من الطبيعي أن تمرّ الحامل بعدة تغيرات جسمية ونفسية خلال شهور الحمل التسعة، كما أن عدة أعراض صحية قد تمرّ بها ويجب أن تعرف أنها طبيعية وتعمل على التأقلم معها حتى تنتهي من تلقاء نفسها، وقد تكون الحامل أيضاً بحاجة للقيام ببعض الخطوات التحفيزية من أجل صحة جنينها، والاستعداد لمرحلة الأمومة فيما بعد.
من الضروري أن تعرف الحامل معلومات مهمة عن الحمل كعملية فسيولوجية؛ تحدث لمعظم النساء وتنتهي بسلام وصحة، وأن عليها التمسك بروتين يومي؛ من أجل أن تحافظ على صحتها وصحة الجنين، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، وفي حديث خاص بها، باستشارية النساء والولادة الدكتورة مروة عبد العزيز، حيث أشارت إلى ما الذي يجب عليك معرفته في كل مرحلة من مراحل الحمل الثلاث، مثل زيادة الوزن الطبيعية والغثيان والاستعداد للرضاعة، وغيرها، في الآتي:
الغثيان الحملي مرحلة مؤقتة
لاحظي أن الغثيان الحملي قد لا يستمر معك طيلة شهور الحمل إلا في حالات نادرة، ولكنك غالباً ما سوف تتخلصين منه مع بدء الشهر الرابع من الحمل تقريباً، ولذلك فالثلث الأول من الحمل سوف تمرين من خلاله بعدة أعراض مزعجة، وعليك التعامل معها من أجل تقليلها قدر المستطاع، ويمكن لبعض النصائح أن تقلل منها؛ مثل تناول قطع صغيرة من البسكويت المملح قبل النهوض من الفراش، وكذلك تناول حصة يومية من حمض الفوليك، وفحص معدل الحديد في دمك، حيث إن نقصه يؤدي لزيادة أعراض الغثيان، إضافة لتقليل الأطعمة المتبلة والمقليات بشكل عام، والحرص على تناول وجبات صغيرة مقسمة على مدار اليوم، وعدم تناول وجبات كبيرة؛ لكي لا تؤدي لارتجاع حمض المعدة والشعور بالغثيان بصورة أكثر.
الثلث الثاني من الحمل هو شهور عسل حملك
اعلمي بأن هناك مرحلة تعرف بـ"شهور العسل" خلال الحمل، حيث إنها الفترة التي تحتوي على الثلث الثاني من الحمل، وهي الشهر "الرابع والخامس والسادس" من الحمل، وقد أطلق الأطباء عليها هذا الوصف؛ لأنها ببساطة هي الشهور التي تكون فيها المرأة الحامل قد انتقلت من مرحلة التعب والمعاناة إلى الراحة، وهي مرحلة ثلث الحمل الأول، حيث تصاب بأعراض القيء والغثيان والدوخة، والميل إلى النوم والشعور المستمر بالنعاس، نتيجة لحدوث التغيرات الهرمونية، ولكن مع حلول شهر الحمل الرابع تبدأ مثل هذه الأعراض في التناقص، وتشعر المرأة الحامل بالراحة، وتبدأ بالاستمتاع بحملها ونسيان آلامها، وتتساءل كيف يكون الغثيان في بداية الحمل؟ وتستطيع الحامل القيام بكل أنشطتها الطبيعية بكل حرية، وتمارس الشعور بمشاعر الأمومة وتستمتع بها.
الاستعداد للأمومة يبدأ خلال مرحلة الحمل
ابدئي في الاستعداد لمرحلة الأمومة، خاصة عملية الرضاعة الطبيعية خلال مرحلة الحمل، حيث يجب عليكِ في الثلث الأوسط من الحمل البدء بعملية تدليك الحلمة لتحضيرها؛ من أجل أن يمسك بها الوليد بين شفتيه الرقيقتين، ويستطيع أن يرضع من دون حدوث مشاكل، حيث تواجه معظم النساء بعد الولادة مشكلة الحلمة الغائرة؛ بسبب عدم سحب الحلمة للخارج بأطراف الأصابع عدة مرات يومياً، حيث يعد هذا التمرين البسيط من أهم طرق تسهيل الرضاعة، ولذلك يجب أن تعرفي أن مرحلة الحمل يجب أن تستعدي فيها لكي تكوني أماً تقدم أفضل غذاء لمولودها؛ لحمايته من الأمراض وتعزيز مناعته، وهو حليب الأم، وما يحتويه من عناصر غذائية تعتبر منجماً وكنزاً للرضع.
أهمية الحديث مع الجنين
- اهتمي أنتِ وزوجك بالحديث مع الجنين؛ لأن هذه الخطوة مهمة جداً، ويجب عليكِ أن تعرفي أن الجنين يشعر بكل ما يدور في العالم الخارجي، ولكنه لا يعبر عن ذلك، حيث تتطور لديه حاسة السمع؛ فيسمع صوتك ويتعرفه، كما أنه يتعرف صوت الأب، إضافة إلى أنه يستطيع تمييز مشاعرك، من حيث الحزن أو الفرح، ولذلك فيجب أن تتعاملي معه ككائن متكامل وليس كمجرد شيء موجود في رحمك فقط.
- اهتمي بالتعرف إلى فوائد الحديث مع الطفل منذ المرحلة الجنينية بلغة عربية سليمة لكي تبدئي بالحديث معه بهمس وليس بصوت عالٍ، للحصول على خصوصية يحبها طفلك منذ بدء وجوده داخل الرحم وحتى سن 15 سنة، واعلمي بأن هناك أهمية كبيرة لاستغلال الأم لعمر ما قبل السنوات السبع، لتعليم الطفل سلوكيات وخبرات؛ حيث أثبتت الدراسات أن أفضل برمجة للعقل اللاواعي لطفلك تتم ابتداء من الولادة حتى سن سبع سنوات، ولذلك فيجب عليكِ كأم أن تقومي بتكرار العبارات الإيجابية لمدة ثلاث دقائق كل مرة، ولمدة أسبوعين، سواء كان في الرحم أو خارجه.
الخضوع للرعاية الصحية المستمرة
- استمري بالتواصل مع طبيبك للحصول على فحوصات وصور سونار وفحص سريري إذا لزم الأمر؛ لكي تطمئني على أن حملك يمرّ بسلام ومن دون أي مشاكل صحية بالنسبة لكِ، كما أنك يجب أن تطمئني إلى معدل نمو الجنين، ويستطيع الطبيب التعرف إلى ذلك من خلال قياسات معينة، مثل محيط رأسه، وعدد ضربات قلبه، وكذلك وزنه.
- تابعي مع طبيبك قياساتك الحيوية؛ مثل ضغط الدم ونسبة السكر؛ تحسباً للإصابة بتسمم الحمل، ويجب أن تلتزمي بتعليمات الطبيب في حال حدوث أي مشكلة تشير لارتفاع ضغط دمك مثلاً، وفي بعض الأحيان يضطر الطبيب إلى حجزك بالمشفى للاطمئنان والمتابعة، وفي أحيانٍ أخرى قد يتم اللجوء إلى تحفيز الولادة؛ خوفاً من حدوث مضاعفات، وعلى كل حال يجب أن تتوقعي ذلك، وأن عليك القيام بـ تحاليل واختبارات لازمة للمرأة في شهور الحمل والمواظبة عليها ومتابعة نتائجها مع الطبيب أو مركز رعاية الأمومة والحمل.
الحمل لا يعني أن تأكلي لشخصين
- حافظي على معدل وزنك الطبيعي خلال شهور الحمل، والذي سوف تتخلصين منه بعد الولادة، فمن الطبيعي أن يزداد وزنك بمعدل كيلو جرام واحد خلال شهور الحمل، وفي حال حدوث زيادة عن هذا المعدل؛ فمعنى ذلك أنك لا تتبعين نظاماً غذائياً صحياً ومتوازناً، وأنكِ تقومين بإضافة المزيد من الدهون إلى جسمك، سوف يصعب التخلص منها بعد الولادة.
- احرصي على الكيف وليس الكمّ عند تطبيق قواعد التغذية خلال الحمل، وقللي من تناول السكريات والحلويات والكربوهيدرات والنشويات بشكل كبير، واستبدلي هذه العناصر التي تتسبب في زيادة الوزن وتضر صحتك وصحة الجنين، وتؤدي كثرة السكريات لعدم اكتمال الرئة عند الجنين، حسب الأبحاث العلمية الحديثة، وقومي بتناول الفواكه والخضروات وشرب كمية كبيرة من الماء، إضافة للحرص على حصة يومية من البروتين بأنواعه؛ لكي تعززي من صحتك وصحة جنينك.
قد يهمك أيضاً معرفة: أفضل 9 نصائح لولادة طفل سليم بدون اكتساب وزن زائد خلال الحمل
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
