كشفت مؤسسة المنتدى الدولي للأمن السيبراني اليوم عن المستهدفات الإستراتيجية للمبادرتين العالميتين اللتين أطلقهما ولي العهد - حفظه الله - وهما مبادرة "حماية الطفل في الفضاء السيبراني" ومبادرة "تمكين المرأة في مجال الأمن السيبراني". جاء ذلك خلال القمة العالمية لحماية الطفل في الفضاء السيبراني التي تستضيفها المملكة ضمن جدول أعمال المنتدى الدولي للأمن السيبراني، المنعقد في العاصمة الرياض تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين - أيَّده الله - خلال الفترة من 2 إلى 3 أكتوبر 2024.
مبادرات عالمية لمواجهة تحديات العصر
تعتبر حماية الأطفال في الفضاء السيبراني وتمكين المرأة في مجال الأمن السيبراني من أكبر التحديات التي تواجه العالم في هذا القطاع الحيوي، ومن خلال هذه المبادرات، يسعى ولي العهد إلى تعظيم العمل الجماعي وتوحيد الجهود الدولية لمواجهة التهديدات المتزايدة التي يتعرض لها الأطفال في الفضاء السيبراني، وتعزيز الاستجابة العالمية عبر التعاون الدولي كأحد الأدوات الإستراتيجية لمعالجة هذه القضايا الحيوية.
أهمية مبادرة "حماية الطفل في الفضاء السيبراني"
تكتسب مبادرة "حماية الطفل في الفضاء السيبراني" أهمية خاصة في ظل التهديدات المتزايدة عالمياً، حيث تشير الإحصاءات إلى أن 14% فقط من إجمالي دول العالم تتبنى إستراتيجية وطنية لحماية الأطفال في الفضاء السيبراني. كما يتعرض نحو 72% من الأطفال حول العالم لتهديد سيبراني واحد على الأقل، مما يستدعي اتخاذ إجراءات فورية لمواجهة هذه الظاهرة.
كما أطلق المنتدى الدولي للأمن السيبراني بالشراكة مع وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات "البرنامج العالمي الشامل: نحو فضاء سيبراني آمن ومزدهرٍ للأطفال"، ونتج عنه إطلاق المبادئ التوجيهية لحماية الأطفال في الفضاء السيبراني بـ 25 لغة عالمية، شملت مختلف مناطق العالم.
وتسعى مبادرة "حماية الطفل في الفضاء السيبراني" إلى تحقيق مستهدفات طموحة على المستوى الدولي من خلال الوصول إلى أكثر من 150 مليون طفل حول العالم، وتطوير مهارات السلامة السيبرانية لأكثر من 16 مليون مستفيد، ودعم تطبيق أطر عمل للاستجابة للتهديدات السيبرانية التي يتعرض لها الأطفال في أكثر من 50 دولة حول العالم.
تمكين المرأة في الأمن السيبراني
في الوقت نفسه، تهدف مبادرة "تمكين المرأة في مجال الأمن السيبراني" إلى معالجة التحديات المتمثلة في انخفاض مشاركة المرأة والنقص المتزايد للمتخصصات في هذا المجال. حيث يُعتبر تعزيز مشاركة المرأة في الأمن السيبراني خطوة أساسية نحو تعزيز الصمود السيبراني على المستوى العالمي.
وعلى صعيد مبادرة "تمكين المرأة في مجال الأمن السيبراني"، تأتي المبادرة استجابةً للحاجة الملحة إلى معالجة فجوات النقص في أعداد الكوادر المتخصصة في مجال الأمن السيبراني عالمياً بما يضمن مواكبة التطور السريع الذي يشهده القطاع في ظل الاعتمادية المتزايدة على الأمن السيبراني كمقوّم أساسي لنجاح جميع القطاعات ونموها وازدهارها، وتتعاظم أهمية تمكين المرأة عالمياً في مجال الأمن السيبراني في ظل التحديات التي يواجهها أكثر من نصف المؤسسات والمنظمات حول العالم من عدم وجود قدرات بشرية متخصصة في الأمن السيبراني في الوقت الذي لا تتجاوز نسبة النساء من العاملين لدى هذه المنظمات أكثر من 25 %.
وأصدر المنتدى الدولي للأمن السيبراني في ضوء هذه المبادرة دراسةً دوليةً بعنوان "تعظيم المنفعة للجميع عبر تمكين المرأة من العمل في الأمن السيبراني" شارك بها أكثر من 3 آلاف من المتخصصات بمجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، في 26 دولة و6 مناطق حول العالم، حددت فيها على نحو شمولي ودقيق المعوقات التي تحول دون تعظيم مشاركة المرأة في القطاع على المستوى الدولي، وما قد ينجم عنه استمرار الفجوة في القوى العاملة في قطاع الأمن السيبراني دولياً، من مخاطر وانعكاسات على تعزيز المرونة السيبرانية لدى الدول، وتبعاتها على الاقتصادات والأفراد والمجتمعات.
ومكّنت المبادرة من إطلاق برنامج التوجيه والإرشاد عن "قيادة المرأة في مجالات الأمن السيبراني"، الذي يستضيف عدداً من القيادات الدولية النسائية في لقاءات حوارية وقصص ملهمة في تمكين المتخصصات من رسم مساراتهن المهنية وآليات تطويرها في مجال الأمن السيبراني.
وتسعى مبادرة "تمكين المرأة في مجال الأمن السيبراني" إلى تحقيق مستهدفات طموحة على المستوى الدولي من خلال توظيف الإمكانات الكاملة للمرأة في بناء فضاء سيبراني يتمتع بالصمود، حيث تسهم المبادرة في رفع مستوى الوعي والمعرفة بالأمن السيبراني لأكثر من 6 ملايين طالبة، وتطوير مهارات نحو 4 ملايين طالبة في مجال الأمن السيبراني على مستوى العالم، كما تقدم المبادرة برامج متخصصة في التدريب والإرشاد لأكثر من 30 ألف موظفة حول العالم.
للمزيد الاطلاع على: نيابة عن خادم الحرمين الشريفين.. الأمير محمد بن سلمان يرحب بضيوف المنتدى الدولي للأمن السيبراني 2024 في الرياض.
مؤسسة المنتدى الدولي للأمن السيبراني
وتتولى مؤسسة المنتدى الدولي للأمن السيبراني التي تم إنشاؤها بأمر ملكي كريم في العام 2023م كمؤسسة مستقلة وذات بعد دولي، الإشراف على تنفيذ مشروعات مبادرتي سمو ولي العهد العالميتين كأحد مهماتها، وتوحيد جهود أصحاب المصلحة عالمياً في ذلك عبر فتح آفاق الشراكة والتعاون وتبادل الخبرات، ودفع عجلة الحوار بين أبرز الخبراء في موضوعات الأمن السيبراني ذات الصلة بحماية الطفل وتمكين المرأة، وبما يدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية حول العالم.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة اكس