استطاعت الشابة السعودية الواعدة ولاء محمد، رسامة الكاريكاتير وصاحبة الشخصيات الكرتونية "بوتيتو"، أن تستحوذ على اهتمام شريحة كبيرة من المجتمع، خصوصاً فئة الشباب، من متابعي مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يُتابعها أكثر من 300 ألف شخص، ولاقت رسوماتها تفاعلاً واسعاً، حيث كانت في معظمها تعبر عن حياتها الخاصة والأحداث اليومية التي تمر بها. تميزت أعمالها بالبساطة والعفوية، كما لمسنا خلال لقائنا بها، روح الشقاوة الطفولية التي تعكس طبيعة شخصيتها المرحة.
ترجمة للوجدان
تقول ولاء في مستهل حديثها: "بدأ اهتمامي بالرسم منذ طفولتي وخصوصاً عند دخولي للمدرسة، ومع ملاحظة معلماتي لمدى تقدم مستواي في الرسم مقارنةً بمن هم في عمري، وتشجيعهن لي، أحببت الرسم أكثر". أما بالنسبة للرسم الكاريكاتيري تحديداً، فتُوضح ولاء بأن اتخاذها هذا المنحى لم يكن مخططاً له مسبقاً، بل كان خطوة عفوية جاءت على نحو مفاجئ، حينما أرادت أن تُترجم تفاصيل حياتها الخاصة من خلال الرسم كإحدى الأدوات المهمة المتعارف عليها للتنفيس عن الأحاسيس، والتعبير عما يدور في خلجان الإنسان من مشاعر، مُبينة: "ابتكرت شخصياتي للتنفيس عما يجول في بالي، ورسوماتي هي سلسلة يومياتي أو تخيلاتي لموقف ما، حتى ولو كانت مختلفة عما أطرحه".
جزء من حسابي
واستطردت: "أحب البوح عما بداخلي عن طريق رسمه، أو عما يمر به متابعيّ، لأني أعتبرهم جزءاً من حسابي ولهم نصيب من رسوماتي لاستخدامهم الشخصي غير التجاري".
برامج التواصل
وعن سبب قلة رسامات الكاريكاتير في السعودية، ترى ولاء أن "هناك عدداً لا بأس به من الرسامات الموهوبات اللاتي يملن لهذا النوع من الرسم، لكن ليس هناك دعم لهن، فدائماً ما كان أبي يردد أن الفتاة حينما تمتلك موهبة الرسم فلن يستفاد منها، لأنها لا تستطيع الانطلاق وحدها بمجتمعنا مثل الرجل!". وأردفت:"ولكن الآن أعتقد بأن الوقت تغير"، لافتةً إلى ثورة الاتصالات التي نشهدها الآن وانفتاح العالم على بعضه، وكيف أثر ذلك على الفن، ليس فقط في مستوى انتشاره، وإنما أيضاً في مستوى نموه وتطوره، مضيفةً: "برامج التواصل الاجتماعي كالإنستغرام أتاحت للفتيات فرصة إبراز مواهبهن، وساعدتهن على الوصول إلى شرائح كثيرة عبر مجتمعات وفضاءات أوسع".
الكمبيوتر والأصالة
وعند سؤالها عن مدى صحة رأي البعض في أن توظيف التقنيات الحديثة كبرامج الكمبيوتر في إخراج الفكرة الكاريكاتيرية أفقد الفن أصالته وجماله، أكدت ولاء أن التطور التكنولوجي قدم إضافات مهمة للفن عموما وللكاريكاتير خصوصاً، فالتكنولوجيا أكسبت الفن جمالية وثراء، وأصبحت الرسومات أوضح وأدق، وتابعت: "أغلب رسامي الكاريكاتير يعتمدون على الكمبيوتر، لأن الرسم التقليدي بخلاف الرسم بالكمبيوتر يترك آثار المسح والخطوط التي مسحت من قبل، وفي رأيي أعتبرها تشويهاً له".
فرصة أكبر
ونوهت ولاء بأن وضع المرأة السعودية الآن أفضل من السابق، فهي الآن لها نصيب أكبر سواء في التعليم والوظائف، أو في التعبير عن نفسها وعرض موهبتها وفرض رأيها وغيرها من الأمور.
أحلام
وفي الختام أشارت ولاء إلى أن لها طموحاً وأحلاماً كثيرة تُراودها لم تشأ أن تُصرح بها، إلا أنها أكدت بأن واحدة من أهم أمنياتها أن ترى رسوماتها على صفحة مطبوعة.
شابة سعودية تحترف رسم الكاريكاتير
- شباب وبنات
- سيدتي - سامية العاقل
- 25 ديسمبر 2014