يتم الاحتفال في يوم الادخار العالمي والذي يوافق 31 أكتوبر من كل عام، حيث إن الهدف الرئيسي من تحديد هذا اليوم هو الترويج للادخار في كل العالم، و نشر الوعي لدى المجتمع بأهمية الادخار. ودائماً ما تقصد الأم هدفاً ما من وراء سردها حكاية قبل النوم لأطفالها الصغار؛ مرة تقصد ضبط سلوك لا يعجبها، وفي المقابل نجدها تطيل الكلام عن الصفات الطيبة، ومرات تهدف لشرح قيمة الخير الشاملة وكيف يبتعد الإنسان عن أفعال الخطأ، و اليوم وبمناسبة الاحتفال العالمي بيوم الادخار انتقت الأم الواعية قصة "حامد" الذي أنقذ والده بمدخراته القليلة، وبفضل شجاعته وحبه للتضحية أصبح رمزاً حياً للأمل والإلهام، ومثالاً على الإصرار والتفاني وسط الحي والمدينة البسيطة التي يقطنها مع أسرته.
المشهد: الأبناء يلتفون حول الأم بحب وشغف، يترقبون حكاية قبل النوم، والتي اعتادت قصها عليهم كل يوم، خاصة بعدما عرفت أن المدرسة قد احتفلت – فعلياً- بهذا اليوم من خلال فقرات الإذاعة المدرسية، وعدة مقالات بالمجلات المعلقة على جدران سور المدرسة.
شخصيات القصة: أربعة أفراد؛ البطل اسمه "حامد"، يعيش مع والدته ووالده وأخته الصغيرة"رضا"، في بناية متوسطة ومنزل بسيط؛ حيث كان والده يعمل نجاراً بورشة صغيرة في وسط المدينة، وكانت والدته تربي الأطفال وتدير المنزل، و أخته التي مازالت صغيرة -عمرها 5 سنوات- اسمها "رضا"، وكان حامد وأخته رضا حامدين ربهما راضين بحالهما، لا يشتكيان ضيقاً أو يشعران بحاجة للمال.
هل تودين قراءة قصص قصيرة للأطفال تمزج بين الخيال والمعرفة؟
"حامد" يبلغ من العمر 12عاماً بالصف الأول الإعدادي، وكان معروفاً بين جيرانه وأصدقاء المدرسة بحبه للادخار، وحرصه على جمع النقود- وليس تبذيرها - لشراء ما يلزمه من الكتب المدرسية والألعاب التعليمية، معتمداً على نفسه ومخففاً عن والده بعض الأعباء، ودائماً ما يحتفظ بجميع مدخراته في صندوق صغير يضعه في زاوية غرفته.
وفي أحد الأيام أصيب والد "حامد" بمرض خطير، جعله غير قادر على العمل بورشة النجارة لفترة طويلة، ما أدى إلى تدهور الأوضاع المالية للعائلة بشكل كبير، لدرجة أصبح من الصعب عليهم تغطية نفقات المعيشة الأساسية، وبدأت الضغوط تتكاثر، وكان على "حامد" أن يساعد في إيجاد حلول للحفاظ على استقرار أسرته.
وهنا لم يفكر "حامد" كثيراً، أخذ قراره باستخدام مدخراته لمساعدة عائلته، وبعد تفكير بدأ ببيع بعض الألعاب والحاجات غير الضرورية التي كان يمتلكها، بجانب القيام بأعمال إضافية وسط الحي الذي كان يسكنه؛ مثل تنظيف العربات ومساعدة الجيران في أعمال الزراعة بالحديقة.
والنتيجة أنه استطاع أن يجمع المزيد من المال رغم صغر سنه، وكان يعتقد أنها كافية وسوف تسد حاجة مرض والده، ولكن في إحدى الأمسيات، بينما كان "حامد" يبحث عن طرق جديدة للمساعدات التي يستطيع تقديمها للآخرين لجمع النقود، سمع "حامد" والدته تبكي بهدوء في غرفة المعيشة، فاقترب منها وسألها ما الأمر! فشرحت له وهي باكية حزينة، أن تكاليف علاج والده بدأت تزداد وتتراكم، وأنه قد لا يكون بإمكانهم تحملها جميعاً، شعر "حامد" بثقل المسؤولية على كتفيه، لكنه لم يستسلم.
بحث حامد عن طرق إضافية لزيادة مدخراته ولم تكن كافية، فلم يجد إلا البدء في تنظيم حملات لجمع التبرعات من الجيران وأصدقاء المدرسة، وبفضل سمعته الطيبة وسلوكه الجاد والصادق الذي كان يتمتع به في تعاملاته مع الغير، تمّكن من جمع مبلغ كافٍ لتغطية جزء من تكاليف العلاج، وتأثرت والدته ببطولته وقررت أن تدعم ابنها بكل ما تستطيع، وحاولت ونجحت.
والحمد لله مرت الشهور، وتحسنت صحة والد "حامد " تدريجياً بفضل العلاج المستمر، وعاد إلى العمل في ورشته، واستعادت العائلة استقرارها المالي ببطء، في النهاية ودائماً يا أبنائي ما يكون الخير حصيلة للخير، احتفل أهل المدينة باليوم العالمي للادخار في العام التالي، وشارك "حامد" بالاحتفال بسرد قصته؛ كمثال على الإصرار والتفاني، ليصبح رمزاً للأمل والإلهام في عيون الأطفال في البناية التي يقطنها والشارع الذي يمشي فيه، و الحي الذي ينتمي إليه، حيث علّمهم بحكايته؛ أن الادخار يمكن أن يكون قوةً للتغيير والمساعدة في أصعب الأوقات.
العبرة من القصة
إن الادخار ليس فقط بهدف جمع المال، بل هو رصيد يُحفز الطفل على التحلي بالشجاعة والقدرة على تحمل المسؤولية في أوقات الأزمات.
تجربة حامد ليست فقط أنه مدخر حكيم، بل أيضاً أنه بطل حقيقي في عيون الجميع، كما تعكس القصة أهمية عادة الادخار وجمال الروح التضامنية وقت الشدة.
سؤال ينتظر إجابتك
- كم عدد شخصيات القصة؟
- من هي الشخصية التي أعجبتك، ولماذا ؟
- هل تدخرين جزءاً من مصروفك يومياً؟
- ما الهدف من ادخارك للنقود؟
- ماذا تفعلين في اللعب والحاجات التي لا تحتاجينها؟
- هل تعرفين معنى الروح التضامنية؟