يتردد دوماً في مجالس النساء أن الزواج كان صدمتهنّ الكبرى، إذ أن الحالة الفريدة التي كنّ يعشنها وقت الخطبة سرعان ما تبددت بعد الزواج، وأن كلام الحب والغزل والهدايا وكل ما يشعر بالاهتمام والرغبة في نيل رضا الحبيبة قد تغير، فهل حقاً أن الاهتمام مطلب نسائي لا يتقنه الرجال لا سيما بعد الزواج؟
يقول المستشار الأسري والاجتماعي عبدالرحمن القراش: "إن الاهتمام دليل الألفة والانسجام بين شخصين، فما بالنا بين زوجين يعيشان تحت لحاف واحد ويتنفسان روح بعضهما".
وحول اختلاف مفهوم وطريقة التعبير عن هذا الاهتمام بين الجنسين يقول: "الاهتمام يختلف بحسب طبيعة الأشخاص وبحسب توجهاتهم ونفسياتهم خصوصاً بين الرجل والمرأة، إذ تشتكي بعض الزوجات من برودة الرجل وعدم إعطائها اهتماماً لما تقدمه من أمور في حياتهما، فتجده دوماً يهرب من فراشها ويتجاهل اهتمامها به أو يفتعل المشاكل التي تسبب لها انعكاسات نفسية تؤثر عليه فتفكر وقتها في الطلاق، والسبب الحقيقي في ذلك ربما يكون للمرأة دور أساسي فيه؛ لأن بعض الرجال يعتبرون اهتمام المرأة الزائد وصاية تفرضها عليهم فينفرون منها ولا يتقبلون منها ذلك، أو قد يكون السبب عدم اعتياد الرجل على طبيعة المرأة الحنونة التي تهتم به، فلا يقبل تصرفاتها ويرى أنها تتدخل في شؤونه، أو أن بعض الرجال لديهم شخصية برجوازية لا يقبلون المرأة الضعيفة في حياتهم، والتي تبحث عن حب الرجل من خلال اهتمامها الزائد به، وإنما يعشقون القوية التي تهينهم وتذلهم وتكسر شوكتهم من خلال دلالها أو رفع صوتها أو طلباتها الكثيرة التي لا تتنازل عنها".
وحول الحلول التي يراها القراش يقول: "يجب على المرأة أن تتعلم من البحر أصول الحركة الملاحية بحيث تأتيه وتذهب عنه بحسب ما تقتضي الحاجة، وتكون له مثل العطر الذي يشمه ولا يراه فيتعلق بها، وتكون له طيراً يحلق حوله فيشتاق لاصطياده دوماً، فلكل امرأة طريقة في اقتناص قلب الرجل، لذلك من المهم أن تختار أفضل وأقصر وأسرع الطرق التي تحقق هدفها، وتستحوذ على اهتمامه الذي تريده" .