في مبادرة لتبادل الأفكار بين الرائدات السعوديات ومثيلاتهن من مختلف دول العالم، شهدت الرياض فعاليات "منتدى النساء المبدعات في السعودية" برعاية الأميرة نورة بنت سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، وحضور نخبة من المبدعات وقادة الفكر ورائدات الأعمال من جميع أنحاء العالم؛ لإجراء حوارات هادفة تساعد على تمكين المرأة من استكشاف أفكار جديدة تدفع نحو التغيير في جميع المجالات على الصعيدين العربي والعالمي، وكعادتها كان للمرأة السعودية حضورها اللافت في جلسات المنتدى بعدد من الرائدات السعوديات اللواتي تمكن من صنع قصص نجاح وإنجازات مبهرة.
"سيدتي" التقت خلال المنتدى الأميرة نورة بنت سعود بن نايف راعية المنتدى، وصاحبة الرؤية الطموحة في التعريف بالمرأة السعودية وما تحظى به من دعم وتشجيع وما حققته من إنجازات غير مسبوقة وفي وقت قياسي؛ ما جعلها محط أنظار وإعجاب من نساء العالم.
الجمع بين الشغف والإبداع
يُعد "منتدى النساء المبدعات في السعودية" امتداداً لرؤية الأميرة نورة بنت سعود بن نايف آل سعود ومبادراتها في إبراز مواهب النساء ونشر فلسفة الابتكار وتحقيق التغيير الإيجابي في المجتمع من خلال حلول إبداعية ملهمة، وكان هذا الدافع للأميرة نورة لإطلاق مشروع "المشتل"، هذا إلى جانب مشروع "ركن"، وهو عبارة عن مساحة إبداعية تسعى إلى تحويل الأفكار إلى منتجات علمية، وفي عام 2017، تم تحويل ركن لتكون "شركة ركن للتبادل الإبداعي".
وباتت الأميرة نورة بنت سعود بن نايف اليوم بخبرتها الممتدة لأكثر من عشر سنوات في مجالات الإبداع والثقافة والتصميم رمزاً للنهضة النسائية في السعودية وشخصية ملهمة تمزج بين الشغف والإبداع والرؤية المجتمعية.
الرائدات السعوديات
في تصريح خاص لمجلة "سيدتي" خلال فعاليات "منتدى النساء المبدعات في السعودية" كشفت الأميرة نورة بنت سعود بن نايف عن الهدف من إقامة المنتدى واستضافة رائدات من مختلف دول العالم، وقالت: "أشكر لسيدتي مشاركتنا هذا اللقاء المميز الذي أهدف من خلاله لإبراز دور النساء السعوديات للعالم، وأعدها واحدة من الفرص التي حظيت بها لاستضافة نساء رائدات من مختلف أنحاء العالم لبلدنا السعودية للتعرف من قرب على نساء مبدعات من بلدنا.
وهذا كان الطموح الأول، والحمد لله تمكنا اليوم، من خلال هذا المنتدى، من تحقيقه في عاصمتنا الرياض، وإن شاء الله تكون هذه البداية الأولى لسلسلة منتديات أخرى في السنوات القادمة".
وعن أصداء مشاركة عدد من الرائدات السعوديات في جلسات "منتدى النساء المبدعات في السعودية" وروايتهن لقصص نجاح وإنجازات في مجالات مختلفة، أكدت الأميرة نورة بنت سعود بن نايف أن الانطباعات والأصداء كانت رائعة جداً وأضافت: "فقد أدهشت المرأة السعودية الجميع في المنتدى؛ بفضل ما تتمتع به من رحابة وثقة بالنفس، وكذلك تنوع في الاهتمامات والوصول للأهداف المنشودة، والمجال متاح للتعرف أكثر وأكثر إلى قوة وطموح المرأة السعودية التي ندرك أنها كانت موجودة في الماضي ومستمرة اليوم في الحاضر، وستكون دائماً رائدة في المستقبل".
واختتمت الأميرة نورة بنت سعود بن نايف تصريحها لـ"سيدتي" بقولها: "الإمكانيات والقدرة دائماً كانت موجودة لدى المرأة السعودية، لكن بعد رؤية السعودية 2030، ودعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، فتح المجال للمرأة السعودية ولكل هذه القدرات التي كانت موجودة في النساء لأن تظهر للعالم أجمع وليس للمجتمع السعودي فحسب، وهذا جميل جداً، وأنا سعيدة بذلك لإيماني بالمرأة السعودية وبقدراتها".
الإلهام والموهبة والرؤية
وكان للأميرة نورة بنت سعود بن نايف كلمة في افتتاح المنتدى رحبت من خلالها بالحضور النسائي للمنتدى، وتطرقت من خلالها للعوامل التي ساهمت في تشكيل مسارها بشكل خاص حيث قالت: "مرحباً بكم في منتدى النساء المبدعات، وهو التجمع الذي يلتقي فيه الإلهام والموهبة والرؤية معاً لإشعال إمكانيات جديدة".
وتابعت: "بينما أقف هنا محاطة بنساء رائعات؛ أشعر بالتأثير والتأثر العميق بالرحلة التي أوصلتنا إلى هذه اللحظة، لقد تشكل مساري بعمق عبر ثلاثة أجيال من النساء العظيمات جدة والدتي وجدتي رحمهما الله وأمي وخالتي، لقد أظهرت لي كل منهن بطريقتها الفريدة القوة التي نتمتع بها نحن النساء سواء من خلال المرونة الهادئة أو القيادة الجريئة، وألهمتني قوتهن وحكمتهن، وما زالت تلهمني كل يوم، ويحفزني إرثهن على خلق مساحات مثل هذه حيث يمكن للنساء أن يجتمعن معاً لدعم بعضهن بعضاً".
وأضافت الأميرة نورة بنت سعود بن نايف: "كما حظيت بدعم قوي وجاد من رجال مذهلين -جدي رحمه الله وأبي وزوجي– الذين آمنوا بي دائماً ووقفوا إلى جانبي ودافعوا عن أحلامي".
القوة الحقيقية
وأضافت الأميرة نورة: "لقد أظهر لي تشجيعهم أن القوة الحقيقية تأتي من الوحدة، وأنه عندما تجتمع النساء والرجال معاً ويربطهم الاحترام المتبادل والدعم؛ فإن احتمالات النجاح وفرص الانطلاق لا حصر لها، ويُعد هذا المنتدى تجسيداً لهذه الوحدة، وهو مكان نحتفل فيه ليس فقط بقوة النساء، ولكن أيضاً بالقوة التي تأتي من روابطنا الاجتماعية والمجتمعية. أود أن أعرب عن سعادتي الغامرة برؤية الطاقة والإبداع والطموح التي تملأ هذا المكان معاً، نحن قادرون على خلق مستقبل لا يعرف حدوداً".
واختتمت الأميرة نورة بنت سعود كلمتها: "أود أن أتقدم بالشكر إلى Balakleets Olga مؤسسة ورئيسة تنفيذية لمنصة "النساء المبدعات"، وRebeca Riofrio؛ لتفانيهما بقيادتهما وإيمانهما بقوة المرأة، اللتين جعلتا هذا الحدث الاستثنائي واقعاً ملموساً نشهده اليوم، لقد خلقت رؤيتكما منصة تزدهر فيها الأفكار، وحيث يمكن للنساء في جميع أنحاء العالم أن يجتمعن معاً لإحداث تغيير دائم.
شكراً لكم جميعاً على وجودكم هنا، وعلى شغفكم، وعلى التزامكم بالنمو والتقدم، دعونا نجعل المنتدى احتفالاً بما يمكننا تحقيقه كنساء وكمجتمع عندما نوحد أصواتنا ومواهبنا ورؤيتنا، ونسعى معاً لخلق تجربة فريدة وحدث استثنائي غير اعتيادي".