يعتبر رمضان في فلسطين فرصة لجمع شمل العائلة، خاصة أن مفهوم العائلة الممتدة التي تعيش في بيت واحد قد بدأ يندثر مع خروج الأبناء للسكن بعيداً عن الوالدين، ولكن مع حلول شهر رمضان المبارك تتغير البرامج اليومية التي يتبعها الأزواج والزوجات الشبان، ويعودون لحضن العائلة، ولذلك أسباب وطقوس جمعتها «سيدتي نت» في القصة التالية:
مع الأسرة
يقول محمد السعدي: «أترك شقتي في مدينة غزة، وأعود لبيت العائلة في رفح، جنوب القطاع، مع أولادي وزوجتي، وأفاجأ بتغير نظام حياتي؛ لأني أعيش في شقة في بناية عالية، فيما مازال بيت عائلتي مبنياً على الطراز القديم، ورغم ذلك فأنا أشعر بالسعادة؛ بسبب وجودي بين والدي وإخوتي وأولادهم، وأحصل على إجازتي السنوية من عملي، وأتفرغ للصلاة في المسجد، والبقاء بقرب والدي، وإعداد الطعام الجماعي لعدد كبير من الأفراد، ونتعاون أنا وإخوتي في إشعال النار بواسطة الحطب، بسبب عدم توفر الوقود، وتقوم زوجاتنا بطهي الطعام قبل موعد الإفطار».
حرب خفية
أما الزوجة عبير، فلها رأيها المختلف عن زوجها في نظرتها لهذا التجمع السنوي، حيث تقول: «تبدأ حرب غير معلنة بيني وبين «سلفاتي»؛ أي زوجات أشقاء زوجي، فكل واحدة تريد أن تبدي مهارتها في الطهي، وتفوقها على الأخريات، وكل واحدة تستعرض ما لديها من ثياب وحلي وإكسسوارات اشترتها طوال العام، وأيضاً هناك منافسة حامية لنيل رضا وحب حماتي؛ فكل واحدة تتقرب لها بطريقتها، بأن تكون مطيعة وتمتدحها وتحضر لها هدية بمناسبة الشهر الكريم، وأيضاً يحاولن التودد لحماي؛ أي والد زوجي؛ لكي يتحدث عنهن في مجالس الرجال كأن يقول: والله ما أحب إلا طبخ زوجة محمد وهكذا».
استغلال الحماة
ولأن هذه الحرب، كما تؤكد عبير، تتكرر في كل عائلة، وتشتكي منها زميلاتها في العمل حيث يعشن نفس «المعاناة»، ويحتملن من أجل أزواجهن، ولأنهن يعتبرنها مرحلة وستمر، فإن للحموات نظرتهن في هذا الموضوع، حيث تقول أم عاطف، ولديها ستة من الأبناء يجتمعون عندها لمدة أسبوع كامل في رمضان: «أستغل زوجات أبنائي جيداً، في تنظيف البيت الكبير، وغسيل السجاد، والبطانيات الكثيرة وتخزينها، وأعمد إلى مدح كل واحدة على حدة، ولكني لا أمتدح واحدة أمام الأخريات؛ لكي لا أوغل صدورهن، ويشعرن بالحقد على بعضهن، وأيضاً لإبقاء روح التنافس بينهن، وأيضاً أشعرهن بأني أنقل تقارير سرية لأزواجهن، سوف تنعكس على حياتهن المستقبلية، فيتنافسن في إرضائي».
فهل هذه الحرب النسائية ترونها لطيفة وبريئة؟
«سيدتي نت» بانتظار آرائكن.