يشتهر التفاح، منذ القدم، بأنه رمز للصحّة والتغذية السليمة، ولطالما كان يرتبط بالحميات المخفضة للوزن، لفوائده الكثيرة المتمثّلة في احتوائه على مضادات الأكسدة الهامة في تعزيز جهاز مناعة الجسم والوقاية من الأمراض. لكن، هل يمكن الاكتفاء بتناول التفاح لتحقيق الرشاقة وفقدان الوزن؟ سؤال حمله "سيدتي نت" إلى الاختصاصية في علم التغذية ميرنا الفتى، فأجابت، قائلة ان "حمية التفاح المتداولة تمتدّ على 5 أيّام، ويُقال إنها قد تحقق خسارة نحو 4 كيلوغرامات من الوزن، علماً بأن أهم شروطها يتمثّل في استهلاك التفاح الأخضر حصراً خلال اليوم، مع ما لا يقل عن 8 أكواب من الماء".
وتضيف الاختصاصية الفتى ان "هذه الحمية تفتقر للسعرات الحرارية، وتمتاز بوضوح مكوّناتها، ما يسهل اتباعها من قبل الكثيرين"، إلا أنّها توضح أنّه "يغيب أي دليل مثبت متعلّق باتباع حمية تعتمد على ثمار التفاح حصراً! فعلى غرار الحميات العشوائية الرائجة، تحجب "حمية التفاح" عن متتبعها الفيتامينات والمعادن، التي يحتاجها جسمه، وأبرزها: حمض الفوليك، والزنك، والحديد، والفيتامين "بي" المركّب. لذا، لا تعتبر هذه الحمية صحيّة، علماً بأن المواظبة على اتباعها يرهق الجسم".
عموماً، تفتقر "حمية التفاح"، بحسب الاختصاصية الفتى، إلى عدد من المواد المغذية، كما انها لا تحتوي على كمّ كاف من "الكالسيوم"، الذي يحتاجه الجسم لإحراق الدهون، إذ تفيد بحوث متعلّقة أن الجسم يحرق دهوناً أكثر عندما يحصل على كمّ كاف من "الكالسيوم". وفي هذه الحالة، إن مكملات "الكالسيوم" وحدها لن تكون مفيدة في علاج المشكلة. كما تؤدي زيادة الألياف المستهلكة من جرّاء تناول التفاح إلى الإصابة بالإسهال والغازات، بدون إغفال أنّ النظام الغذائي الصحي والسليم هو ذلك الذي يضم العناصر الغذائية كافة التي يحتاجها الجسم، بصورة تتلاءم مع كل حالة، حسب الوضع الصحي، والنشاط اليومي، والسن...
من جهة ثانية، ان خسارة الوزن السريعة تؤدي بعد فترة إلى استرجاع الكيلوغرامات المفقودة، لا بل زيادة هذه الأخيرة بالمقارنة بالسابق، كونها تتسبّب في خسارة الماء والعضل، فإبطاء حركة الأيض في الجسم. لذا، لا يُنصح باتباع "حمية التفاح" سوى
ليوم فقط، وذلك بعد فترة الأعياد المشبعة بالأطباق الحلوة مثلاً، أو بعد نهار عطلة طويل وغني بالمأكولات الدسمة، وذلك من أجل تنقية الجسم من ترسبات اللحوم والشحوم والدهون المشبعة.
شاهدي أيضاً: