الرومانسية بلا شك مطلب ضروري للحياة الزوجية تهفو أنفسنا لها من وقت إلى آخر؛ لأنها تجدد الحياة وتغير الروتين في حياة الشريكين، وقد تنتهز الزوجة الفرصة لتجهيز العشاء بأضواء خافته وفواحات بنكهات متعددة وورود مجففة ملقاة على السرير باللون الفوشي والأبيض والموف، وتضع جميع ألوان الطيف على وجهها، وترتدي ما هو لافت وضيق لتغري زوجها تلك الليلة، ولكن للأسف قد تكون نتيجة المجهود "يا فرحة ما تمت!!".
فكم من أنثى حاولت جاهدة أن تفاجئ بعلها بعيد زواجهما أو غيره من المناسبات فقابلها قائلاً: "لماذا هذه الخسائر؟"، "أنا متعب ولا يوجد لدي الوقت لهذه الأمور".
حول رومانسية الزوجات وجفاء وتعنت الأزواج يحدثنا المستشار الاجتماعي والأسري عن عدة نقاط جوهرية ترينا اختلاف الرجل والمرأة حول ماهية الرومانسية، فتابعوا معنا الموضوع الآتي.
طاح حظي
يقول القراش: "تتعب نفسية الزوجة المسكينة وتختلط دموعها بماكياجها
وتخلع ملابسها وتصدم من وزوجها وتعود إلى حالتها القديمة رافعة شعرها على شكل "حزمة خس"، والكارثة أن بعض الأزواج يجلسون على الإنترنت ويتابعون المواقع الإباحية أو يشاهدون القنوات الفضائية مقلبين أعينهم بأفواه فاغرة، قائلين لزوجاتهم: "ما هذا الخصر؟"، "ما هذه الخفة؟"، "طاح حظي مع هذه الدبة"، رغم أن وزن الزوجة لا يتعدى 60 كيلوغراماً، والسؤال: لماذا يقوم بعض الأزواج بهذا التصرف؟
الجواب باختصار لأنهم لم يدركوا أن العفة نعمة، والحلال بركة، والزوجة الصالحة جنة الدنيا، فاستبدلوا الحلال بالحرام، وصاحبوا الحمقى في الاستراحات وفي العمل، فزينوا لهم الغلط على أنه حرية شخصية، واقتنعوا بأن الزوجة عندهم هي الشغالة والمربية، ولا يقبلون منها التزين أو أي شيء، وإن رغبوا في "التسدح" جانبها.
فيؤدون الواجب فقط باعتبار أنها لن تستطيع أن تقوم بكل الحركات التي يتمنونها من "رقص ودلع وتغنج"؛ لأنها لو قامت بذلك فهي صاحبة ماضٍ أسود وقليلة أدب في نظرهم، كما أنهم يعدّون الزوجة مجرد وجاهة اجتماعية يتسترون خلفها لكي لا يعاتبهم المجتمع، ولكي تأتي بابن يحمل اسم العائلة، وحينها "يحق لذلك الغضنفر أن يلعب بذيله".
جبر الخاطر عبادة
ويضيف القراش: "جبر الخاطر عبادة، والكلمة الطيبة صدقة، والزوجة الصالحة جنة، فلا تحرم نفسك وتحرم زوجتك من الاستمتاع بالحياة، فكم من زوجة تبكي ليلها مع نهارها إذا وجدت هاتف زوجها مليئاً بالمقاطع الإباحية أو شاهدته على الإنترنت يتابع المواقع المشبوهة، لذلك أقول لكل زوج: أعطها فرصة لتعبر لك عن حبها وتطلق عواطفها من صدرها، وكن رجلاً ولا تنتقدها وتجرحها بعد تعبها من أجلك، واعلم أن الزوجة إذا أحبتك فسوف تصنع المعجزات لإسعادك".