لماذا نحب بعض الأيام ونكره بعضها في العمل؟ الجانب العاطفي من بيئة العمل

هل نتحكم أم تحكمنا العواطف في الحياة المهنية؟
هل نتحكم أم تحكمنا العواطف في الحياة المهنية؟ -المصدر: freepik by wayhomestudio

هل مررت يوماً بتلك اللحظة في الصباح عندما تستيقظ وأنت متحمس ليوم عمل جديد، وفجأة تجد نفسك في منتصف اليوم تشعر بالإرهاق أو الملل؟ ما الذي يحدث في تلك اللحظات التي تجعل بعض الأيام في العمل أسهل وأكثر إثارة، بينما تصعب أخرى بشكل غير مبرر؟ ربما فكرت في ذلك سابقاً: هل نحن فقط من نصنع هذه الفوارق في مشاعرنا، أم أن بيئة العمل نفسها تلعب دوراً كبيراً؟ في هذا المقال تتحدث الخبير في مجال علم النفس الإكلينيكي، سوزان هنداوي عن تأثير العواطف في يومياتك المهنية، وكيف يمكن لعوامل بسيطة أن تغير مجرى يومك بالكامل؟

4 أسرار عاطفية تؤثر في أيامك في العمل

طاقة التقدير

هل لاحظت كيف يتحول يومك بالكامل عندما تتلقى كلمة شكر أو مديحاً حول عملك؟ التقدير هو الوقود العاطفي الذي يعزز شعورنا بالقيمة والإنجاز. عندما يشعر الموظف بأن جهوده محل اعتراف، يزداد ارتباطه بالعمل، وتتحول المهام من مجرد التزامات إلى إنجازات شخصية. لكن غياب هذا التقدير يمكن أن يجعل حتى أسهل الأيام ثقيلة. إذا لم تجد التقدير، هل فكرت كيف يمكن أن تكون أنت مصدره لزملائك؟
اكتشف الحلول: زميل مزعج؟ 6 إستراتيجيات للتعامل مع الشخصيات الصعبة في المكتب

عبء التوتر

التوتر مثل سحابة ثقيلة؛ كلما زادت، حجبت نور يومك. عندما تشعر بأن المهام تتكدس أو أن الضغوط لا تنتهي، قد يبدو اليوم بلا نهاية. هذا العبء النفسي لا يستهلك فقط طاقتك الجسدية، بل يؤثر أيضاً في حماسك وقدرتك على التفاعل مع زملائك. تأمل: كيف يمكنك تنظيم يومك، أو طلب المساعدة لتخفيف هذا العبء؟ تذكر أن التوازن في مواجهة التوتر يبدأ بخطوة صغيرة نحو الهدوء.

دفء العلاقات

العمل ليس مجرد مهام وأهداف؛ إنه أيضاً مساحة لعلاقات إنسانية. زميل متفهم أو فريق داعم يمكن أن يحول أي يوم صعب إلى فرصة للتعلم والمشاركة. على الجانب الآخر، النزاعات أو سوء التفاهم يمكن أن يصنع حاجزاً بينك وبين شعورك بالراحة في مكان العمل. كيف يمكنك بناء روابط أعمق مع فريقك؟ ربما يكون الأمر بسيطاً كابتسامة أو مشاركة لحظة دعم.

عدوى الإيجابية

العواطف معدية، وهذه حقيقة علمية! عندما يكون من حولك مليئين بالطاقة الإيجابية، تجد نفسك مشحوناً بالحماس دون أن تشعر. والعكس صحيح؛ السلبية يمكن أن تسرق منك حتى أفضل أيامك. فكر: هل يمكنك أن تكون أنت مصدر الإيجابية لغيرك؟ كل تفاعل صغير منك قد يكون شرارة ليوم أكثر إشراقاً للجميع.

كيف يمكننا التحكم في مشاعرنا اليومية؟

  • إدارة البداية

كيف تبدأ يومك يحدد النغمة لبقيته. هل تستيقظ على عجلة وتحمل معك توتر الصباح إلى المكتب؟ أم تأخذ لحظة للتفكير في أهدافك وما تريد تحقيقه؟ البداية الواعية ليومك، من خلال ممارسة روتين صباحي مهدئ مثل التأمل أو كتابة قائمة أولوياتك، تمنحك سيطرة أفضل على مشاعرك طوال اليوم. هل يمكنك أن تمنح نفسك دقائق إضافية لصنع يوم أكثر إيجابية؟

  • تحويل التحديات إلى فرص

في لحظات الضغط، نتفاعل بشكل فوري غالباً، لكن ماذا لو حاولنا إعادة صياغة الموقف؟ بدلاً من رؤية المهمة الصعبة كعبء، حاول أن تراها كفرصة لتعلم مهارة جديدة أو إثبات قدراتك. عندما تغيِّر زاوية رؤيتك للتحديات، تتحرر من مشاعر الإحباط، وتبدأ في الشعور بالتمكين. هل فكرت يوماً كيف يمكن لعقلك أن يكون شريكاً لك بدلاً من معيق؟

  • بناء درع المشاعر

ليس كل موقف أو كلمة تستحق رد فعل منك. تطوير قدرة على التحكم في ردود أفعالك العاطفية يمنحك حرية أكبر. هل يمكن أن تضع نفسك في موقف المراقب بدلاً من المتأثر؟ عبر التدريب على التنفس العميق أو تقنيات التحكم الذاتي، يمكنك أن تضع حاجزاً بينك وبين المشاعر السلبية؛ ما يساعدك على التركيز على ما يهم حقاً.

  • إشعال دائرة الإيجابية

العواطف معدية، والإيجابية تبدأ من الداخل. هل يمكنك أن تكون أنت المصدر الذي يشعل الحماس في فريقك؟ عبر كلمات تشجيعية بسيطة، أو تقديم مساعدة صغيرة، يمكنك أن تخلق بيئة إيجابية تعود عليك وعلى زملائك بالمثل. هل لاحظت كيف أن لحظة من اللطف أو الابتسامة يمكنها أن تغير أجواء اليوم بالكامل؟
هل تعلم ما هي: 6 إشارات تخبرك أنك مدير جيد دون أن تسمعها من فريقك؟