سيدتي الحامل لا تقلقي: التوتر والقلق والتغير المزاجي أمرٌ شائع لدى العديد من النساء الحوامل؛ فبينما تحتل مشاعر السعادة والفرح والحماس قلبك بعد سماع خبر الحمل، فهناك أيضًا مشاعر بالقلق تنتابك بشأن صحة الجنين، والمسؤوليات الجديدة التي ستتحملينها بعد الولادة، والشك في قدرتك على رعاية المولود الجديد، والنفقات المالية الإضافية، بجانب التغييرات التي ستشهدينها على جسمك وبشرتك، و القلق والخوف من آلام المخاض والولادة.
نعم فترة الحمل مرحلة مليئة بالتغيرات الجسدية والعاطفية، وما عليك إلا تفهّم هذه المشاعر المتقلبة، وتوقع المزيد من التغيرات اللاحقة؛ نظرًا لتطور نمو الجنين. في هذا التقرير يتحدث الدكتور محسن علم الدين أستاذ النساء والولادة على أسباب هذه التغيرات وأعراضها وكيفية التعامل مع التوتر والقلق خلال فترة الحمل .
أسباب القلق والتوتر أثناء الحمل
تضارب المشاعر النفسية أثناء الحمل: حيث أن أول المشاعر تبدأ بخبر الحمل، والسعادة الكبرى لو كانت الحامل راغبة فيه وتخطط له من قبل، وهناك الغضب الذي ينتابها بسبب التغيرات الهرمونية التي تصاحب الحمل؛ ما يشعرها بالضعف وقلة الأمان.
مشاعر الخوف: نتيجة قلقها من إنجاب طفل مريض أو مُعاق، كما أنّ بعض النساء يخشَين الموت أثناء الولادة، وقد تعاني بعضهنّ من مشاعر الخوف من الولادة نفسه.
المناقشات أثناء الحمل أو قرب الولادة: التي تدور مع الطبيب المختص، وتغفل الحامل أن إفراز هرمون الأوكسيتوسين المعروف بهرمون الحب، يُمكن أن يولّد لدى المرأة الحامل مشاعرَ المودة والألفة.
التغير السريع لمستوى الهرمونات: وذلك أثناء الأشهر الأولى، وخاصة هرموني الإستروجين والبروج سترون، يعد من أهم المصادر التي تتسبب في تقلب مزاج الحامل.
زيادة تركيز هرمون الإستروجين خلال الحمل: مقارنةً بمستوى تركيزه قبل الحمل،.. ويعمل على تنظيم المزاج والعواطف؛ مما يؤدي في نهاية المطاف إلى قلقِ وتهيّج.
تغيّر مستوى هرمون البروج سترون: والذي يتسبب في ارتخاء عضلات الجسم المختلفة؛ ممّا يؤدي للشعور بالتعب الشديد أثناء الحمل؛ إضافة إلى الحزن والبكاء.
قراءة الكتب التي تروي المشاكل: تلك المتعلقة بالحمل والولادة، والتي تتسبب في تقلب مزاج الحامل، وخاصة تلك التي تسرد حالات صعبة وخطرة مرت بالحامل مع الولادة، أو سرد للمضاعفات المحتملة.
المعاناة من صعوبة النوم : وذلك خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل؛ مما يُسبب الشعور بالتعب الذي يؤدي إلى تقلب المزاج؛ إضافة إلى تفاقم المخاوف وازدياد القلق .
خوف الحامل من مرحلة الأمومة: وما سيترتّب عليها من مسؤوليات جديدة، الرغبة العارمة في تهيئة المنزل وتنظيفه وتنظيمه، والاستعداد العام لاستقبال المولود؛ خاصة خلال الشهر الأخير.
توتر العلاقة الزوجية أثناء الحمل: فقد لا يتكيف الشريكان مع مسؤولياتهما الجديدة؛ مما يؤدي إلى إصابتهما بالتوتر والقلق والخلافات، وتذكري أن التوتر أثناء الحمل أمر شائع، وأن طلب الدعم من الطبيب والأصدقاء والأقارب يحدث فرقاً كبيراً .
العصبية أثناء الحمل: قد تكون مرتبطة أيضًا بالضغوطات الداخلية، والتي تشمل المخاوف والقلق والأفكار تشتد لدى الكثير من النساء أثناء انتظار المخاض والولادة .
أعراض الضغط النفسي أثناء الحمل
تختلف الأعراض أثناء الحمل بين حامل وأخرى، وتشمل:
- صعوبات في النوم.
- الصداع.
- زيادة معدل ضربات القلب.
- القلق المستمر.
- الغضب.
- صعوبة تذكر الأشياء.
- آلام في البطن.
- تناول القليل من الأطعمة الصحية.
- الطفح الجلدي.
مخاطر التعرض للضغوط النفسية أثناء الحمل
- يؤدي التوتر المزمن إلى ارتفاع ضغط الدم، ويزيد من خطر الإصابة بتسمم الحمل.
- يتسبب التوتر إلى إضعاف جهاز المناعة، ويجعلك أنت والجنين أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
- تزيد المستويات المرتفعة من هرمونات التوتر من مقاومة الأنسولين، ما يعرض الحامل للإصابة بسكري الحمل
- تزيد التقلبات المزاجية من تعرض الحامل لاضطرابات النوم و الأرق، وقد يحدث تأخر في نمو الجنين أو صعوبات في التعلم.
- توقع زيادة خطر الولادة المبكرة بسبب القلق والتوتر، بجانب متلازمة الضائقة التنفسية أو ضعف الإدراك، ونقص الانتباه، والمشاكل السلوكية، والاكتئاب.
وفق دراسة..ارتفاع ضغط الدم
كيفية تعامل الحامل مع التوتر والقلق
- قومي بتذكير نفسك دائمًا بأنّ الاضطرابات العاطفية وتقلبات المزاج، تُعدّ أمراً طبيعياً أثناء فترة الحمل، وعليها أنْ تبذل جهدها في الاهتمام بنفسها، وفي التغلب على تلك التقلبات المزاجيّة.
- حاولي التعامل مع الأمور الحياتية ببساطة أثناء الحمل؛ لتقليل الضغط النفسي الواقع عليك؛ فلا ينبغي أن تُفكّري بطريقة مثاليّة لإنهاء العديد من المهام قبل ولادة الطفل الجديد مثلاً.
- تعاملي مع نفسك - امرأة حامل- وضعي حاجاتك في أعلى درجات السلم، ودللي نفسك كجزء أساسي من رعاية الجنين، والدلال هنا يعني الاهتمام والرعاية بالصحة النفسية والجسدية.
- عبري عن مشاعرك لشريكك، واقضي الكثير من الوقت معه، وعززي الروابط بينكما؛ حتى تتلقي الدعم بعد مجيء المولود الجديد، وتناقشي مع طبيبك إذا كنت تشعرين بالحزن أو الفزع أو اليأس على الدوام.
- تفهمي بأن تقلبات الحالة المزاجية أثناء الحمل ليست متشابهة، هناك نوبات مرحة؛ ولحظات حزينة؛ فقد تستائين من شريكك أو صديقاتك غير الحوامل.
- قومي بالتفريق بين التقلبات العاطفية الطبيعية للحمل والاكتئاب؛ حيث تفشل العديد من النساء في إدراك أنه من الممكن أيضاً الإصابة بالاكتئاب أثناء الحمل
- اهتمي بتناول الطعام الصحي، حتى لا تتمكن التقلبات المزاجية منك، فإذا شعرت بالجوع في أي وقت، تناولي الطعام الذي يمكن أن يهدئ من غضبك، ويشعرك بالهدوء.
- فكري في القيام ببعض التمارين الرياضية الخفيفة منخفضة التأثير، مثل المشي أو السباحة، في الهواء الطلق المنعش؛ فإن إطلاق الإندورفين سيشجع المشاعر الإيجابية والسعادة.
- احرصي على أخذ فترات استراحة قصيرة متكررة، وتجولي كل بضع ساعات، فذلك يساعد على تخفيف التوتر العضلي والوقاية من تراكم السائل في الساقين والقدمين.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.