قد تطلب الزوجة طلباً عادياً تقليدياً بحتاً كالذهاب لزيارة والدتها المريضة أو لتهنئة صديقتها على خطبتها أو مولودها الجديد فيأتي رد زوجها بالرفض، وحين تسأل عن الأسباب تجد الجواب الصادم الذي يتمثل بأنه لا يريد، وعندما تريد معرفة السبب في ذلك يكون الرد أنه وببساطة قرر ذلك، ومن حقه أن يقرر، ومن واجبها أن تطيع وتخضع لإرادته، وربما تمادى به الأمر بعد هذا المشهد ليطلبها لفراشه وعليها أن تلبي طلبه راضية دون أي اعتراض؛ لأنه أراد وقرر وعليها أن تقدم الطاعة، هكذا تربى وهكذا يعتقد، لنجد مجتمعاتنا أمام مشكلة تسمى الاستبداد الذكوري، وهو ما ستحدثنا عنه المستشارة الأسرية علا جاد في السطور الآتية:
بداية تعرف علا الاستبداد قائلة: هو التفرد بالشيء وعدم السماح للآخرين بمشاركة الرجال في حقوقهم الشرعية أو الإنسانية والأخلاقية، وأغلب ما يكون بين الأزواج هو الاستبداد بالرأي كمحاولة للتحكم وفرض السيطرة.
وترى جاد أن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي لجعل الزوج يستخدم هذه الطريقة في تعامله مع زوجته وحتى مع أبنائه مستقبلاً، وهي:
1- سيطرة الجهل على المستبد.
2- الغرور والغطرسة.
3- الطمع وحب الدنيا.
4- نشوة الحكم ورغبة السيطرة على الآخرين والتحكم في قدراتهم.
5- نظرة الاحتقار والاستعباد للآخرين.
6- ضعف الثقة بالنفس أو الشعور بقصور ما.
• القوامة والاستبداد:
للأسف يتذرع معظم الرجال بمفهوم القوامة المذكور في القرآن لممارسة استبدادهم وتبرير الأمر، وقد ترضخ العديد من النساء لهذا الاستبداد ظناً منهن أن للأمر أصل شرعي، لذا توضح لنا جاد مفهوم القوامة وعلاقته بالاستبداد الذكوري قائلة: قال الله تعالى في الآية التي يرددها الرجال دوماً: "الرِّجَال قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللَّه بَعْضهمْ عَلَى بَعْض وَبِمَا أَنْفَقُوا"، وقد فسر ابن العربي الآية بقوله: "قَوَّامُونَ": قوّم وقيم وهو فعّال من قام، وتعني أن الرجل أمين عليها، يتولى أمرها ويصلحها في حالها، وعليها طاعته، وعليه – أي الزوج – أن يبذل المهر والنفقة ويحسن العشرة، ويحميها ويأمرها بطاعة الله تعالى، ويرغب إليها شعائر الإسلام من صلاة وصيام، وعليها الحفاظ على ماله، والإحسان إلى أهله وقبول قوله في الطاعات، فيما قال الزمخشري: في الآية دليل على أن الولاية تستحق بالفضل لا بالتغلب والاستطالة والقهر، وهذا يعني أن وظيفة القوامة لا تعني تسلط الرجل، كما لا تعني سلب حقوق المرأة أو تهميش رأيها ووجودها في الحياة، وأن القوامة الزوجية هي رعاية الأسرة وإدارتها بحكمة، وليس تسلطاً أو تعنتاً.
"الاستبداد بالرأي" صفة ذكورية ترهق النساء
- شباب وبنات
- سيدتي - شيماء إبراهيم
- 18 أغسطس 2014