يتساءل الكثير من الأمهات اللواتي يخضن تجربة الرضاعة الطبيعية لأول مرة السؤال المعتاد الذي يؤرقهن، وهو: كيف أعرف أن طفلي يشبع من حليبي؟ وكيف أعرف أن طفلي لا يحتاج إلى الحليب الصناعي؟ على اعتقاد منهن أن الحليب الصناعي قد يسد النقص في الحليب الطبيعي، ولكن ذلك لا يحدث أبداً؛ لأن الرضاعة الطبيعية هي ثروة وكنز من الطبيعة ومنحة مجانية يجب أن تستغلها الأم من أجل صحة رضيعها، ومن أجل صحتها أيضاً.
هناك العديد من العلامات والدلائل التي تشير إلى أن الرضيع يحصل على وجبات من الحليب مشبعة بالنسبة له؛ ولذلك يجب أن تعرفها الأم؛ لكي تطمئن على صحة رضيعها، كما أن معرفة الأم بهذه العلامات تساعدها على اتخاذ بعض النصائح بخصوصها، مثل أن تكثر من شرب السوائل وبعض المشروبات العشبية التي تزيد من إدرار الحليب؛ ولذلك فقد التقت "سيدتي"، في حديث خاص بها؛ استشارية طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتورة ولاء عبد الغفور، حيث أشارت إلى علامات الشبع من الرضاعة الطبيعية التي تظهر على الأم والرضيع، مثل نوم الرضيع لمدة طويلة، وارتخاء وليونة ثدي الأم، وغيرهما من العلامات في الآتي.
عدد رضعات معتدل
- قومي بإحصاء عدد رضعات طفلك الصغير خلال اليوم والليلة؛ لأن عدد الرضعات التي يحصل عليها الرضيع أو التي يطلبها بالمعنى الأصح، ثم يعاود النوم بعدها لمدة طويلة قد تصل إلى ساعات متواصلة، وتظهر عليه علامات النوم المتواصل؛ يرتبط ارتباطاً وثيقاً بعلامات شبع الرضيع، وبأن حليبك يكون كافياً له.
- راقبي عدد المرات التي حصل فيها رضيعك على رضعة متكاملة، وغالباً ما تكون مدة كل رضعة ما يقارب نصف ساعة، على أساس أن يرضع من كل ثدي لمدة ربع ساعة، وفي حال حصل رضيعك على عدد رضعات يتراوح ما بين 8 و12 رضعة على مدار الأربع والعشرين ساعة؛ فمعنى ذلك أنه يحصل على تغذية مناسبة، وأنه سوف ينمو نمواً طبيعياً؛ ولذلك فعدد الرضعات يرتبط بشبع الرضيع ومدة النوم بين كل رضعة وأخرى، وحيث يتراجع معدل نوم الطفل الرضيع مع تقدم عمر الرضيع، إلا أنه حين يحصل على رضعات مشبعة؛ فهو لن يطلب الرضاعة كل فترة قصيرة على الإطلاق، وسوف يمارس أنشطة أخرى غير النوم مثل اللعب والمناغاة.
قد يهمك أيضاً: جدول الرضعات حسب عمر المولود ومتى يرفض الرضاعة؟
شعور الأم الدائم بالعطش
- لاحظي أنك تشعرين باستمرار بأنك بحاجة للحصول على سوائل ولديك شعور بالعطش إضافة لظهور ظاهرة مهمة تعني أن الحليب يتجدد في صدر الأم، وهو شعور الأم بالحزق في منطقة الصدر، ووجود الثقل الذي لا يدوم فترة طويلة؛ حيث إنها بعد أن يرضع الطفل يزول هذا الشعور بسرعة، ولذلك يمكن أن تربط الأم بين إحساس الحزق في صدرها ورغبة مولودها في الرضاعة حتى لو كان بعيداً عنها.
- حاولي أن تحصلي على بعض المشروبات العشبية التي تزيد من إدرار الحليب؛ فهناك أطعمة ومشروبات تساعد على زيادة حليب الأم مثل مغلي بذور الحلبة والشومر والشعير، وكذلك الإكثار من شرب الماء بحيث تحصلين على ما لا يقل عن ثلاثة ليترات من الماء يومياً، ولا تتركي شعور الجفاف يلازمك فترة طويلة؛ لأنك سوف تشعرين بالضعف والهزال سريعاً، كما أن من علامات نجاحك في الرضاعة الطبيعية وشبع رضيعك على المدى البعيد أنك تفقدين الوزن الزائد الذي تم اكتسابه خلال الحمل.
عدد حفاضات مبللة معتدل
- تأكدي أن طفلك يبلل عدداً كافياً من الحفاضات بشكل يومي؛ لأن المولود على سبيل المثال يقوم بإخراج الفضلات بعد كل رضعة كرد فعل طردي بحيث إنه بمجرد انتهائه من الرضاعة يقوم بإخراج فضلاته، وهذا يعني أنه يشبع بشكل تام ولا يحتاج للمزيد من الرضاعة مع أن هذا الأمر قد يزعج الأم.
- قومي بإحصاء عدد المرات التي يبلل فيها رضيعك بالفضلات وليس البول؛ لأن الفضلات ترتبط بحصوله على الرضعة الكاملة المشبعة، ومن الطبيعي وحسب المعدل العام أن تقومي ابتداءً من اليوم الرابع من عمر المولود بتغيير حفاضه ما بين 5 و6 مرات يومياً، وهكذا يكون هو المعدل اليومي الذي يجب ألا يزيد على ذلك بكثير، وفي حال نقص عدد المرات بالنسبة للتبول والتبرز؛ فتجب مراجعة الطبيب.
زيادة وزن الرضيع
- راقبي وزن رضيعك منذ ولادته، ويجب أن تعرفي معدل زيادة وزن الرضيع ومتى يجب القلق؟ لأنه من الطبيعي أن يزيد وزنه كل شهر بمعدل مناسب، وحسب منحنيات النمو المقررة عالمياً، وأقل من ذلك يعني أن الطفل لا ينمو بشكل طبيعي، ومن المعروف أن المولود ينقص وزنه بعد الأيام الأولى من الولادة؛ حيث يتخلص من السوائل التي تسبب له ما يُعرف بـ"التنفيخ"، ويبدو الطفل المولود منفوخ العينين والوجه، ولكنه يتخلص من ذلك عن طريق البول والبراز الأسود "العقي"، ويعود المولود لاكتساب الوزن؛ حيث يزداد وزنه ليصبح بعد أن يصبح شهراً واحداً من العمر ما يقارب 4.5 كيلوغرام، وحين يبلغ رضيعك عمر الشهرين يبلغ متوسط وزن المولود الذكر نحو 5.6 كيلوغرام ومتوسط الوزن للمواليد الإناث يكون حين تبلغ من العمر الشهرين في حدود 5.1 كيلوغرام تقريباً بمعنى أن وزن الطفل يزيد بمعدل يقارب الـ28 غراماً بشكل يومي في أشهر عمره الثلاثة الأولى.
لون البراز طبيعي
- لاحظي لون براز رضيعك وقوامه؛ فغالباً ما يتخلص المولود من العقي الأسود بعد يومين أو ثلاثة من الولادة، وبعد ذلك وغالباً في اليوم الرابع من الولادة سوف يكون لون البراز مائلاً إلى السيولة وليس سائلاً تماماً ولونه أصفر فاتح، وكذلك فالبراز يكون ذا رائحة مقبولة وليست كريهة، إضافة لأن الرضيع لا يعاني من صعوبة في التبرز.
- راقبي لون براز رضيعك جيداً في كل مرة تغيرين بها الحفاض؛ حيث يجب أن تعرفي ما هي مؤشرات لون البراز للطفل الرضيع؟ وراقبي أيضاً ما تتناولينه من أطعمة قد تؤثر في طبيعة براز الطفل، ولكن ليس صحيحاً أن البراز يتلون حسب طعام الأم؛ فقد يتحول البراز إلى اللون الأخضر في حال جوع الطفل وعدم حصوله على رضعات مشبعة، وحيث تبدأ إفرازات المرارة في التأثير في لون برازه، وليس بسبب تناول الأم للأعشاب مثل الملوخية، وفي حال تحول اللون إلى الأخضر يجب أن تعمل الأم على زيادة رضعات الطفل والاهتمام بتغذيتها وشرب الماء بكثرة لكي يشبع الرضيع بصورة مرضية.
طراوة ثدي الأم
- لاحظي أن الطفل الرضيع الذي يرضع رضاعة منتظمة وكافية يكون مقبلاً على الرضاعة من الأم بحيث إنه يترك صدرها طرياً في كل مرة ينتهي من الرضاعة، وحيث إنه يحصل على الرضعة حتى نهايتها فيحصل على ما يُعرف بالحليب الخلفي، وهو الحليب الذي يحتوي على كمية من الدهون التي تسبب له الشعور بالشبع وتؤدي إلى زيادة وزنه على خلاف الحليب الذي يحصل عليه في بداية الرضعة، وحيث يحتوي على نسبة كبيرة من الماء لكي يروي عطشه.
- راقبي وقت انتهاء رضيعك من الرضاعة، فإذا لاحظت طراوة في منطقة الصدر؛ فهذا يعني أن الرضيع قد شبع تماماً، وتأكدي أن تشكُّل وإدرار الحليب الجديد سوف يستغرق القليل من الوقت، ويحتاج لزيادة في معدل شربك للماء وإحساسك بالراحة والهدوء النفسي، وكذلك عدم الإرهاق؛ حيث يقل إفراز الحليب حين ترهقين نفسك في أعمال شاقة، ولذلك يجب أن تراقبي فترات تغير ملمس الثدي؛ لكي تحددي الوقت المناسب لرضاعة الطفل.
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليك استشارة طبيب متخصص.