاً عن الوالدين: فمن الممكن الاطمئنان عليه، ثم تركه لينام ويدرك أن الليل وقت للنوم وليس للعب، ويعتاد تدريجياً على العودة إلى النوم بشكل تلقائي.

استحمام الرضيع في الشهر الأول ليس يومياً

تنظيم نوم الطفل حديث الولادة والرضاعة:

أم تنام بجانب طفلها

الرضاعة الطبيعية: تساعد في تنظيم نوم الأطفال الرضع بصورة كبيرة، حيث يمكن الاعتياد على مواعيد محددة للرضاعة، ما يجعل الطفل يشعر بالاطمئنان والدفء، كما أن حليب الثدي يساعد على تهدئة الطفل الرضيع وتجنب المغص الذي يمكن أن يسببه الحليب الصناعي.
وضع مصدر ضوئي صغير في الغرفة: تتعدد المشاكل التي يعاني منها الأطفال في هذه المرحلة، مثل الخوف من الظلام، والتوهم بوجود شيء مخيف تحت الفراش، والأحلام المزعجة، لذلك ينصح بوضع مصدر ضوئي صغير في الغرفة، وتفقد تحت السرير مع الطفل؛ لإقناعه بعدم وجود ما يخيفه.
التحدث مع الطفل في حال رؤيته لأحلام مزعجة ليلاً: والبحث عن مصدر خوفه وقلقه، خاصةً إذا تكرر الحلم، ولا بأس من السماح للطفل بالنوم في سرير الأبوين من وقت لآخر.
وضع الطفل في الفراش عندما يوشك على النوم: وليس بعد أن ينام فعلاً، وذلك حتى يعتاد على النوم بمفرده.
إبقاء الطفل مستيقظاً لمدة أطول في النهار: مما يزيد من حاجته إلى النوم فترة الليل، والحرص على تعريضه للشمس، حيث إن الضوء الطبيعي يساعد على تعديل الساعة البيولوجية، وذلك عن طريق اصطحاب الطفل للخارج، أو وضعه بالقرب من نافذة تعرضه لأشعة الشمس.
إبقاء جميع مصادر الضوء ليلاً منخفضة حول الطفل: والحرص على التقليل من الإزعاج والأصوات أثناء نومه.
إرضاع الطفل في حالة استيقاظه: قد يستيقظ الطفل ليلاً نتيجة الجوع أو العطش، وفي هذه الحالة، يجب إرضاعه طبيعياً أو بالزجاجة، ثم إعادته إلى النوم.
القيام بمراجعة الطبيب: في حالة تألم أو معاناة الطفل من اضطرابات النوم، وكثرة استيقاظ الطفل ليلاً بسبب التسنين، أو نزلات البرد والحساسية، أو إصابته بالغازات أو الإمساك.

11 نصيحة لضمان نوم صحي لطفلك بعد الـ3 سنوات

طفلة نائمة
  • اجعلي النوم الكافي أولوية عائلية، ضعي حدوداً ثابتة، مثل الساعة التي يجب فيها إطفاء الأنوار.
  • إنشاء طقوس قبل النوم، دعي طفلك يأخذ حماماً دافئاً أو يستمع إلى الموسيقى، أو اقرئي له قصة لمساعدته على الاسترخاء.
  • تحققي مما إذا كانت درجة الحرارة بالغرفة مناسبة تماماً، وقومي بخفض الأنوار، فلا بأس من استخدام ضوء الليل.
  • اقضي بعض الوقت الجيد مع طفلك، قبل إطفاء الأنوار، وتحدثي معه عن الموضوعات التي لا تزعجه.
  • أبقي طفلك مشغولاً أثناء النهار، لكن ابتعدي عن الأنشطة القوية قبل النوم مباشرة، خاصة في وقت متأخر من الليل.
  • شجعي ابنك الصغير على التعرض لضوء الشمس خلال النهار، وسوف يشعر بالنعاس قبل الليل نتيجة لذلك.
  • امنعي عن طفلك قيلولة النهار؛ قد يؤدي ذلك إلى زيادة صعوبة النوم ليلاً، وإذا أصر! فلا ينبغي أن تكون أكثر من 30 دقيقة.
  • قومي بإيقاف تشغيل أي أجهزة إلكترونية بشاشات مضاءة، قبل النوم بساعة على الأقل، بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر والهواتف، أوقفي كذلك ألعاب الفيديو، فقد يعاني طفلك الصغير من مشاكل في النوم نتيجة لضوء الشاشة.
  • تجنبي إعطاء طفلك المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والقهوة والشاي.
  • لا ينبغي لطفلك تناول عشاء كبير قبل النوم مباشرة، ويجب أيضاً ألا يشعر بالجوع في الفراش، وجبة خفيفة صغيرة فكرة ممتازة.
  • الحفاظ على روتين نوم ثابت، حتى في عطلات نهاية الأسبوع، بتشجيع طفلك على محاولة النوم والاستيقاظ في الوقت المعتاد.

* ملاحظة من "سيدتي" قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.