أهمية الراحة النفسية للحامل وتأثيرها على صحة الجنين: 13 طريقة للعلاج

صورة لحامل سعيدة
الراحة النفسية ضرورة للحامل والجنين معاً

علمياً الراحة النفسية التي تحسها الحامل لا تأت من فراغ، إنما من خلال أجواء البيئة التي تعيش وسطها، من طبيعة الغذاء الصحي الذي تتناوله، ومن قدر الرياضة التي تقوم بها ، من الحياة الهادئة الخالية من الضغوطات النفسية، وهذا ينعكس بالضرورة على صحة الحمل وراحتها النفسية، كما يحدد الطباع المزاجية للجنين الذي مازال في الرحم.
لهذا فهناك أهمية لملاحظة الحامل ومراعاتها لحالتها النفسية؛ لأن تعرضها للكثير من الضغوط يؤدي إلى إفراز هرمونات معينة تمر إلى الجنين وتصله من خلال المشيمة، والمفيد أن تعرف الحامل أن التعرض إلى بعض الضغوط النفسية المتباعدة لا يضر الجنين، ولكن ما يضر هو استمرار التعرض لها.
اللقاء وأستاذة النساء والولادة الدكتورة منال الهادي لشرح أهمية الراحة النفسية للحامل وتأثيرها على الجنينن، مع مزيد من التفاصيل.

طبيعة مشاعر الحامل.. طوال أشهر الحمل

حامل تبتسم سعيدة بحملها

تترافق فترة الحمل مع العديد من المشاعر المؤثرة في نفسية الحامل؛ فهناك الفرح والراحة النفسية حالة ثبات الحمل والتأكد من سلامته.
تنتاب الحامل مشاعر الغضب بسبب التغيرات الهرمونية أثناء الحمل، بجانب المضايقات المرضية المرافقة للحمل، وتأثير ثقل البطن.
تشعر الحامل بالخوف والقلق من التفكير الزائد والخوف من ولادة طفل مريض، أو معاق، أو حتى القلق من الموت في أثناء الولادة، وكلها مشاعر سلبية.
ويمكن أن ينتج حزن المرأة الحامل كذلك نتيجة للشعور بخيبة الأمل حول عدم نجاح مخطط الولادة، أو بسبب ضعف الرعاية المقدمة للطفل.
وهناك الشعور بالحساسية حول ما تسمعه الحامل، في ما يخص حالات الإجهاض أو الولادة المبكرة أو حالات الاكتئاب وفقدان الشهية والجنين.
والجميل أن يرتبط الحمل بمشاعر الحب بسبب إنتاج هرمون الأوكسيتوسين «هرمون الحب»؛ حيث إن وجوده يعزز تقلصات الرحم أثناء الولادة.

نظرة لصحة الحامل العاطفية

الصحة العاطفية لا يستهان بها؛ فهي جزء من صحة المرأة الحامل؛ فعند الشعور بالرضا والراحة والصحة؛ ستكون الحامل أكثر قدرةً على التأقلم مع كل المشكلات.
ويصبح تقديم الرعاية العاطفية لها فوائد للأم والطفل معا ؛ لأن الطفل معرض لكل شيء يواجه الأم: من الأصوات والطعام وحتى الهواء الذي تتنفسه.
كذلك المشاعر التي تشعر بها؛ فعند الشعور بالراحة والسعادة والهدوء يسمح بنمو الطفل وتطوره، وإن حدث العكس يتأثر نموه وحركته.

علامات نمو الطفل في المراحل العمرية. تعرفي إلي تفاصيلها

تأثير الحالة النفسية على الجنين

تؤثر بشكل كبير على تطور وتشكل الجنين في بطن أمه؛ نظراً لأن الضغوط العاطفية والنفسية الشديدة التي تتعرض لها المرأة خلال فترة الحمل وحتى قبلها، يمكن أن تكون عاملاً في ظهور إصابة الجنين بتشوهات متنوعة.
كما أن الضغوط النفسية القوية مثل فقدان الوظيفة أو الطلاق أو الافتراق بين الأزواج أو الحزن على ميت، يمكن أن تسبب عدم راحة الحامل، وبالتالي تؤدي إلى تشوهات الجنين غير الطبيعية .
فرص تعرض الجنين لتشوهات خلقية تزداد عندما تحزن الأم لفقدان أحد أطفالها خلال الأشهر الثلاث الأولى من الحمل، وتزداد نسبة الخطورة إذا كان الموت غير متوقع.
شعور الحامل بعدم الراحة يسبب ضغطا نفسيا يتسبب في ارتفاع هرمون الكورتيزون الذي يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم، وتقلص نسبة الأوكسجين في الأنسجة، عاملان يتسببان في مشاكل خلقية عند الجنين.

تابع: آثار عدم شعور الحامل بالراحة على الجنين

  • لا ينام الجنين بسهولة، وقد يعاني من نشاط مفرط ، أو يعاني من نوبات مغص، وغالبا سيكون طفلاً عصبياً.
  • حركة الجنين تصبح أكثر نشاطاً وأقل استقراراً، وذلك عندما تتعرض الحامل لضغط نفسي أو زيادة في نسبة القلق أو الاكتئاب.
  • الأطفال يصبحوا مثل الأمهات اللاتي تتسم حياتهن بعدم الراحة، بسبب المنافسة في العمل، أو السرعة في الأداء وحل المشكلات.
  • يصبح الأطفال حادين، متنبهين، ردود أفعالهم قوية تجاه البيئة التي يعيشون فيها، ولا يعني هذا أن يكونوا كثيري البكاء وتهدئتهم صعبة.

أسباب طبية وراء عدم راحة الحامل

تفاعل الهرمونات سبب لتغير نفسية المرأة الحامل؛ حيث يزيد إنتاجها خلال فترة الحمل مثل: هرمون البروجسترون والإستروجين، هذه الهرمونات تؤثر في المشاعر، وفي قدرة العقل على مراقبة هذه المشاعر؛ ما يؤدي إلى عدم الراحة و الاستقرار العاطفي .
تقدم الحمل يسبب ضغطاً إضافياً على الأم الحامل؛ نتيجةً للتغيرات النفسية، حول القضايا الحياتية المصاحبة للحمل وما بعد الولادة، وهذا قد يصرف الحامل عن رعاية حملها ونفسها، وعدم القدرة على التحكم في هذه العواطف، إلى جانب التغيرات الجسدية المصاحبة للحمل.
عدم القدرة على التحكم في العواطف يتسبب في التأثير في الصحة العقلية والبدنية للحامل وحدوث اضطرابات في العواطف الطبيعية، وقد تتأثر نفسية الحامل وتتراجع؛ نتيجة لاضطرابات النوم، وعدم الحصول على النوم الكافي الناتج عن الإرهاق، وعدم الراحة، أو الإجهاد.

13طريقة للعلاج

حامل تنتظر مولودها بفرح وسعادة
  1. تذكري النقاط الإيجابية في حياتك، وهو أنكِ ستصبحين أمًا لطفل جميل يسعد حياتك، وستمتلئ حياتك بمسؤوليات تخص طفلك وتسعدكما معا.
  2. تناولي نظامًا غذائيًا صحيًا ومتوازنًا، وخصصي وقتًا للاسترخاء خلال يومك ، وعليكِ بالحمام الدافئ، فهو مفيد ويساعد على الاسترخاء.
  3. مارسي نشاطًا معينًا تحبينه أسبوعيًا، فذلك له تأثير جيد على مزاجك، كما يمكنك ممارسة رياضة خفيفة أثناء الحمل وبعد استشارة طبيبك.
  4. كوني اجتماعية وتواصلي مع الأخريات، فذلك يساعدك كثيرًا، ويمكنك ذلك بالتواصل مع صديقاتك المقربات.
  5. اتركي أفراد عائلتك وأصدقائك يساعدونك في الأعمال المنزلية والتسوق، فهذا يعطيكِ إحساس الدعم ممن حولك، وأنكِ لست وحيدة.
  6. ناقشي أي مخاطر تخطر على بالك مع أحد أفراد عائلتك أو مع طبيبتك، حتى تتخلصي منها، فتعودي أن تفصحي عن مشاعرك.
  7. حافظي على فترات نوم كافية ومنتظمة، قللي مهامك والتزاماتك الأخرى حتى تتجنبي الضغط النفسي والعصبي.
  8. لا تكثري من تناول الشاي والقهوة حتى لا تسبب لك الأرق ، وتجنبي المياه الغازية تمامًا، و حاولي أن تكوني مرنة في تصرفاتك.
  9. أسألي طبيبك عن كل ما يدور بذهنك من تساؤلات لأن قلقك على حملك أو على جنينك سيزيد من ضغطك النفسي.
  10. مارسي اليوجا فهي رياضة ظريفة، لا تساعدك فقط على الراحة والاسترخاء، ولكنها تريح أيضاً آلام الظهر.
  11. أشركي زوجك أو المقربين إليك في أحاسيسك، خاصةً مشاعر الغيظ أو الضيق، فهذه المساندة المعنوية ستساعدك نفسياً.
  12. اعملي على كتابة الأنشطة اليومية التي تقومين بها؛ وقومي بالفضفضة عن مشاعرك على الورق لكسب مزيد من الراحة.
  13. انتهزي أي فرصة للسعادة واستمتعي بها، كلما كنت أكثر سعادة، كان جهازك المناعي أقوى لك ولطفلك.

*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.