دَور الذكاء العاطفي في نجاح الشباب

الذكاء العاطفي يساعد على النجاح
الذكاء العاطفي يساعد على النجاح

النجاح لم يعُد مقتصراً على المهارات التعليمية أو مدى الإلمام بالتقنيات الحديثة، بينما هناك عاملٌ شديد الأهمية وهو الذكاء العاطفي، والذي يلعب دوراً حاسماً في تحقيق النجاح.
الشباب بشكل خاص يحتاجون إلى التحلّي بمهارة الذكاء العاطفي؛ لأنهم يواجهون تحديّات متعددة في مساراتهم التعليمية والمهنية، لن تمُر إلا بمهارات خاصة وغيرِ تقليدية وحدسٍ يتميّز بالوعي.

ما هو الذكاء العاطفي؟

يُعرف الذكاء العاطفي بأنه القدرة على التعرُّف إلى المشاعر الشخصية وإدارتها، وفهم مشاعر الآخرين والتفاعل معها بفعالية. ويضم الذكاء العاطفي مجموعة من المهارات الأخرى الأساسية، مثل مهارات: الوعي الذاتي، والتحكم في المشاعر، والتحفيز، والتعاطف، والمهارات الاجتماعية.

الذكاء العاطفي إحدى المهارات الأساسية للتطوُّر المهني- المصدر freepik

سمات الذكاء العاطفي

حتى يمكن القول إن شخصاً ما، يتمتع بذكاء عاطفي؛ فيجب أن تظهر عليه بعضٌ من السمات التالية:

  • الوعي الذاتي: القدرة على التعرُّف إلى المشاعر الشخصية، وفهم تأثيرها على السلوك والتفكير.
  • إدارة المشاعر الذاتية: القدرة على التحكُّم في المشاعر والانفعالات، والتعامل مع الضغوط بطُرق صحية.
  • الحافز الداخلي أو الشخصي: وهنا المقصود به أن يكون الشخص قادراً على تحفيز نفسه لتحقيق الأهداف من دون الاعتماد على المحفزات الخارجية.
  • التعاطف: القدرة على فهم مشاعر الآخرين والتفاعل معهم بإيجابية.
  • المهارات الاجتماعية: تمثل المهارات الاجتماعية سِمة أساسية في الذكاء العاطفي، وهي تعني القدرة على بناء علاقات إيجابية والحفاظ عليها، والتواصل الفعّال مع الآخرين.

كيف يقود الذكاء العاطفي إلى النجاح؟

العلم عزز فرضية أن النجاح يتطلب شيئاً من الذكاء العاطفي أولاً. أشارت دراسة نشرتها مجلة "فوربس الأمريكية" إلى أن المهارات غير المعرفية، مثل: الدوافع النفسية، والوعي الذاتي، تلعب دوراً أساسياً في تحديد فرص النجاح الأكاديمي. وجدت الدراسة أن هذه المهارات، التي تُعتبر جزءاً من الذكاء العاطفي، تؤثر بشكل أكبر من توقعاتنا على الأداء الأكاديمي والمهني مع مرور الوقت. تشير النتائج كذلك إلى أن تعزيز هذه المهارات، مع العمل على تعميق القدرات المعرفية، يمكن أن يحسّن النتائج التعليمية بشكل كبير.

الذكاء العاطفي والعمل

  • قد تكون بيئة العمل أكثر احتياجاً لسمات الذكاء العاطفي حتى يتمكن الشاب من تحقيق النجاح. وذلك لأن الذكاء العاطفي يساعد الأفراد على تحقيق الأهداف التالية:
  • بناء علاقات قوية مع الزملاء والعملاء.
  • اتخاذ قرارات صائبة.
  • التحكم في الانفعالات.
  • تقييم المواقف بموضوعية.
  • التكيّف مع التحديات.
  • تجاوز الإحباط.

وكذلك في التعامل مع الشخصيات الصعبة، سواء أكانوا مديرين أو زملاء عمل.
اقرأي أيضاً الجمال الداخلي: كيف تنعكس الثقة بالنفس على المظهر الخارجي

كيفية تطوير الذكاء العاطفي لدى الشباب

الذكاء العاطفي ليس سِمة يولد بها الشخص، بينما يكتسبها ويحاول تطويرها مع العمر. لذا، يمكن للشباب تطوير مهارات الذكاء العاطفي من خلال:

شباب في المرحلة الجامعية- المصدر freepik

التدرُّب على الوعي الذاتي

ببساطة، هي مهارة تساعدك على الوصول إلى فهم نفسك وتحديد المشاعر الداخلية، ويمكن تحقيق ذلك من خلال: ممارسة التأمل، وكتابة اليوميات؛ للتعرُّف إلى المشاعر وفهمها.

تعلُّم إدارة الذات

السيطرة على المشاعر مهارة شديدة الأهمية، من خلال تطوير إستراتيجيات للتحكم في الانفعالات، مثل: تقنيات التنفس العميق، والتفكير الإيجابي.

تعزيز التحفيز الذاتي

لا تنتظر أن يشعر بك العالم، أو يقدّرك، بينما يمكنك تحديد أهداف واضحة والعمل على تحقيقها بشغف.

تنمية التعاطف

التعاطف مع الآخرين يقودك إلى النجاح الشخصي؛ لذلك عليك تعزيز الشعور بالتعاطف، وذلك من خلال الاستماع الفعال، ومحاولة فهم وجهات نظر الآخرين.

تطوير المهارات الاجتماعية

حتى المهارات الاجتماعية يمكن اكتسابها وتنميتها، من خلال: المشاركة في الأنشطة الجماعية، والتواصل المفتوح مع الآخرين.

الذكاء العاطفي والقيادة

  • يُعتبر الذكاء العاطفي من الصفات الأساسية للقادة الناجحين؛ لأنه يمكّنهم من تحقيق الأهداف التالية:
  • تحفيز الفريق: من خلال فهم احتياجات ومشاعر الأعضاء، وتقديم الدعم المناسب.
  • اتخاذ قرارات أفضل: من خلال تقييم المواقف بموضوعية، والتفكير في العواقب العاطفية للقرارات.
  • إدارة النزاعات: من خلال التوسُّط بفعالية، وحل المشكلات بطريقة بنّاءة.

تأثير الذكاء العاطفي على الصحة النفسية للشباب

الذكاء العاطفي لا يلعب دوراً في الحياة المهنية والاجتماعية فقط، بينما له تأثير واضح على الصحة النفسية لاسيّما للشباب. فحسب University of St. Thomas فإن الذكاء العاطفي يساعد الشباب على التالي:

الحد من التوتر

الشباب ذوو الذكاء العاطفي العالي يكونون أكثر قدرة على التعامل مع التوتر والضغوط اليومية بفعالية.

تحسين العلاقات

يساعد الذكاء العاطفي في بناء علاقات إيجابية ومستقرة؛ مما يقلل من النزاعات ويعزز الدعم الاجتماعي.

زيادة الرضا عن الحياة

من خلال تحقيق توازن عاطفي وفهم أفضل للمشاعر؛ مما يؤدي إلى شعور أكبر بالرضا والسعادة.