يٌحكى بإستمرار عن التأثيرات السلبية لأدوية الإكتئاب على نواحٍ معينة من الجسم، ولعل ذلك ما يجعل بعض المرضى يعزفون عن تناولها. لكن دراسة حديثة أكدّت على وجود فوائد صحية هامة جديدة لهذه الأدوية، إذ بإمكانها الحدّ من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية.
أظهرت دراسة أجريت على 5000 شخص، تمت متابعتهم ويعانون من الاكتئاب المعتدل أو الشديد، أن خطر الإصابة بالأمراض القلبية والوعائية أقل لدى المرضى الذين يتناولون مضادات الاكتئاب منه لدى أولئك الذين لا يتناولون هذه الأدوية.
ووفقا لأطباء معهد أمراض القلب "إنترماونتن ميديكال سنتر دو سالت ليك سيتي" في الولايات المتحدة الأميركية، فإن تأثير مضادات الاكتئاب على خطر الإصابة بالأمراض القلبية والوعائية أكبر من تأثير الأدوية المضادة للكوليسترول التي تكافح الأمراض القلبية والوعائية. وقد تابع الأطباء على مدى 3 سنوات 5000 مريض تمت معالجتهم من الاكتئاب المعتدل أو الشديد. وقد اكتشفوا أن الأدوية المضادة للاكتئاب لا تحسن فقط المزاج، بل تقلل إحتمالية الإصابة بأمراض القلب.
وقالت البروفسور هيدي ماي، المؤلفة الرئيسية للدراسة: "قمنا بتحليل معدلات الوفيات من أمراض القلب التاجية والسكتة الدماغية مقارنة بمستويات الاكتئاب والعلاج. وقد أظهر هذا التحليل أن المرضى المصابين بالاكتئاب المعتدل إلى الشديد الذين يتناولون مضادات الاكتئاب كانت إحتمالية الوفاة لديهم أقل من المرضى الذي يعانون من نفس المستوى من الاكتئاب والذين لا يتناولون مضادات الاكتئاب".
ووفقا لها، فإن علاج الاكتئاب يسبب تغيرات سلوكية لدى المرضى، بحيث يبدأون بالإعتناء بأنفسهم على كافة الأصعدة. وهذه التغيرات في نمط الحياة تقلل، في الواقع، خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
