لمناسبة اليوم الوطني السعودي زارا السيف: نحظى بأفضل دعم وتقدير

زارا السيف - الصورة من المصدر
زارا السيف - الصورة من المصدر

حارسةُ مرمى محترفةٌ تحت مظلة الاتحاد السعودي لكرة القدم للسيدات. اقتحمت المجالَ لما تملكه من مهارةٍ، وموهبةٍ، وعزمٍ، وأصبحت من أهمِّ اللاعباتِ السعوديَّات، وفتحت البابَ أمام الشابَّاتِ في البلاد للتعبيرِ عن حبِّهن لهذه الرياضةِ التي لطالما احتكرها الرجال، والتمسُّكِ بأحلامهن بأن يصبحن لاعباتٍ محترفاتٍ، وتحقيقِ الإنجازاتِ على المستويين المحلي والعالمي. حافظت على مرماها نظيفاً في عديدٍ من المبارياتِ مرتكزةً على صفاتٍ، جعلتها حارسةَ مرمى بارعةً، منها سرعةُ البديهة، والقدرةُ على المواجهةِ والتوجيه، ودائماً ما تصفُ نفسها بأنها "وُلِدَت لتطير".
اليوم، في مناسبة اليوم الوطني السعودي 94، تخبرنا زارا السيف عن شغفها برياضة كرة القدم وحراسة المرمى تحديداً، ضمن سلسلة حوارات ملهمة أجرتها "سيدتي"، مع شخصيات شبابيَّةٍ سعوديَّةٍ متميِّزةٍ.

ساهمت في الإعداد: ولاء حداد

شغف وموهبة

زارا السيف - الصورة من المصدر


كيف تشعرين عندما يتمُّ التعريف بكِ حارسةَ مرمى محترفة تحت مظلة الاتحاد السعودي لكرة القدم للسيدات، وما الذي جذبكِ نحو هذا المجالِ "غير السهل"؟

فخورةٌ بتوجُّهي للرياضةِ التي أحبُّها، وبكوني تحت مظلة الاتحاد السعودي لكرة القدم للسيدات، وتحوَّلتُ من حارسةِ مرمى هاويةٍ إلى محترفةٍ. لقد جذبني عالمُ الرياضةِ منذ الصغر، فأنا الأختُ الكبرى لإخواني، وكانت كرةُ القدم عشقنا وهوايتنا التي نمارسها في البيت، ومن هنا بدأ حبي لـ المنافسة، وشغفي بالتحدِّي.

هذا النوعُ من الرياضات، لم يكن يحظى باهتمامِ الشابَّاتِ في السعوديَّة، كيف ترين المشهدَ اليوم بوجودِ عديدٍ من اللاعباتِ البارعاتِ في كرة القدم المحليَّة؟

فخورةٌ جداً بكوني من أوائل الفتياتِ اللاتي مارسن الرياضةَ النسائيَّة في السعوديَّة، وهدفي تحفيزُ الشابَّاتِ في المستقبل على دخول هذا المجال، وتحقيقِ رؤيةِ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فبفضل الله أولاً، ثم فضلهما استطعنا تحقيقَ أحلامنا، وإظهارَ مواهبنا وشغفنا، ونحن نحظى بأفضلِ دعمٍ وتقديرٍ في السعوديَّة.


تعرفوا أيضاً على موهبة رياضية واعدة.. السعودية هنية منهاس حاضرة في بطولة ويمبلدون للناشئين تحت 14 سنة

حراسة المرمى: قوة ذهنية وبدنية

.

زارا السيف - الصورة من المصدر


ما الذي يُميِّز مركزَ حارسِ المرمى عن باقي لاعبي الفريق؟

مركزُ حراسةِ المرمى مختلفٌ عن غيره من المراكز لعديدٍ من الأسباب، مثلاً كرةُ القدم تُلعب بالقدم، لكنْ اللاعبُ الوحيدُ الذي يستطيع أن يمسك الكرةَ بيده هو الحارس، كما أن هذا المركز، يحتاج إلى سرعةِ البديهة، والشجاعةِ، والقدرةِ على توجيه الفريق، واتِّخاذِ القراراتِ السريعة، ولو تعمَّقتُ في مميَّزات المركز، لن أنتهي أبداً، لأنه بحرٌ من التعاليمِ التي تجمعُ بين القوَّةِ الذهنيَّة والبدنيَّة.

ودَّعتِ فريق الترجي أخيراً بعد تمثيله أربعةَ مواسم، هل يصبح الفريقُ بيتاً آخرَ للاعبِ، ويصعبُ عليه تركه؟

بكلِّ تأكيدٍ. الترجي كان بيتي الثاني، والذكرياتُ التي شاركتها مع فريقي، تستحقُّ الاحتفاظَ بها عمراً كاملاً. لن أنسى أبداً كلَّ ضحكةٍ، كلَّ دمعةٍ، كلَّ ردةِ فعلٍ من زميلاتي في الفريق بعد أي مباراةٍ. لن أنسى التعليماتِ التدريبيَّة، والكلامَ التحفيزي، والأوقاتَ الجيِّدة، والصعبة. لقد تعلَّمت كيف أكون لاعبةً في الفريق، وفهمت ما يعنيه أن يكون لديكَ أفرادٌ من عائلةٍ خارج عائلتك. مثل هذا الترابطِ العميق، ما زلتُ غير قادرةٍ على تخطيه، وترك كلِّ شيءٍ ورائي. غادرتُ بيتي الثاني، والقلبُ يتألَّم على كلِّ اللحظاتِ السعيدةِ والحزينةِ التي سأفتقدها في مسيرتي المقبلة. استمررتُ، وضحَّيتُ بالكثيرِ من أجل حلمِ الترجي، وحقَّقناه معاً الموسمَ الماضي بالصعودِ إلى الدوري الممتاز. لن أقول وداعاً، بل سأقول إلى لقاءٍ قريبٍ يا بيتي الثاني نادي الترجي.

عقلية قوية

زارا السيف بعد فوز فريقها بالمباراة - تصوير خالد الحاج


You were born to fly! هكذا تقولين عن نفسكِ، ما الذي يميِّز شخصيَّة زارا السيف؟

"أنا حيوية جداً وأحب الحياة"، وأقولُ: إنني قد وُلِدت للطيران. إذا كنتم تعرفون زارا، فأنتم تعلمون أنها تحبُّ المرح! وإلى جانبِ متعةِ إتقانِ رياضةِ كرة القدم، وحراسةِ المرمى، أنا مفعمةٌ بالحيويَّة أينما ذهبت. أحبُّ مشاهدةَ كرة القدم في الملاعبِ حول العالم، وأحبُّ السفر والاستكشاف، وأنا مدمنةٌ على تحسينِ نفسي كلَّ يومٍ. لدي عقليَّةٌ قويَّةٌ للغاية، وأميلُ إلى أن أكون مضحكةً في بعض الأحيان، وأنا أيضاً من عشَّاقِ الطعام، وأحبُّ ممارسةَ التمارينِ الرياضيَّة.

حدِّثينا عن التدريباتِ، وما المجهودُ الذي تبذلينه للبقاءِ في الصدارة؟

أركِّزُ كثيراً على اللياقةِ البدنيَّة، والتمارينِ الذهنيَّة لتقويةِ الثقةِ بالنفس، وأحرصُ على تحقيقِ التوازنِ بين العملِ والراحة، لكنْ في أوقاتِ التمارين، أحاولُ أن أبذل أقصى طاقتي، لأثبتَ نفسي بوصفي حارسةً سعوديَّةً متألِّقةً، خاصَّةً أن أغلب الفرق، تثق في حارسات المرمى الأجنبيَّات، وهذا لا يمنع أن أكون جاهزةً في الفرصةِ التي تتاحُ لي، والحمد لله، حافظتُ العامَ على مرماي نظيفاً في أكثر من مباراةٍ، وكلِّي ثقةٌ بأنني سأصلُ إلى هدفي يوماً ما بمجهودي وتعبي، بإذن الله.

فرص التطوير

زارا السيف - الصورة من المصدر


سابقاً، كان يُقالُ إن فرق الرجال أكثر احترافيَّةً من الفرقِ النسائيَّة، هل هذا القولُ صحيحٌ اليوم؟

طبعاً أكثر احترافيَّةً، والسببُ يرجع إلى الاهتمامِ، والدعم، وكلما ازدادَ الدعمُ للكرة النسائيَّة، زادت قيمةُ الرياضةِ، والاحترافيَّة في المجال. بعض الفرق تعاني من نقصِ الدعم! مثلاً هناك فرقٌ، تفتقرُ لوجودِ مدرِّبي الحارسات، وهو من الأمورِ الأساسيَّة لبناءِ الفريق. الاتحادُ السعودي، يسعى إلى تطويرِ الفرق، وقد حصلت تغيُّراتٌ كثيرةٌ أخيراً، يُشكرون عليها، لكنْ ما زالت كثيرٌ من الأندية، تحتاج إلى الدعم، واللاعباتُ السعوديَّاتُ، يواجهن صعوباتٍ، وتحدِّياتٍ يوميَّةً بسبب عدم توفرِ فرصِ التطوير وزيادةِ الاحترافيَّة في كرة القدم النسائيَّة.

فريقٌ عالمي تشجِّعينه؟

برشلونة الإسباني.

أجملُ مباراةٍ شاركتِ فيها؟

مباراةٌ أمامَ فريقِ اتحاد النسور. كانت مباراةً مهمَّةً للغاية، وكنت سعيدةً لأن مدرِّبي الكابتن عيسى، وضع ثقته بي، لأكون جزءاً من المجموعةِ الأولى، وكان ذلك أحدَ أسبابِ تأهلنا إلى الدوري الممتاز.

اليوم الوطني السعودي 94


اليوم حوارنا هذا سينشر بالتزامن مع اليومِ الوطني السعودي، هل لديكِ كلمة في هذا السياق؟

أولاً، أفتخرُ بأن أكون جزءاً من مشروعٍ مع مجلَّةِ "سيدتي" العريقة. كنت أحلمُ دوماً بأن أكون ضيفة في حواراتها يوماً ما، فهذا أمرٌ يُشرِّفني، فكيف وهذه المادةُ تُقدَّم بمناسبةِ اليوم الوطني. أشعرُ بالانتماءِ الكبيرِ لهذا اليوم بسبب تجربتي في الغربة، إذ عشت ثمانيةَ أعوامٍ في أمريكا، ولم أكن أتصوَّر أنني يوماً ما سأكون قادرةً على تحقيق ما أتمناه في وطني وبين أهلي. بصراحةٍ، هو شعورٌ يفوق الوصف، وأشكر خادم الحرمين الشريفين وولي العهد على دعمهما الدائم للشبابِ والشابَّات، وثقتهما الكبيرة بإمكاناتنا، وشغفنا في خدمةِ هذا الوطن.


اقرأوا أيضاً: لمناسبة اليوم الوطني السعودي سعود حسنين: أنا ممتنٌ لبلدي