تعتبر الإجازة أمراً مغرياً لكل العاملات في مختلف القطاعات، فالإجازة تعني الراحة والاسترخاء والقدرة على التخلص من أعباء الوظيفية مهما كانت والتفرغ للنفس من أجل استعادة النشاط ثم العودة للعمل مرة أخرى بروح جديدة أكثر نشاطاً وإقبالاً.
ومن المعروف أن المعلمات هن أكثر من يحظين بفترة إجازة مقارنة بصاحبات الوظائف الأخرى؛ نظراً لارتباط إجازتهن بإجازة الطالبات نسبياً، فهل ترى المعلمة نفسها أكثر حظاً بهذه الإجازات خاصة مع اقتراب إجازة نصف العام؟ وهل تشعر بأنها محسودة من الموظفات في القطاعات الأخرى على إجازة الشتاء هذه بالإضافة لإجازة الصيف الطويلة؟
هذه لأسئلة توجهنا بها لعدد من المعلمات للتعرف على آرائهن، فتابعوا معنا السطور التالية:
بداية تقول منيرة معلمة في إحدى المدارس الحكومية: "بالفعل نشعر دائماً بأن المعلمة محسودة على إجازتها الشتوية والصيفية التي تكون بالطبع أطول من إجازة الموظفات في باقي القطاعات، إلا أنه بالنظر إلى مهنة المعلمة ومشاقها التي تستهلك كل حواسها طوال العام، فهي بحاجة إلى أن تبقى متيقظة الحواس طوال الوقت تسمع لجميع الطالبات وتراقب انتباههنّ وتجاوبهنّ معها، إضافة إلى أن عمل المعلمة لا ينتهي بانتهاء فترة دوامها، بل يمتد ليصل معها إلى البيت، فكثيراً ما نترك أمورنا المنزلية الخاصة ونجلس لتحضير الدروس وتجهيز أسئلة الامتحانات، وهذه الأمور على مدار العام تستهلك قوانا وطاقاتنا بالكامل، فنكون بحاجة إلى إجازة وراحة طويلة نستريح فيها ونجدد نشاط عقولنا وأجسادنا".
وتوافقها الرأي معلمة اللغة الإنجليزية هناء الجبرين قائلة: "أتمنى أن تنظر الحاسدات إلى مهنة المعلمة بمنظور كلي وليس جزئي، فالمعلمة كمهنة يحكمها الروتين بشكل كلي، كما أن المعلمة دائماً ما تكون مسيّرة في عملها وليست مخيّرة، فهي تسير في عملها وفق جدول محدد، كما أنها مقارنة بباقي موظفات المملكة سواء في القطاع الحكومي أو الخاص تعمل في مكان أقل رقياً وتجهيزاً وفي مبانٍ غير مؤهلة بشكل كافٍ، وبطبيعة عملها كثيرة الحركة والانتقال من مكان لآخر في الهواء الطلق سواء كان قارس البرودة أو شديد الحرارة، فبعد جميع هذه العوامل والظروف أليس من حقها الحصول على ميزة هذه الوظيفة الشاقة وأن تتمتع بالإجازة التي تتناسب مع طبيعة عملها؟"