ما نعرفه ليس قليلاً عن حياة الفنانة المصرية ليلى علوي، ولكن هل نعرف تفاصيل طفولتها، وإن كانت شقية أو هادئة، ولماذا لم تكن تنام طوال الليل؟
* بداية عرفينا كيف كانت طفولتك؟
أنا ابنة مصر الجديدة «هليوبوليس» واجهة القاهرة العظيمة من الجهة الشرقية، وهي أحد مداخل العاصمة المضيئة.
لماذا ربطت طفولتك بالتاريخ؟
لأن تاريخ منطقتي هو من شكل شخصية ليلى علوي في طفولتها، ورغم أن أمي يونانية لكنها تمصرت بدوام عيشها بمصر، وأذكر وأنا في الخامسة من عمري كانت الحكايات التي تحكيها لي ولأختي لمياء عن تاريخ مصر القديمة بكل تفاصيلها، وبما قلته عن مصر الجديدة، فهذه الجلسات التي كنا نأتنس بها مع أمي خلال فترة الليل من كل يوم رسخت داخلي مخيلة واسعة عن هذه الحكايات، لدرجة أنني كنت بعد أن أدخل حجرة نومي مع لمياء نمثل ما سمعناه من حكايات قبل النوم.
*ماذا عن الطفلة ليلى؟
أمي قالت لي بأني منذ ولادتي عصبية جداً رغم الهدوء الذي كنت أتحلى به، فلا بكاء لكني دائمة السهر ليلاً، وبعد أن بلغت ثلاث سنوات طرأت الشقاوة عليّ، والتي اكتسبتها من نزولي نادي هليوبوليس مع ماما وأصدقائها بمعدلات كثيرة جداً؛ ما كوّن شخصيتي التي أعيشها حالياً .
*احكي لنا عن شقاوتك؟
كان لنا وأبناء الجيران ركن خاص في ساحة المنزل، نجلس فيه للعب والتحدث، وكانت أمهاتنا تسمح لنا بالخروج بمفردنا لهذا الركن بعد الاستئذان منهن، ذات مرة تواعدت مع صديقاتي بدون علم أمهاتنا بالاجتماع في هذا الركن؛ للقيام بعمل مشاهد تمثيلية ابتدعناها معاً، ورغبنا أن نشاهدها بمفردنا، فاختفينا جميعاً عن أنظار أمهاتنا الأمر الذي دفعهن لإجراء الاتصالات بكل من له صلة بهن؛ للإسراع في البحث عنا.
هل طال البحث عنكم؟
بعد ما يقرب من ساعتين من اختفائنا ظهرنا في ساحة المنزل وسط مجموعة من أقارب كل الجيران كانوا يتحدثون معاً بخوف عنّا، وعندما رأونا هللوا بلهفة ما أصابنا بفزع شديد، وذهبت كل صديقة منا إلى بيتها وسط عائلتها وسط عتاب كثير مما فعلناه بهم .
*ماذا كان عقاب هذا التصرف؟
خاصمتني أمي لمدة وظلّت ثلاثة أيام لا تحدثني، فقط كانت تشرف على طعامي ونومي وكل حاجاتي اليومية، هذا العقاب كان مقسماً بيني ولمياء أختي .
*هل تطورت شقاوتك؟
طبعاً تطورت كثيراً خاصة بعد التحاقي بالعمل بالتلفزيون مع برنامج «أبلة فضيلة» و«عصافير الجنة» و«فتافيت السكر»، فقد ازدادت الشقاوة لكثرة احتكاكي بأطفال جدد مختلفين عن أطفال مصر الجديدة، لكن ماما كانت تحتوي تلك الشقاوة بالمشاركة في لعبنا الكثير خاصة الذي لا يستلزم الحركة مثل: ألعاب الكوتشينة، الطاولة، والدومينوز .
*هل العمل بالتلفزيون شغلك عن طفولتك؟
على الإطلاق. فكما قلت لك عملي كان في سن السابعة لكن الفرق أن أمي رتبت لي حياتي منذ الطفولة، فكل كل شيء متاحاً لكن لابد أن يدخل في إطار النظام المنزلي العام، وكان أبي يؤكد على ذلك، فرغم مشاركتي في تلك البرامج، لكن كان يوجد في الجدول اليومي الخاص بي المذاكرة والنزول للنادي والالتقاء بصديقاتي وغيرها من تلك الأمور، وكلها وفق الجدول الموضوع وشديد الصرامة .
*ماذا لو أخلت ليلى الطفلة بالجدول اليومي؟
العقوبة هي المخاصمة التي كانت أشد ما يؤلمني، خاصة وأننا نلتقي في الليل يومياً لسماع حدوتة قبل النوم عن مصر القديمة، فكان حرماني من هذه الحدوتة شيئاً مؤلماً .
انضمي إلى مجتمع "سيدتي وطفلك" على فيسبوك اليوم واستمتعي بمناقشة كل ما يخصك وطفلك