تخيل نفسك على متن المصعد والوقت يداهمك للحديث مع مستثمر وإقناعه بالاستثمار في مشروعك الريادي؛ لتتمكن من تحويله من فكرة إلى منتج أو خدمة مبتكرة في السوق وتحقق حلمك الذي راهنت عليه طويلاً.
عرض المصعد هو عرض مماثل للعروض التي نراها في برامج مثل "شارك تانك"، والذي من خلاله يمكن لرواد الأعمال الفوز بالاستثمار والتوصل إلى اتفاقية تمويل بين الطرفين خلال جلسة.
ما هو عرض المصعد؟
تقول دانة محمد صافتلي، كوتش معتمدة في القيادة وريادة الأعمال، وشريك مؤسس لشركة يوفجن العالمية، إن عرض المصعد هو عرض يقدمه رائد الأعمال بشكل مختصر ولكن مؤثر، لذلك الحديث مهم للغاية لبيع الفكرة، ففي عدة دقائق (مماثلة لرحلة المصعد) عليك، وبكل ثقة أن تعرض فكرة عملك للمستثمر من خلالها ستحدد مصير تطوير مشروعك معه.
عناصر عرض المصعد الناجح
صحيح أن المهمة تبدو معقدة، وهي أن تعرضوا فكرة لشركة في وقت قصير، لكن هناك مرتكزات يجب اعتمادها لضمان عرض ناجح. فيما يلي أهم عناصر عرض المصعد الناجح:
تحديد المشكلة
يجب التركيز على المشكلة التي تواجه الفئة المستهدفة من قبل الشركة والتحديات التي يواجهونها بشكل واضح.
اقرأوا أيضاً فروقات بارزة بين التحليل الإستراتيجي والتحليل التكتيكي
تقديم الحل
يجب أن يكون رائد الأعمال واضحاً فيما يخص أنه يقدم حلاً للمشكلة، عليكم توضيح أنه كيف أن فكرتكم ستكون حلاً ذا جدوى للمستهدفين، وسيكون الطلب عليها كبيراً، مع فرض عدد المستهدفين لمشروعكم والأرباح المتوقعة.
عرض القيمة
تحدثوا خلال العرض كيف أن مشروعكم لديه قيمة إضافية عن الشركات المنافسة في السوق.
خطة التنفيذ
يجب كذلك التركيز على كيفية تنفيذ الفكرة بالخطوات، ولكن باختصار في الوقت نفسه.
تحديد الميزانية
حددوا المبلغ أو العرض الاستثماري المطلوب؛ لكي تؤسس وتنجح مشروعك والمبيعات المتوقعة.
كيف أكون مقنعاً ومحترفاً؟
لتكون رائد أعمال أكثر إقناعاً أمام المستثمرين، ما عليك إلا أن تكون أكثر ثقة بنفسك، وهذا لا يأتي إلا من خلال التحضير المسبق والتدريب على العرض، وهنا التدريب مهم جداً لقياس الوقت الذي تستغرقه في الكلام. فمن المهم أن تحضر نفسك أيضاً للأسئلة الشائعة التي سوف يتم توجيهها إليك.
تنصح صافتلي بضرورة أن يتمرن رائد الأعمال على خطابه، وتقول لـ"سيدتي": "لا مانع من التمرن بعدد لا يقل عن 100 مرة حرفياً قبل العرض الحقيقي، لتتمتع بالقدرة الخطابية اللازمة لتحويل مصير مشروعك وتدرب على لغة الجسد". وتضيف: "الطريقة تختلف في حال كان العرض والحديث وجهاً لوجه في قاعة أو وأنت جالس أو عبر الهاتف".
وتشدد صافتلي على ضرورة أن يعرض رائد الأعمال فكرته بثقة وبهدوء، فالسرعة والتوتر في الحديث من الأشياء التي لا تجذب المستثمرين، لذا فإن الوضوح مهم لجذبهم للاستماع للفكرة والرغبة في التعامل مع رائد الأعمال لمناقشة تفاصيل الاستثمار.
كيف نعرض الفكرة بطريقة صحيحة؟
يقول سيمون سنك، ويعد من أهم مدربي القيادة: "إذا أردنا إقناع الأشخاص بالفكرة؛ يجب أن نوجه رسالتنا ونسلط الضوء نحو السبب وراء الفكرة لفهم الدوافع والأهداف من ورائها، فهذا يحفز ويشجع على تبني الفكرة المقترحة".
وحدد مجموعة من الشروط التي يجب توافرها في عرض الفكرة، وجاءت كالتالي:
الجدية
كن جاداً في تلخيص العرض بالمعلومات المفيدة والمهمة فقط، حيث إن أهم الخطابات تأثيراً في التاريخ كانت قصيرة؛ مثل خطاب أبراهام لينكولن "خطاب جيتيسبيرغ"، الذي كان يتكون من 272 كلمة فقط.
دعم العرض بالصور والفيديو
بدلاً من استخدام النقاط النصية، يجب تزويد العرض بالصور والمشاهد والفيديو، حيث إنها كانت الأسلوب المعتمد لأبرع العروض؛ مثل ستيف جوبز في عصره، وذلك لأن النقاط النصية تكون أقل تعبيراً وتفاعلاً، وقد أثبتت الدراسات أن الانسان يتذكر المعلومات المقدمة بالصور أكثر من المعلومات المقدمة بالكلمات.
التأثير بالصوت
نبرة ووتيرة الصوت لها تأثير على المستمع، لذا من المهم تعديل الصوت لرفعه أو تقليله عند اللزوم؛ لتتمكن أكثر على التأثير والإقناع والسيطرة.
توجّه صافتلي نصيحتها لرواد الأعمال بالقول: "اصنعوا لحظات لا تُنسى وتبهر الجمهور من خلال طرح قصة لا تنسى أو تقديم شيء غير متوقع". وتدلل: "على سبيل المثال بيل غيتس عندما قدم عرضه على منصة (تيد) في عام 2009 عن جهود مؤسسته في الحد من انتشار مرض الملاريا، قد أحضر البعوض غير الناقل للمرض، وقام بفتح الزجاجة التي تحتوي على البعوض، ونجحت بالفعل هذه اللحظة لجذب الانتباه لأنها كانت مفاجئة وغير متوقعة".
وفي النهاية، أشارت دانة صافتلي إلى أنه "لا أحد سيقتنع بفكرتكم إذا أنتم شخصياً لم تؤمنوا بها إيماناً كبيراً ولديكم رؤية واضحة لمستقبل المشروع، فذلك سوف ينعكس على طاقتكم التي تنتقل للمستثمرين والمختصين من خلالكم، فحماسكم وإيمانكم هما عاملان رئيسيان لجعلهم يتبنون الفكرة، خاصة إذا كان المستثمر يشاركك نفس القيم، فهذا سيكون دافعاً إضافياً لقبول العرض بشكل أسرع.
اقرأوا أيضاً: لرواد الأعمال: كيف تُحسنون مهاراتكم في تقديم العروض التقديمية؟
