كيف يمكن للأمهات الاستفادة من التطبيقات الرقمية للحفاظ على صحة حملهن؟

متابعة التطبيقات الرقمية
كيف يمكن للأمهات الاستفادة من التطبيقات الرقمية

لا نستطيع إنكار أن الرعاية الصحية للأم الحامل أصبحت أكثر سهولة ودقة من أي وقت مضى، بفضل التطبيقات الصحية والأجهزة التي تقيس نشاط وصحة الجسم، ورغم هذا فهناك بعض التحديات الجديدة التي تواجه الأمهات في عالم مليء بالتكنولوجيا المتصارعة.

في هذا التقرير توضح الدكتورة هند سلمي استشاري النساء والولادة، كيف يمكن للأمهات الحفاظ على حمل صحي في عصر تكنولوجيا المعلومات، بما يشمل من طرق تغذية ورياضة للحامل مناسبة، وحتى أوقات الترفيه الإيجابية من خلال الاشتراك مع الصديقات بمواقع التواصل الاجتماعي.

تأثير التكنولوجيا على الحمل

حامل تتحدث في الجوال

في السنوات الأخيرة أصبحت التكنولوجيا جزءاً لا يتجزأ من الرعاية الصحية أثناء الحمل؛ مثل تطبيقات الهواتف الذكية التي تساعد الأمهات في متابعة تقدم الحمل خطوة بخطوة، ومراقبة تطور نمو الجنين وتسجيل الملاحظات الطبية.
كما يمكن للأمهات الآن استخدام الأجهزة القابلة للارتداء مثل الساعات الذكية، التي تتابع مستويات النشاط البدني، ومعدل ضربات القلب، وضغط الدم، ما يساعد الأطباء في مراقبة صحة الأم والجنين عن قرب.

مراقبة الحمل باستخدام التطبيقات

هناك العديد من التطبيقات المتاحة التي تتيح للأمهات متابعة تاريخ الحمل بسهولة، وتوفر أيضاً تقويماً دقيقاً لموعد الولادة، بجانب تقديم نصائح طبية حول النظام الغذائي، والتمارين الرياضية، وكيفية العناية بالصحة النفسية.
التطبيقات مثل "Ovia Pregnancy" و**"Pregnancy +"** أصبحت شائعة لأنها توفر تفاصيل حول نمو الجنين أسبوعياً؛ مما يعطي الأمهات شعوراً أكبر بالتحكم في حملهن.
إضافة إلى ذلك، هناك تطبيقات أخرى مثل "BabyCenter" و**"What to Expect"**، والتي توفر محتوى موثوقاً حول مشاكل الحمل؛ مثل القيء، الحرقة، أو أعراض الضغط النفسي.
وكل هذه التطبيقات تساعد بلا جدال الأمهات على اتخاذ القرارات الأفضل بشأن رعايتهن الصحية.

مراقبة الصحة البدنية باستخدام الأجهزة الذكية

تكنولوجيا الأجهزة الذكية لم تقتصر على الهواتف فقط، بل تشمل أيضاً الأجهزة القابلة للارتداء مثل الساعات الذكية وأجهزة مراقبة النوم.
الأجهزة مثل Fit bit وApple Watch تساعد النساء الحوامل في متابعة نشاطهن البدني اليومي؛ إذ من المهم الحفاظ على مستوى معتدل من النشاط البدني لتحسين الدورة الدموية، السيطرة على الوزن، وتقليل خطر الإصابة بحالات مثل السكري الحملي.
هذه الأجهزة تقوم بتقديم ملاحظات فورية حول مستويات النشاط وضغط الدم، مما يساعد الحامل على اتخاذ خطوات سريعة إذا لزم الأمر.
إضافة إلى ذلك، هذه الأجهزة تساعد في تتبع النوم؛ فالنوم الجيد جزء مهم من الصحة أثناء الحمل، حيث يساعد في تقوية جهاز المناعة، وتنظيم مستويات الهرمونات، وتعزيز الإنتاجية اليومية.
بعض الأجهزة القابلة للارتداء تقدم بيانات مفصلة حول أنماط النوم، مما يساعد الأمهات على تقييم نوعية نومهن واتخاذ تدابير لتحسينه.

التغذية السليمة: عنصر أساسي للحمل الصحي في العصر الحديث

حامل تتصفح الانترنت
         حامل تتصفح الانترنت

 

التغذية أثناء الحمل تُعتبر واحدة من أهم العوامل التي تؤثر على صحة الأم والجنين، وفي عصر التكنولوجيا أصبح من السهل الحصول على معلومات غذائية دقيقة عبر الإنترنت، ولكن مع تزايد المعلومات، يمكن أن تصبح الأمور مربكة، لذلك، من المهم أن تعتمد الأمهات على مصادر موثقة للحصول على الإرشادات اللازمة.

التغذية أثناء الحمل

يجب أن تكون الوجبات متوازنة وتحتوي على الفيتامينات والمعادن الضرورية مثل حمض الفوليك، بالإضافة إلى تناول الأطعمة الغنية بالبروتين والأحماض الدهنية أوميغا 3 لتطوير دماغ الجنين والتقليل من مخاطر التشوهات الخلقية للجنين.
من المهم أيضاً تناول الأطعمة الغنية بالحديد مثل اللحوم الحمراء، العدس، والمكسرات للوقاية من فقر الدم، وهو أمر شائع بين النساء الحوامل.

المكملات الغذائية

إلى جانب النظام الغذائي المتوازن، يمكن أن يوصي الأطباء ببعض المكملات الغذائية التي تساعد في دعم نمو الجنين، مثل: مكملات الحديد وحمض الفوليك في المرحلة المبكرة من الحمل، مكملات فيتامين د والكالسيوم لدعم نمو العظام.
مع التقدم التكنولوجي، تتوفر العديد من الأجهزة الذكية التي تقدم ملاحظات حول احتياجات الحامل الغذائية، مما يساعد الأمهات في اتخاذ قرارات غذائية صحية بناءً على استجابات أجسامهن.

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على نفسية للحامل

حامل سعيدة تتلقى الدعم من مواقع التواصل

توفر وسائل التواصل الاجتماعي مصادر دعم وإلهام للأمهات، وقد يكون لها أيضاً تأثيرات سلبية؛ الضغط للتظاهر بحياة مثالية عبر الإنترنت يمكن أن يؤدي إلى مشاعر القلق والاكتئاب.
كما أظهرت العديد من الدراسات أن النساء الحوامل اللواتي يتفاعلن كثيراً مع المحتوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي قد يعانين من زيادة مستويات التوتر والقلق.
من المهم أن تكون الأمهات على دراية بالوقت الذي يقضينه على وسائل التواصل الاجتماعي، وأن يتعلمن كيفية التعامل مع الضغوط التي قد تسببها هذه المنصات.
البحث عن الدعم من خلال مجموعات متخصصة مثل تلك التي تقدمها بعض التطبيقات يمكن أن يكون خياراً مفيداً.

استراتيجيات الدعم النفسي

من أفضل الطرق لدعم الصحة النفسية أثناء الحمل هو التواصل المفتوح مع العائلة والأصدقاء، يمكن أن تساعد تطبيقات الصحة النفسية مثل Headspace وCalm في تعزيز الراحة النفسية من خلال التأمل الموجه وتقنيات التنفس العميق؛ مما يساعد الأمهات على التعامل مع الضغوط اليومية.
كما أن استخدام هذه التقنيات يمكن أن يساعد الأمهات في تقليل مستويات القلق، ويزيد من جودة حياتهن خلال فترة الحمل.

التمارين الرياضية: تقنيات وآليات للحفاظ على صحة الجسم

حامل ورياضة الكرة الخفيفة

تعتبر ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة أمراً ضرورياً للحفاظ على صحة الجسم أثناء الحمل، بالإضافة إلى فوائدها الجسدية، يمكن للتمارين أن تحسن المزاج وتقلل من القلق والإجهاد، ولكن، من المهم جداً أن يتم تحت إشراف طبي لتجنب أي مضاعفات.

أنواع التمارين المناسبة أثناء الحمل

من أكثر التمارين المناسبة للأمهات الحوامل هي التمارين الهوائية مثل المشي أو السباحة، يمكن أن تساعد هذه التمارين في تقوية القلب، تحسين الدورة الدموية، والتخفيف من آلام الظهر، وهو أمر شائع أثناء الحمل، ويُنصح أيضاً بتمارين اليوغا وتمارين التنفس، التي يمكن أن تساعد في تحسين مرونة الجسم وتخفيف التوتر.

أفضل التمارين للتخلص من آلام الظهر تابعي التقرير

متابعة النشاط البدني باستخدام الأجهزة الذكية

كما يمكن للأمهات استخدام أجهزة مثل Apple Watch أو Fitbit لتتبع نشاطهن البدني أثناء الحمل، هذه الأجهزة توفر بيانات دقيقة حول مستويات النشاط، مما يساعد على تحديد ما إذا كانت الأمهات يتبعن روتيناً رياضياً مناسباً.
الحفاظ على مستوى من النشاط البدني اليومي يمكن أن يساهم في تحسين الصحة العامة، وتقليل خطر حدوث مضاعفات الحمل.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.