أسئلة كثيرة مؤرقة تطرحها كلّ حامل على نفسها بشكل متكرّر: هل جنيني طبيعي؟ ما هو المطلوب لمتابعة حاله الصحية؟ ما هي الفحوص المطلوبة لمراقبة تطور نموّه، والتأكّد من سلامته؟..
هذه الأسئلة وغيرها كانت دافعاً لشركة "روش دياجنوستيكس" الشرق الأوسط، لعقد دورة تثقيفية للإعلاميين عن أهمية الفحوص المسحية خلال الثلث الأول من الحمل، للتحرّي عن الشذوذات الصبغية والهيكلية المهمّة في تقييم خطر الإصابة ببعض الحالات المرضية مثل: "متلازمة داون".
في خلال اللقاء، تحدّث اختصاصي الرعاية الطبيّة للأم والجنين في "مركز كليمنصو الطبي" و"مستشفى سيدة المعونات الجامعي" و"مستشفى هيكل" في لبنان الدكتور برنار نصار، مؤكداً على ضرورة تثقيف كل امرأة حامل أو تودّ الإنجاب، حول الفحوص المسحية الجديدة، التي تساعدها في الإجابة عن تساؤلاتها حول صحّة جنينها. فقال:" إن الفحوص المسحية في الثلث الأول من الحمل تعتمد على فحص دم الحامل، إلى جانب التقييم بالموجات فوق الصوتية. وتستطيع هذه الفحوص تقييم خطر بعض الشذوذات الصبغية، مثل: "متلازمة داون". وتتضمّن هذه الفحوص أيضاً دراسة السوائل الموجودة تحت رقبة الجنين ضمن المشيمة، ويمكن لهذا الاختبار أن يساعد في كشف بعض التشوهات الجنينية الهامّة الأخرى، مثل العيوب القلبية".
فحوص بسيطة في مواجهة المعقّدة
وعن الفترة التي يجب أن تُجرى فيها هذه الفحوص، أفاد الدكتور نصار:" يتمّ إجراء الفحوص المسحية في الثلث الأول للحمل عادةً، بين الأسبوع الحادي عشر والأسبوع الثالث عشر من الحمل. ويقيس الفحص المسحي للدم اثنين من الهرمونات المرتبطة بالحمل، وهما: موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية بيتا الحرة β-hCG والبروتين المصلي المرتبط بالحمل PAPP-A، أما الفحص بالموجات فوق الصوتية فهو يختبر الشفافية القفوية". وأضاف: "غالباً ما نجد ارتفاعاً أو خفوضاً غير طبيعي في مستويات β-hCG وPAPP-A لدى الأطفال المعرّضين لخطر أكبر للإصابة بالشذوذات الصبغية، كما نلاحظ في تلك الحالات زيادة حجم السوائل الموجودة تحت رقبة الجنين ضمن المشيمة".
فحوص متقدّمة تعتمد على النتائج
وعمّا إذا كانت هذه الفحوص تُغني الحامل، ولا سيما المتقدمة في السن، عن فحص عينة السائل المشيمي، الذي يعرّض حياة الجنين للخطر، أجاب الدكتور نصار:" استناداً إلى النتائج الأوليّة للفحوص المسحية، إلى جانب العوامل الأخرى التي قد تزيد نسبة المخاطر، مثل سن الحامل، قد ننصح الأهل بإجراء اختبارات تشخيصية أكثر عمقاً، مثل: فحص عينة من السائل المشيمي (في الثلث الثاني من الحمل)، حيث يمكن للاختبارات الإضافية تأكيد التشخيص أو نفيه، بما يمنح الآباء والأمهات فرصة التفكير وتحديد الدعم اللازم والموارد، ووضع الخطط للطفل إذا كان من ذوي الاحتياجات الخاصة، و/أو دراسة التغييرات المتوقعة في نمط الحياة".
"متلازمة داون" تنتشر في العالم العربي
وحول أهمية إجراء هذه الفحوص الجديدة، شرح الدكتور نصار:"تكتسب الفحوص المسحية خلال الثلث الأول من الحمل أهميّة خاصّة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تشير قاعدة بيانات دليل الانتقال الوراثي في العالم العربي، إلى أن معدّل حدوث "متلازمة داون" هو أعلى بالمقارنة مع المستويات الدولية. بالإضافة إلى ذلك، قد تتسبّب "متلازمة داون" أو ترافقها مضاعفات خطيرة نجدها منتشرة في المنطقة. ومن هذه المضاعفات، المستقاة من دراسات أجريت في لبنان ومصر والبحرين والكويت وفلسطين وقطر ولبنان: "اللوكيميا" الحادّة، ومشكلة التعرض الزائد للجراثيم والإنتانات وأمراض القلب الوراثي".
شاهدي أيضاً:
تعرّفي إلى بُدع الحميات الرائجة
التفاح والماء سرّ الحمية الناجحة
8 نصائح تحميك من البدانة